يسال كثير من الناس، سؤال يشغل بالهم عن الفروق بين الأعداد في القرآن، فيقولون : لماذا قال الله قل هو الله احد ولم يقل واحد؟
لماذا قال الله قل هو الله احد ولم يقل واحد
يذكر العلماء، أن العدد في القرآن قد يقصد به يأتي بذات العدد أو وصف العدد، فالعدد واحد ووصفه يكون أحد، والعدد اثنين ووصفه مثنى، والعدد ثلاثة ووصفه ثلاث، والعدد أربعة ووصفه رباع، والعدد يمكن جمعه ، أما وصف العدد فلا يمكن جمعه.
قال الله تعالى في كتابه العزيز (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وعبر بلفظ "أحد" لأن وصف العدد لا يمكن جمعه، ولو قال "واحد" لكان من الممكن أن يكون إله غيره ، وحاشا لله أن يكون إله غيره .
لماذا أحد" وليس واحد؟
من ضمن الفروق بين "أحد" و"واحد" أن "الواحد" يكون قابل للزيادة بينما الأحد لا يمكن أن يقبل ذلك فعندما تقول دخل فلان ولم يقم له واحد فالأمر لم يغلق على ذلك، فهناك مجال للاستدراك لتقول لم يقم له واحد بل قام له إثنان..
أما إذا قلت دخل فلان فلم يقم له أحد فسوف يتم إغلاق الأمر بدون أى مجال للاستدراك أو الإضافة، حيث لا يمكننى أن أقول دخل فلان فلم يقم له أحد، ثم أستدرك فأقول بل قام له إثنان أو ثلاثة، لأن الاستدراك سوف يضفي التناقض على أركان الجملة.
العدد في القرآن الكريم
وأضاف خالد الجندي، أن العدد في القرآن يأتي على أربعة وجوه، الوجه الأول، لبيان حكم شرعي، والثاني لقصة من القصص القرآني، والثالث للحديث عن أمر غيبي، والرابع، للحث على فعل أو ترك شئ.
واستشهد خالد الجندي، في الوجه الأول، الذي فيه يأتي العدد لبيان حكم شرعي، بقوله تعالى ( فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ) وقوله تعالى (فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ) وقوله (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ).
دلالة العدد في القرآن
كما استشهد خالد الجندي، في الوجه الثاني لذكر قصة من القصص القرآني ، بقوله تعالى (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا)
كما استشهد عن الوجه الثالث في الحديث عن أمر الغيبي بذكر العدد، في قوله تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ).
وأضاف أن العدد يكون مقصودا لذاته، في الأمور التشريعية والتكليفية والقصص القرآنية، والحديث عن الأمور الغيبية، والحث على فعل أو ترك شئ، ويكون العدد فيها مقصود لذاته.