EN 
على الرغم من أزمة الوقود الخانقة في لبنان، يواجه حزب الله انتقادات بعد دخول صهاريج الوقود الإيراني، تحت مرأى الدولة الصامتة.
اعتبر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الجمعة، أن إدخال الوقود الإيراني يمثل انتهاكا لسيادة لبنان لأن عملية إدخاله تمت في معزل عن الحكومة اللبنانية.
وقال ميقاتي في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية "أنا حزين على انتهاك سيادة لبنان.. ولكن ليس لدي خوف من العقوبات لأن عملية إدخال الوقود تمت في معزل عن الحكومة اللبنانية".
وبشأن مشاركة حزب الله في الحكومة، ال ميقاتي"أنا رجل عملي والحكومة جامعة لمعظم الأطياف اللبنانية، ولا يمكننا أن نقوم بأي إصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي من دون موافقة ودعم الجميع.. حزب الله يمثل شريحة من اللبنانيين في مجلس النواب".
انتقادات لسيطرة حزب الله
في تعليقه على استيراد النفط الإيراني، قال النائب اللبناني عن حزب الكتائب، سامي الجميل إن "النفط الإيراني يمر كما تمر الأسلحة والمقاتلون أيضا عبر الحدود" دون اعتبار للدولة.
وكتب الجميل في تغريدة على تويتر "تمر شاحنات النفط الإيراني عبر الحدود كما يمر المقاتلون والأسلحة وكما تهرب البضائع من لبنان.. فلا دستور ولا قانون ولا جيش ولا جمارك ولا من يحزن على سيادة مداسة أصلاً.. أما الرئيس والبرلمان والحكومة الجديدة فهم بموقع المتفرج يغطّون قرار سيّد الدولة"، في إشارة إلى زعيم حزب الله حسن نصرالله.
واعتبر نشطاء أنه كان على حزب الله وقف تهريب أنصاره وجماعته للبنزين مثل غيره من المشتقات والبضائع إلى سوريا عبر المعابر غير الشرعية التي يعرفها تماما، ويغطيها، بدلا من تهريب النفط من إيران المعاقبة دوليا.
كما انتشرت مشاهد لعناصر الحزب وهو يطلقون الرصاص في الهواء بالقرب من شاحنات الوقود، فيما تسائل مغردون عن الكارثة التي كانت ستقع لو أن إحدى تلك الرصاصات الطائشة حطت عند خزان الصهريج.
في المقابل، قالت مرشحة الرئيس الأمريكي جو بايدن لمنصب مساعد وزير الخارجية باربرا ليف، إن شاحنات النفط الإيراني، مجرد حيلة من حزب الله المدعوم إيرانيا بهدف تحسين سمعته، مؤكدة أنها لن تحل مشاكل لبنان العميقة في الطاقة والاقتصاد.
وأعربت في جلسة استماع عقدتها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ للمصادقة على تعيينها، عن انفتاح الولايات المتحدة لرفع بعض العقوبات المرتبطة بقانون قيصر لتسهيل مرور الغاز والكهرباء إلى لبنان عبر سوريا من مصر والأردن.
يشار إلى أن قافلة تضم 80 صهريجاً، بسعة 4 ملايين ليتر، دخلت لبنان أمس الخميس، على أن تفرغ حمولتها في مخازن محطات "الأمانة" في مدينة بعلبك، التابعة لحزب الله، قبل أن يتم توزيعها لاحقاً وفق لائحة أولويات حددها الحزب.
وأثار إعلان حزب الله إدخال الوقود من طهران، انتقادات سياسية واسعة من خصومه الذين يتهمونه بأنه يرهن البلاد لإيران.
وقالت إذاعة "صوت بيروت إنترناشيونال" إن حزب الله "أهان ما تبقى من الهيبة لدولة لبنان، في مشهد صارخ بأن لبنان ليس سوى حديقة خلفية تدور في الفلك الإيراني وأن السيطرة على المعابر الحدودية اللبنانية مع سوريا هي سيطرة إيرانية عبره".
وعمل حزب الله على تخزين المازوت الإيراني في نقطتين أساسيتين في منطقة البقاع، على أن يوزعها على من يرغب من المستشفيات والمؤسسات والشركات ودور الرعاية ضمن آلية محددة وضعها الحزب وأسعار لم يكشف عنها.
