من طرف خفى «3»

تحدثت فى المقالة السابقة " من طرف خفى 2 " عن ابرز  منظمات المجتمع المدنى التى لعبت دوراً مهما فيما سمى بالربيع العبرى و كانت على النحو التالى : M. T. V , Facebook , Pepsi , YouTube , Google , CBC News , The Pentagon

وعندما نقول منظمات مجتمع مدنى فهذا يعنى ان هذه المنظمات لا تخضع الى سلطة الحكومة ومصادر تمويلها تكون مصادر أهلية وليست حكومية والا ستسقط عنها صفة المدنية ، ولكن عندما تتلقى تمويلا من الحكومة او اى جهة حكومية اخرى فأنت تحولت من منظمة مدنية الى منظمة حكومية بغطاء مدنى .
هناك قاعدة سياسية هامة وليس اختراعاً ، عندما تنشأ حزباً سياسياً او منظمة أهلية على أساس ماتؤمن به من عقيدة او توجه سياسى ، فيجب ان تكون مصادر تمويلك مصادر مستقلة حتى تحافظ على توجهات حزبك او منظمتك ، اما اذا امتدت مصادر تمويلك الى أشخاص او حكومات او جهات غير مدنية فأنت ستسير على سياسة هذه الحكومات او الجهات غير المدنية ، وهذا ما كان يتم تدريبنا عليه نحن كشباب عربى داخل صربيا وبولندا وإسبانيا وأمريكا ، جنوب  أفريقيا ، قطر ، بروكسل ، السويد ، من افكار ومعتقدات وتشجيع لتأسيس منظمات مجتمع مدنى وأحزاب ليبرالية وأخرى دينية ، لتلعب كلا منها دورا مهما فى توجيه الرآى العام وحشد الجماهير وخلخلة  النظام الحاكم عن طريق خلق حالة من الحراك السياسى لتحريك المياة الراكدة عقب انتصار اكتوبر 1973 ، وانتفاضة الحرامية التى عرفت بأسم انتفاضة الخبر عام 1977 والتى جفت من بعدهما حالة الحراك السياسى بالشارع المصرى وكذلك الشارع العربى الذى اصبح فى حالة سكون وصمت باستثناء العراق بعد تدميرها بواسطة الاحتلال الأمريكى وفلسطين المحتلة من اسرائيل ، نعود لحديثنا عن المنظمات .
ابرز منظمات المجتمع المدنى التى لعبت دوراً محوريا فى احداث الربيع العبرى :
فريدم هاوس Freedom House 
هى مؤسسة دوليه غير حكومية يشاع عنها انها صهيونية مشبوهة نظرا لهيمنة اليهود على ادارتها ، مقرها واشنطن ، تأسست عام 1914 بدعم مباشر من الرئيس الأمريكى وقتها فرانكلين روزفلت وقام بدعم هذه المنظمة حتى جعل على رأس تلك المنظمة زوجته إلينور روزفلت بالاشتراك مع المحامى والمدافع عن الصهيونية ويندل وبلكيلى ، تقوم فريدم هاوس بإجراء بحوث ودعوات تتخذ كلمة الديمقراطية ، الحرية السياسية وحقوق الانسان ستاراً لممارسة نشاطها المشبوه تجاه الشرق الأوسط لتنفيذ مشروع برنارد لويس ، عن طريق الاحتلال الداخلى وسيتم شرحه باستفاضة فيما بعد .
تحصل منظمة فريدم هاوس على التمويل من قبل الأفراد ومن قبل الحكومة الامريكية والصندوق الوطنى للديمقراطية NED الذى يموله الملياردير الأمريكى اليهودي جورج سورس الذى اشرف بنفسه على تأهيل الشباب العربى من خلال برنامج جيل جديد  New generation .
يتكون مجلس أمناء فريدم هاوس من شخصيات امريكية ليست بعيدة عن البيت الأبيض :
ويليم تافت الرابع William Taft IV يتولى منصب رئيس منظمة فريدم هاوس Freedom House Chair  وهو نجل السفير الأمريكى السابق ويليم تافت الثالث وحفيد الرئيس الأمريكى السابق ويليم هاورد تافت .
عمل ويليم هاورد تافت الرابع كمستشار عام لوزارة الدفاع الامريكية 1981 ، ثم عين نائباً لوزير الدفاع الأمريكى (1989-1984) ثم وزيرا للدفاع الأمريكى فى عهد الرئيس بوش الاب 1989 ، ثم عمل كسفير دائم لأمريكا فى حلف شمال الأطلسي NATO اثناء حرب الخليج 1992-1989 .

