الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أزمة إنسانية صارخة.. كيف تتعامل دول العالم مع اللاجئين الأفغان

اللاجئين الأفغان
اللاجئين الأفغان

فرض تطويق حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول فى 15 أغسطس الماضى متغيرات جديدة على المشهد الأفغاني، والتى أهمها تصاعد حدة وأزمة اللاجئين،الأمر الذي أثار مخاوف عدد كبير من الدول خاصة المجاورة لها خوفًا من التدفق الهائل للاجئين إليها،فى حين ان التقديرات تشير إلى احتمال مغادرة 4 ملايين أفغانى لبلادهم، باستخدام طرق مختلفة، تجنبًا للتعرض للسياسات المتشددة التي يتوقع أن تطبقها الحركة، على غرار ما فعلت عندما سيطرت على السلطة بين عامى 1996 و2001، وذلك رغم رسائل "الطمأنة" التي وجهتها إلى الداخل والخارج في الفترة الأخيرة.


موقف الاتحاد الأوروبي


لم يعترف الأتحاد الأوروبي بحركة طالبان إطلاقًا  خاصة بعد أن اجرى اتصالات عملانية" مع حركة طالبان على الأرض من أجل "إنقاذ أرواح"، لكن  كان ليس هناك "أي حوار سياسي" مع هذه الحركة، وحثت بعد ذلك رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين السبت كل الدول وفي مقدمها الدول الأوروبية على استقبال قسم من اللاجئين الأفغان الذين تم اجلاؤهم من كابول، مؤكدة أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي ستقوم بذلك ستتلقى دعما ماليا من أوروبا.

 

الانقسام الأوروبي

وفي الوقت ذاته،  الذى حثت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين كل الدول وفي مقدمتها الأوروبية على استقبال قسم من اللاجئين الأفغان الذين تم إجلاؤهم من كابل، مؤكدة أن الدول الأعضاء في الاتحاد التي ستقوم بذلك ستتلقى دعماً مالياً من أوروبا، تتباين المواقف الأوروبية حيال أزمة اللاجئين الأفغان التي انفجرت بين الرفض والترحيب، ويتوقع أن تستفحل في المستقبل القريب، خاصة بعد سيطرة طالبان على كل أفغانستان، فبعض الدول  تريد إظهار الوجه الإنساني للقارة الأوروبية وتحديد حصص لتوزيع اللاجئين بين أعضاء الاتحاد،والبعض الأخر يريد إغلاق الحدود الخارجية لبلاده بالشمع الأحمر،ظهر ذلك عندما صرح وزير الداخلية النمساوي الذي تتزعّم بلاده، إلى جانب المجر وبولندا، رفض أي انفتاح أوروبي من شأنه أن يستقطب تدفّق آلاف الأفغان ويعيد أشباح الأزمة الماضية من جديد.


نماذج لتعامل دول أوروبية مع اللاجئين
كانت ألمانيا من أوائل الدول التى أعلنت انها ستستقبل بعض الأفغان، وحددت اليوم  الأربعاء الداخلية الألمانية السماح  ببقاء حوالي 2.6 ألف شخص من أفغانستان داخل الأراضي الألمانية.


ووفقًا لوكالة تاس الإخبارية، تشمل القائمة الكثير من المدافعين عن حقوق الإنسان، والفنانين والعلماء والصحفيين وغيرهم من الأفغان، الذين يحتمل أن يكونوا معرضين للخطر إذا ظلوا في وطنهم.


ونقلت الوكالة عن ممثل الداخلية الألمانية، أن أفراد أسر وعائلات المذكورين، سيحصلون كذلك على تصريح إقامة في ألمانيا وبالتالي، لن يحتاجوا إلى طلبات اللجوء.


وأشارت وكالة DPA، إلى أنه بعد استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان، أجلت طائرات الجيش الألماني 4587 شخصا إلى ألمانيا، بما في ذلك 403 من المواطنين الألمان، و 3849 أفغانيا.
بالإضافة إلى ذلك، وصل عدة مئات من الأفغان إلى ألمانيا بوسائل أخرى.


