الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمرها مئات السنين.. منازل الطوب اللبن بالعريش في طريقها للذكريات

بيوت مبنية بالطوب
بيوت مبنية بالطوب اللبن في سيناء

أصبحت منازل الاجداد في سيناء ، التي تم بناؤها بالطوب اللبن في طريقها الي الاندثار حيث  تطورت الإنشاءات والمباني في سيناء ، بعد أن تحولت من الطوب اللبن "النيء" إلى الطوب الآسمنتي  ،و تعد البيوت المبنية بالطين في العريش ، حاليا من الآثار والتراث القديم الذي امتد إلى مئات السنوات حتى أصبح الآن نادر الوجود في ظل التطور السريع في البناء ، ولم يتبقي منها إلا بيوت قليلة جدا.


يتركز وجود المنازل المبنية بالطوب اللبن في الأحياء السكنية التي تقع حاليا حول قلعة العريش الأثرية، والتي كان يسكنها الحضر من عائلات العريش عاصمة شمال سيناء وهي أحياء: الفواخرية والسمران والصفا والشرابجة والكشاف والسلايمة والأحياء الواقعة خلف ميدان الرفاعي، فضلا عن الكتلة السكنية الواقعة جانبي مجرى وادى العريش ومن أهمها حي: أبو صقل، تلك البيوت القديمة التي كانت عامرة بأجدادنا لمئات السنوات، وباتت في زوال الآن.

ولعل تميز بيوت الطين أهل العريش عن باقي مدن سيناء هو دلالة على صعوبة الحياة في هذه الصحراء ، ومن هنا كان التفكير في إيجاد سكن يتلائم مع مناخها، فوجد أن بيئته غنية بما يوفر له السكن المريح، وقام بتشييد بيته وبيت أسرته من الطين واستفاد من شجر البيئة ليوفر الراحة.


 ومن اللافت للنظر أن بيوت الطينة الموجودة حاليا في شوارع فرعية في أحياء العريش القديمة كانت كلها على نمط بنائي واحد وقاعدة إنشائية واحدة، مما يوحى بأن المدينة لم تكن يوما ما عشوائية البناء قديما.

وقد حدد المؤرخ نعوم بك شقير في كتابع وصف سيناء عدد البيوت التي تتواجد في مدينة العريش خلال فترة تأليف كتابه قبل سنة 1899ميلادية وكان عددها 600 بيتا ، واصفا المدينة وشكلها العام قائلا : شوارعها متسعة نظيفة ، وبناؤها بالطوب النيء والطين ، ولكن طوبها متين كالحجر .


ولكل بيت من بيوتها فناء مسور بباب عظيم لإيواء الإبل والخيل والغنم ، وكانت أسوارها مرتفعة جدٍّا حتى أن راكب الهجين في شوارعها لا يرى ما في داخل أفنيتها، وللبلدة سوق صغيرة بجانب القلعة .. فيها نحو 70 محل تجاري  تباع فيها الأقمشة والحبوب والزيت والسمن واللحم والسكر والصابون والبُن وأصناف الفاكهة والخضر.

وتتفاوت مساحات البيوت الطينية القديمة في العريش ما بين 100إلى 150 مترا مربعا على حسب مساحة الأرض، ويحيط البيت الواحد سور عالٍ ومرتفع يوضع أعلاه  قطع مكسورة من الزجاج أو أسلاك شائكة كدروع حامية من تسلق اللصوص عليها، ويصل ارتفاع السور الخارجي إلى 7 أمتار، وهو أيضا مبنى من الطوب اللبن. 


طبقة أسمنيه

وعلى الرغم من تطور البناء في السبعينيات، تم عمل طبقة أسمنيه فوق الطينة لحمايتها من عوامل البيئة والحفاظ عليها مدة أطول وهي بالمفهوم العادي خلطة أسمنتية ". 

كما تطور الأمر بعدها ببناء بيوت بالطوب الإسمنتي البلدي بالصبة البلدي على نفس الشكل الهندسي للبيوت الطينة، ثم تطور بعد ذلك. ورغم حداثة المعمار والبناء.

وأصبح بيت الطينة أو البيت العرايشى ذكرى لابناء سيناء ، فقد عاشوا فيه طفولتهم وريعان شبابهم، ويتذكرون الهدوء والبساطة والقناعة والرضا وراحة البال والسلام النفسي، فكل البيوت السيناوية سواسية لا تعرف غنيها من فقيرها.