زينب السويج :Zainab Al-Suwaij
احد أعضاء مجلس أمناء فريدم هاوس ، عراقية شيعية من البصرة ، تحمل الجنسية الامريكية هربت  من العراق بعد حرب الخليج الاولى 1991 ، عضو فى الحزب الجمهورى الأمريكى ، فى اغسطس 2004 ألقت زينب السويج كلمة فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر القومى للحزب الجمهورى لدعم اعادة ترشيح جورج دبليو بوش لفترة جديدة 
جاءت نص كلمتها على النحو التالى : 
" ان العراق يتمتع بيوم جديد ، جئت الى المؤتمر لاخبركم ان العراق يتمتع بيوم جديد ، نعم مازال هناك سفك دماء وشكوك ولكن امربكا بقيادة بوش القوية الرؤوفة قدمت للعراقيين اثمن هدية يمكن ان تقدمها دولة اخرى ، هدية الديمقراطية والحريّة لتقرير مصيرهم !!!!!!!!!! "

اى ديمقراطية شهدتها العراق منذ سقوط بغداد ؟!
ان العراق مازلت تشهد انقسامات ومازالت شبه دوله منذ سقوط بغداد وإعدام الرئيس صدام حسين ، ليس غريبا على زينب السويج هذا الرياق والميل كل الميل تجاه قوى قامت بتدمير وطنها ،  فزينب السويج قامت بتأسيس منظمة اسمها " منظمة الكونجراس الأمريكى الاسلامى " بعد احداث 11 سبتمبر 2001 ومن بين أعضاء تلك المنظمة هيليل فرادكين : مدير مركز دراسة " مستقبل العالم الاسلامى " بمؤسسة هدسن الامريكية المحافظة المعروفة بتأييدها القوى والمعلن  لإسرائيل والصهيونية .
منظمة الكونجراس الأمريكى الاسلامى افتتحت اول فرع لها فى الشرق الأوسط فى القاهرة فى حى مدينة نصر بالقاهرة وقامت بالترويج عن نفسها بإجراء حورات صحفية مدفوعة بالصحف القومية المصرية من اجل اضفاء صفة المشروعية على نشاطها المشبوه .
تعرفت زينب السويج على داليا زيادة خلال تواجدها بالولايات المتحدة الامريكية بصحبة اسرة الدكتور سعد الدين ابراهيم مؤسس مركز بن خلدون ، حيث كانت تعمل لديهم خادمة ، وأقنعت زينب السويج بأن تتبناها لممارسة العمل الحقوقى ، رحبت السويج برغبة زيادة وقامت بإسناد مسئولية أدارة فرع المنظمة فى مصر الى زيادة ، قامت زيادة بتقديم نفسها بعد ذلك كمدونة وناشطة سياسية مصرية وحصلت على جائزة انا ليندا للإعلام الاورومتوسطى لعام 2010 عقب هجومها على الازهر الشريف تحت زعم فشله فى منع النقاب بمصر ، وكانت تربط زيادة علاقة وثيقة بحركات الاحتجاج فى مصر نظرا لوجود دعم امريكى مشترك لهم .
شريف منصور : مدير برنامج التدريب فى منطقة شمال أفريقيا Senior Program Officer , Middl East North Africa ، وهو نجل احمد صبحى منصور وسبق وتم اتهامه بالانتماء لتنظيم القرآنيين فى فترة التسعينيات ، هرب من مصر بعدها هو وجميع أفراد عائلته فراراً للولايات المتحدة الامريكية ، وعمل كمدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى المنطمة والمسئول عن اختيار الشباب المصرى وتجنيدهم لتلقى تدريبات وتمويلات من الولايات المتحدة الامريكية متمثلة فى انشاء وتأسيس حركات احتجاجية ومنظمات مجتمع مدنى وأحزاب ليبرالية تعمل وفق اجندة فريدم هاوس ، تكون كل مهمتها هو تنفيذ الايدولوجية التى وضعتها لخلخلة النظام المصرى والمنطقة العربية ، فى 28/11/2011 ادلى شريف منصور بحديث صحفى لجريدة المصرى اليوم قال فيه : " ان المنح التى تطلب منظمات المجتمع المدنى المصرية الحصول عليها من فريدم هاوس صغيرة لا تتجاوز 15 الف دولار "
وتأكيداً لما كشفت عنه فى حلقة 2  فبراير 2011 على قناة المحور من خلال برنامج 48 ساعة بصحبة الزميل الكاتب الصحفى والاعلامي سيد على والإعلامية هناء السمرى ، عقب  اندلاع ثورات الربيع العبرى ، اعلنت منظمة فريدم هاوس انها قامت بتدريب وتمويل نشطاء من مصر ، الجزائر ، تونس ، سوريا ، البحرين ، اليمن ، على الديمقراطية وحقوق الانسان وكيفية اسقاط أنظمة الحكم فى البلاد العربية ، ليس هذا فحسب ولكن المنظمة قامت بتمويل حركات ومنظمات مدنية مصرية مثل حركة شباب 6 ابريل .
