الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد 20 عاما.. كيف غيرت هجمات 11 سبتمبر منطقة الشرق الأوسط؟

 هجمات 11 سبتمبر
هجمات 11 سبتمبر

 شعرت شعوب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما كان حال شعوب الدول أخرى، بالذهول أمام هجمات 11 سبتمبر، لكن شعوب الشرق الأوسط كانت تعاني من حالة من الرعب على وجه الخصوص.

ونشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية، تقريرا يشير إلى المخاوف التي سادت بين شعوب الشرق الأوسط بعد هجمات 11 سبتمبر، خشية أن يؤدي هجوم تنظيم القاعدة إلى رد عسكري أمريكي قوي ومدمر في الشرق الأوسط.

وبحسب التقرير، في بغداد ومع انتشار أنباء الهجمات، أفرغت المتاجر والطرقات وظل السكان داخل منازلهم.

ويقول أحد العراقيين الذي يعيش في العاصمة بغداد للاندبندنت: "كنت عائدا إلى منزلي ولم يكن أحد يتحرك على الأرض، لم يكن هناك سوى دوريات أمنية، وكان الجميع يتوقع هجوما خلال ثوان".

ويقول التقرير الصادم، إن هذه المخاوف كانت حقيقية، ففي غضون ساعات من هجمات 11 سبتمبر، وبينما كان لا يزال يساعد الناجين من هجوم البنتاجون، بدأ وزير الدفاع الأمريكي آنذاك دونالد رامسفيلد في إثارة أعوانه للتوصل إلى طرق لربط الهجمات التي خطط لها أسامة بن لادن بالعراق، وفقا للملاحظات التي دونها أحد المساعدين وحصلت عليها شبكة سي بي إس نيوز.

هجمات 11 سبتمبر وغزو العراق

ويضيف تقرير صحيفة الإندبندنت، أن بوش كان قد أتى بمجموعة من الأشخاص المهووسين بالشرق الأوسط والعالم الإسلامي لرسم السياسة الخارجية لواشنطن. وإنهم رأوا العراق كمكان لتنفيذ رؤيتهم ومخططتهم.

وفي الأشهر الثمانية عشر بين 11 سبتمبر والغزو والاحتلال الأمريكي "الكارثي" في نهاية المطاف عام 2003، قدم صناع السياسة الأمريكيون، وفق الصحيفة، محاولات للربط بين صدام حسين وهجمات 11 سبتمبر مع الترويج لفكرة أنه يجمع سرا أسلحة دمار شامل.

 

التجاهل الأمريكي للتحذيرات الدولية من غزو العراق

 

ويشير التقرير، إلى أن الرئيس الفرنسي، جاك شيراك، حث جورج دبليو بوش آنذاك على الابتعاد عن ذلك. كما توقع الأمين العام لجامعة الدول العربية حينها عمرو موسى أن الغزو الأمريكي سيفتح أبواب الجحيم. وحذر المستشار الألماني جيرهارد شرودر من أن الحرب ستؤدي إلى مقتل الآلاف من الأطفال والنساء والرجال الأبرياء.

ويقول التقرير، إن العواقب الكارثية للغزو السريع والعنيف تفاقمت مع الوقت. فقد حاول الأمريكيون احتلال وإدارة أمة لا يعرفون شيئا عنها وبسعر رخيص. فاستمر النهب لأسابيع، واشتعلت النيران. وتفككت الدولة العراقية بأكملها، ثم انهارت بعد أن حل بول بريمر الجيش العراقي.

ويقول لقمان الفيلي، سفير العراق في ألمانيا الآن، الذي عمل مبعوثا لبغداد لدى واشنطن والتقى مع كبار المسؤولين الأمريكيين والعراقيين على مدار العشرين عاما الماضية للاندبندنت: "هناك فهم قوي بأنه لم تتم إدارة خطة غزو العراق بشكل جيد، قد لا تكون كلمة تهور هي الكلمة الصحيحة لوصف ذلك، ولكن الأمريكيبن لم يدرسوا الأمر جيدا وعانى العراقيون جراء ذلك".

الاعتراف الأمريكي

لم يتم العثور على أسلحة دمار شامل في العراق، واعترف بوش أخيرا في عام 2006 أن صدام لا علاقة له بأحداث 11 سبتمبر، وأن من قدموا هذه المعلومات من فريقه لم يقدموا أبدا حجة مقنعة بأن لديه أي علاقات مع تنظيم القاعدة.

لكن بحلول ذلك الوقت، كان العراق قد أصبح نقطة جذب للقاعدة، مع تنامي التمرد ضد الغزو الأمريكي وكذلك اندلاع حرب أهلية طائفية في البلاد.

وألهم غزو الغرب لأرض عربية، الجهاديين من جميع أنحاء العالم وكذلك العراقيين الغاضبين لحمل السلاح ضد "محتل يتحصن خلف حصون مصنوعة من الجدران المتفجرة والأسلاك الشائكة".

ويضيف التقرير أن عدم الكفاءة وسوء الإدارة تركت مساحات غير خاضعة للحكم وسمحت للجماعات المتطرفة المسلحة بالازدهار والانتشار، خاصة بعد انهيار سيطرة الحكومة في شمال سوريا، مما أدى إلى ظهور داعش، وهو ما تسبب في حرب أخرى في العراق.

 وأشار تقرير الإندبندنت، إلى أن قلة من العراقيين يهتمون الآن بأحداث 11 سبتمبر، مما يعكس عدم المبالاة وحتى الاستياء من إحياء الذكرى المنتشر في جميع أنحاء الشرق الأوسط والعالم العربي.

وفي بغداد، تنحصر هموم السكان في الحصول على ما يكفي من الكهرباء والمياه، بالإضافة إلى تصاعد الإرهاب في الآونة الأخيرة والخوف من امكانية عودة داعش.