أما الحكومة البريطانية عقب التطورات الميدانية المتسارعة في أفغانستان، فقد أعلنت عن خطة لاستقبال عشرات الآلاف من الأفغان الفارين من بلادهم بعد سيطرة طالبان على الحكم، الخطة تقتضي باستقبال خمسة آلاف خلال العام الأول، على أن يرتفع العدد تدريجياً إلى 20 ألفاً على مدى السنوات اللاحقة.

 

الولايات المتحدة الأمريكية:

خصص الرئيس الأمريكي، جو بايدن، 500 مليون دولار ميزانية طارئة للتكفل باللاجئين والمهاجرين ضحايا النزاعات الناتجة عن الظروف في أفغانستان، بما فيها إصدار تأشيرات خاصة للمهاجرين، ولكن الولايات المتحدة لم تفصح عن عدد المهاجرين الذين تستعد لاستقبالهم.


إيران:

لم تستقبل إيران جميع اللاجئين الأفغان و نصبت خيما للطوارئ في ثلاث محافظات على حدودها مع أفغانستان، واعادت عددا منهم إلى بلادهم كما صرح قبل ذلك وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي إن بعض اللاجئين الأفغان الذين دخلوا الأراضي الإيرانية جراء الأحداث الأخيرة في بلادهم، تمت إعادتهم إلى أفغانستان.


وبحسب شبكة روسيا اليوم الإخبارية،أضاف وحيدي أنه "تم إعادة بعض اللاجئين الأفغان بالتنسيق مع السلطات المحلية بعد إيوائهم بصورة موقتة" مشيرا إلى أن طهران "تعمل على عودة العدد المتبقي منهم وأن بلاده لا تواجه أي مشكلة في المناطق الحدودية مع أفغانستان".

 

وتابع: "أفغانستان من أهم جيراننا ولن نشهد اضطرابات في المنطقة في ظل الحوار الأفغاني بعد خروج القوات الأمريكية، وإيران ستبقى تدعم الشعب الأفغاني"


تركيا:

قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه سيعمل مع باكستان على إحلال الاستقرار في أفغانستان وتجنب موجة جديدة من اللاجئين إلى تركيا،وشرعت الحكومة في بناء جدار على الحدود مع إيران من أجل صد المهاجرين الأفغان.


فرنسا:

قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إنه لابد على أوروبا أن "تحمي نفسها من موجات الهجرة الكبيرة القادمة من أفغانستان". وقال إن فرنسا "ستحمي الأكثر عرضة للخطر"، ولكن "أوروبا لا يمكن أن تتحمل وحدها تبعات الظروف هناك".


سويسرا:

قالت سويسرا إنها لن تستقبل مجموعات كبيرة من اللاجئين القادمين مباشرة من أفغانستان.


مقدونيا الشمالية وألبانيا وكوسوفو:


قالت مقدونيا الشمالية وألبانيا إنهما ستستقبلان 450 و300 أفغاني على التوالي مؤقتا بطلب من الولايات المتحدة. وسيقيم اللاجئون هناك إلى حين حصولهم على وثائق هجرة أمريكية. وتستقبل كوسوفو أيضا عددا من اللاجئين قبل ترحيلهم إلى الولايات المتحدة، ولكن لا يعرف عددهم.

أوغندا:


وافقت أوغندا على استقبال ألفي لاجئ أفغاني. وتستقبل أوغندا أكبر عدد من اللاجئين في أفريقيا وهي ثالث دولة في العالم استقبالا للاجئين.


أزمة انسانية صارخة

 

وفى ذات السياق حذرت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة من حدوث كارثة إنسانية في أفغانستان، مع استمرار القتال بين القوات الحكومية الأفغانية وحركة طالبان للسيطرة على البلاد.

وحثت الأمم المتحدة الدول المجاورة لأفغانستان على إبقاء حدودها مفتوحة، بعد أن أُجبر مئات الآلاف من الأشخاص في البلاد على الفرار من منازلهم.

ووصل العديد من هؤلاء النازحين داخليا إلى العاصمة كابول، آملين أن تكون الملاذ الآمن الأخير لهم.

ووصف برنامج الغذاء العالمي نقص الطعام في أفغانستان بالمريع،وحذر من كارثة إنسانية.

ويقدر البرنامج أن ثلث الأفغان - 14 مليون شخص - يعانون من الجوع - ويطالب بـ 200 مليون دولار إضافية لتلبية احتياجاتهم المتزايدة.