عندما تقوم منظمة مدنية مثل فريدم هاوس تمويلها الأساسى من البيت الأبيض ووزراء الخارجية والدفاع الامريكية ومن شخصيات يهودية صهيونية ، وعندما يترأس سلطة هذه المنظمة وزير دفاع امريكى سابق وتضم فى عضوية مجلسها أعضاء سابقون فى الجيش والمخابرات الامريكية والبيت الأبيض ، فأعلم عزيزى القارىء ان هذه المنظمة لا تريد نشر الديمقراطية والحريّة وحقوق الانسان ولكنها تريد ماهو اهم من ذلك ، تريد نشر فوضى خلاقه .
موفمنتس دوت أورج Movements.org فى ديسمبر 2008 عقدت فى مدينة نيويورك قمة لتحديد وإشراك حركات الانترنت خلال القرن الواحد والعشرين فى منظمة واحدة .
فى هذه القمة اشتركت وزارة الخارجية الامريكية مع كلية حقوق جامعة كولومبيا بالاضافة الى شركات إعلامية عالمية مثل : Google , Howcast ,Facebook , YouTube , MT.V , Pepsi , CBC News , NT&N واتفق المشاركون فى هذه القمة على انشاء وإطلاق شبكة عالمية لتمكين الشباب من محاربة العنف والاضطهاد والارهاب وتمت تسمية هذا المشروع : برنامج جيل جديد الذى تلقيت تدريبات دولة صربيا من خلاله ، Alliance Of Young Movements 
شارك فى هذه القمة وكيل وزارة الخارجية الامريكية للدبلوماسية والشئون العامة " جايمس جلسمان " بالاضافة الى الفريق الاعلامى للحملة الرئاسية للرئيس الأمريكى باراك اوباما والمؤسس الشريك لشبكة التواصل الاجتماعى .
Facebook  داستين مواسافيتش 
وفى مارس 2009 افتتحت وزيرة الخارجية الامريكية القمة الثانية لبرنامج جيل جديد فى مدينة ميكسيكو سيتى وفى هذه القمة استعرض المشاركون طرق استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة فى تعبئة الشباب العربى تحت شعار محاربة العنف .
وفى مارس 2010 عقدت القمة الثالثة لمنظمة موفمنتس دوت أورج فى مدينة لندن برعاية وزارة الداخلية البريطانية وشركات دعاية امريكية مثل Twitter, Skype .
جيل جديد هى منظمة انبثقت من موفمنتس دوت أورج فى 2008 وبعد إطلاق الموقع الرسمى لبرنامج جيل جديد Www.movements ، فى فبراير 2011 عقب اندلاع احداث الربيع العبرى على شبكة الانترنت تم تسمية البرنامج على اسم الموقع ، لكن برنامج جيل جديد يختلف عن باقى المنظمات المدنية الاخرى التى تدعى اهتمامها بنشر الديمقراطية فى الدول الغير ديمقراطية ، بالاضافة الى ذلك فإن برنامج جيل جديد يقوم على تدريب الشباب على استخدام احدث وسائل التكنولوجيا و الاتصالات للتواصل مستعينة بكبرى شركات الاتصال فى العالم مثل AT&T بالاضافة الى شبكات التواصل الاجتماعى Facebook, Twitter , YouTube .
وقبل الحديث عن تدريبات جيل جديد التى خضت تجربتها بنفسى وتعايشت معها بين أعضاء حركة شباب 6 ابريل ، يجب ان نعرف من هم مؤسسى هذه المنظمة وبرنامج جيل جديد وكذلك  برنامج التدريب التى تلقاها عدد من الشباب المصرى ومن دول عربية اخرى لتنفيذ أليات التفتيت وسيتم شرح ذلك مستقبلا . 
