الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم الزوج الذي يفضح زوجته؟ الإفتاء توضح

حكم الزوج الذي يفضح
حكم الزوج الذي يفضح زوجته

حكم الزوج الذي يفضح زوجته .. من الأشياء السيئة جداً بالنسبة للزوجة عندما تجد زوجها الذى من المفترض أنه مصدر الأمان بالنسبة لها يتحدث مع الناس عنها، فيزيد الجفاء فيما بينهما ويجعل الخرس الزوجي يزيد بصورة كبيرة.

 

حكم الزوج الذي يفضح زوجته.. لا يجوز للزوج أن ينعت أو يصف زوجته، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (لا تُباشِرِ المَرْأَةُ المَرْأَةَ، فَتَنْعَتَها لِزَوْجِها كَأنَّهُ يَنْظُرُ إلَيْها)، وفي هذا الحديث بيان  بأن الأخلاق الخاصة بالأزواج تكون مذمومة.


وقد جاء في صحيح الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ مِن أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَومَ القِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إلى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا)، وذلك يدل على أنّ إفشاء ونشر أسرار الجِماع بين الزوجين  أمر منهي عنه.

 

إفشاء أسرار بيت الزوجية
أسوأ شعور هو أن تجد الزوجة حياتها مشاع، وتجلس بين الناس وهي تعرف أنهم يعرفون عنها أدق تفاصيل حياتها، هذا يعطيها إحساس أنها عارية أمامهم، وتنعدم الثقة في زوجها، حيث إنها تعلم أنه يقوم بنقل كل ما يدور فى البيت، بالاضافة أنه يخلق بين الأولاد الوسواس والقلق، بأن كل ما يجلسون معهم يعلم حياتهم.

 

وقال الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية إن إفشاء الزوج أسرار بيته في الحقيقة؛ آفة، ودائما كنا نعيب على الزوجة التى تخرج أسرار بيتها، لأن المرأة من طبيعتها انها خفيفة الكلام، ولا تصون سرا إنما العجيب أن تجد ذلك من الرجل.


وأشار أمين الفتوى إلى أن هناك نساء عاقلات جدا، أعقل من الرجال فى هذا الأمر بدليل هذه المرأة التى يفشى زوجها السر، فلابد للرجل والمرأة أن يصون كلا منهما الآخر، فبيت الزوجية أشبه بالمكان الآمن الذى تأمن فيه المرأة على نفسها مع زوجها، والرجل على نفسه مع زوجته.

 

 وأوضح أمين الفتوى أن كلا من الزوج والزوجة له سر مع الآخر ولا ينبغي للرجل أن يفشي سر امرأته ولا ينبغي للمرأة أن تفشي هي سر بيتها لأنها ستحاسب أمام الله وهو سيحاسب أيضا.
 

التحدث بما وقع بين الزوجين
أكدت دار الإفتاء انه من الأسس المتينة التي تقوم عليها الحياة الزوجية رعاية الأسرار وحفظها، فالخصوصية بين الزوجين تتطلب عدم إذاعة المشاكل التي تقع بينهما، فذلك أدعى إلى حلّها وعدم الخوض فيها، وإن بدر من أحد الزوجين سراً من أسرارهما تنكشف حياتهما للآخرين، وتتعاظم المشاكل بينهما، مما قد يصل بهما إلى الفراق، ولذلك فمن الجدير بكلا الزوجين رعاية أسرار الطرف الآخر وصيانتهما؛ تحقيقاً للمودة والسكينة بينهما.

 

وأشارت دار الإفتاء المصرية من خلال موقعها الإلكتروني إلى أن إفشاء سر العلاقة الحميمة بين الزوجين حال الجماع أو ما يتصل بذلك من أمور شخصية تتعلق بهما حرام شرعًا، وذلك استنادا للحديث الشريف عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا» أخرجه مسلم في "صحيحه".

 وأوضحت أنه  على كل واحد من الزوجين أن يحافظ على أسرار بيته ولا يبديها،خاصة اذا ترتب إفشاء سر العلاقة الحميمة بين الزوجين ضرر على الزوجين، وقد ورد عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ _صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «لا ضَرَرَ وَلا ضِرَارَ» أخرجه الإمام مالك في "الموطأ".

 

وعن أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رضي الله عنها أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَالرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ قُعُودٌ عِنْدَهُ، فَقَالَ: «لَعَلَّ رَجُلًا يَقُولُ مَا يَفْعَلُ بِأَهْلِهِ، وَلَعَلَّ امْرَأَةً تُخْبِرُ بِمَا فَعَلَتْ مَعَ زَوْجِهَا» فَأَرَمَّ الْقَوْمُ، فَقُلْتُ: إِي وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُنَّ لَيَقُلْنَ، وَإِنَّهُمْ لَيَفْعَلُونَ، قَالَ: «فَلَا تَفْعَلُوا، فَإِنَّمَا مِثْلُ ذَلِكَ مِثْلُ الشَّيْطَانِ لَقِيَ شَيْطَانَةً فِي طَرِيقٍ فَغَشِيَهَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ» أخرجه أحمد في "مسنده".

ونوهت الى أنه على الزوجين أن يتفهما ذلك، وأن يوضح كل من الزوجين الصورة للآخر بالحسنى والكلم الطيب، وأن يستعينا في هذا التفهم بالصبر والصلاة والدعاء في الصلوات والخلوات؛ قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: 153].

قال الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم" (10/ 8): [فِي هَذَا الْحَدِيثِ تَحْرِيمُ إِفْشَاءِ الرَّجُلِ مَا يَجْرِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ مِنْ أُمُورِ الِاسْتِمْتَاعِ وَوَصْفِ تَفَاصِيلِ ذَلِكَ وَمَا يَجْرِي مِنَ الْمَرْأَةِ فِيهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ وَنَحْوِهِ] اهـ.

 

الزوج الذي يهين زوجته


حكم إهانة الزوج لزوجته.. لا يجوز للرجل أن يهين زوجته أو يضربها، لأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال عن الزوج الذي يضرب زوجته ويهينها (إنهم ليسوا بخياركم) كما أن المرأة ليست خادمة في بيت الرجل، فهي كالرجل، والنساء شقائق الرجال، فيجب على من يهينون زوجاتهم أن يتنزهوا عن لغة العبودية والتسلط، فالمرأة ليست خادمة لزوجها ولكنها شريكة معه، وهي عماد أساسي في البيت ، وهذه مشكلة عند بعض الرجال بأنهم يعتقدون أنفسهم لا مثيل لهم ويفعلون ما يحلو لهم فيهينون زوجاتهم، إلا أن هذا أسلوب خطأ وليس له علاقة بالإسلام، فقال رسول الله ((خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي))، فكان صلى الله عليه وسلم يعامل الناس بالرفق واللين كما أن معاملة الرجل للمرأة لست معاملة فرض وقوة، بل هي مسألة رحمة ومودة فالراحمون يرحمهم الرحمن.


كيفية التعامل مع الزوج الذي يهين زوجته

قبل أن نطلب من الزوجة أن تحترم زوجها وأن لا يعلو صوتها عليه، على الزوج أيضًا أن يتعامل معها بصوت منخفض لأن المرأة على دين زوجها، كذلك إذا رفع الرجل صوته على زوجته فعليها ألا يعلو صوتها عليه لأن الأصل فى المرأة الاستكانة والحياء، فيجب أن يعامل كل واحد منهم الآخر برفق ولين كما أنه لا يوجد تفرقة بين الرجل والمرأة فى المعاملة فعلى كل واحد منهما أن يحترم الآخر.