ولكنى قمت برصد انتشار عدد كبير من الدورات هذه الأيام فى مختلف المجالات منها فى المجال الصحفى والاعلامي ، ومنها فى مجال القيادة سواء للمرأة او للشباب ، رصدت عدة برامج تدريب بغطاء اجتماعى وتثقيفى بحت ، منها على سبيل المثال سارعى بالحجز معنا للحصول على دبلومة قيادة المرأة العربية ، سارع لتحقق معنا حلم العمر للتدريب على العمل الصحفى والاعلامي ، سارعى لإتقان فن التفصيل والفاشون شو ، مئات الدورات يتم الإعلان عنها يوميا و بالتمعن فى هدفها ستجد عزيزى القارىء انها خرجت من يد طرف واحد خفى ، الهدف منها حشد الجماهير وجمعهم على هدف واحد ظاهرى لفترة مؤقته لاستغلالهم فيما بعد فى هدف اخر باطنى ، مثلما  حدث فى السابق وتم حشد الجماهير اولا للنزول يومى الخميس والجمعة من كل اسبوع للوقوف امام نهر النيل او شواطىء المدن الساحلية مرتدين ملابس سوداء ممسكين بالمصحف او الإنجيل للقراءة والدعاء لشهيد البانجو خالد سعيد  ،  لم يكن الهدف هنا الترحم على شهيد البانجو بل كان تدريب وتأهيل الجماهير على كسر حاجز الخوف والمواجهة مع الشرطة ومحاولة رفع الهالة وتحطيم الهيبة و التعامل معها على انها ليست سلطة لها حصانتها ، فأننى ارى ان جميع الدورات التى يتم الترويج لها الان ماهى الا محاولات استقطاب وتجنيد غير مباشر بشكل مغلف بأنشطة خدمية وفنية واجتماعية ، ومنها من يتخذ من اسم صندوق تحيا مصر ومركز اعداد القاده ستارا لاضفاء نوع من الأمان فى ان هذه الدورات تابعة للحكومة المصرية ، فى حين ان حقيقة الامر مختلفة تماما وليس لها ادنى علاقة بالحكومة من قريب او بعيد بل مجرد سرقة وادعاء اسماء وصفات غير حقيقية 
، حتى ان هناك بعض منظمات المجتمع المدنى المصرية اصبحت تعمل وتعد تقارير بشكل يومى عن دول اخرى ، فى محاولة لإجراء عملية اسقاط غير مباشر على تصوير الوضع داخل الاراضى المصرية ، حتى لا تقع تحت طائلة القانون ، ويقال انها تهاجم الدولة وتظل تمارس دورها فى ممارسة النشاط الهدام ، فهل يعقل ان منظمة من المفترض انها مصرية بترخيص من وزارة التضامن الاجتماعى المصرية تعمل على رصد انتهاكات وشرح لطبيعة المعيشة داخل دولة اخرى ، كأنها غير متواجدة داخل الاراضى المصرية وانه يجب عليها العمل على خدمة المجتمع المصرى ، ولكنها لن تستطيع فعل ذلك لان هدفها الأساسى ودستورها قائم على تعرية المجتمع وخلخلته حتى تستمر فريدم هاوس ، NED  وغيرها من المنظمات المشبوهة فى تمويلها لتكون فى حالة تأهب باستمرار لحين احتياجها مرة اخرى للقيام بدورها المسنود لها من داخل الاراضى المصرية ، مثلما حدث خلال العشر سنوات الاخيرة ، للعلم مؤسس تلك المنظمة كانت كل مهمته خلال احداث الربيع العبرى التى شهدتها مصر، هو تصوير مايحدث بين الشرطة والبلطجية الذين اطلقوا على أنفسهم ثوار وخاصة احداث محمد محمود واحداث ماسبيرو ، وحرق الكنائس الذى كان حاضرا بأسم منظمته فى كل حدث مندوبا عن قناة الجزيرة وFox News ، الBBC كأنه مراسلا رسميا معتمدا لهم ، وعقب ادراج منظمته ضمن منظمات التمويل الأجنبى فى القضية 173 قام بتغير اسم المنظمة بدلاً من المنظمة ....لحقوق الانسان الى اسم المنظمة ... للتنمية المستدامة ، وأخذت تكثف نشاطها كما ذكرت على رصد مايحدث فى دول اخرى وكذلك ملف اطفال الشوارع وعمالة الأطفال داخل دول اخرى ، يالها من لعبة ذكية وحيلة تضمن بقاء تلك المنظمة فى حالة تأهب و استمرار تدفق  أموال التمويل عليها  بغزارة ، فعلينا جميعا ان نحترس ونحذر ابنائنا من الوقوع فى فخ الاستقطاب والتجنيد دون ان يشعروا ويستفيقوا بعد فوات الأوان . 
للحديث بقية وانتظروا مزيدا من التفاصيل فى المقالة القادمة ان شاء الله .