الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إقناع أولاً وعنف وتجسس لاحقًا.. هكذا تبدأ طالبان نهج الرذيلة والفضيلة الجديد

مولوي محمد شيباني
مولوي محمد شيباني

في أول مقابلة له مع وسائل الإعلام الغربية، تعهد مولوي محمد شيباني المسؤول عن الحفاظ على الأخلاق في جميع أنحاء ولاية قندهار الأفغانية، بأن الأمور ستكون مختلفة عن زمن التسعينيات الوحشي.

وحسب صحيفة "جارديان" البريطانية، عينت حركة طالبان، شيباني رئيسًا للمكتب الإقليمي لتعزيز الفضيلة ومنع الرذيلة، وهو اللقب الذي يبث الخوف في نفوس العديد من الأفغان الذين يبلغون من العمر ما يكفي لتذكر هذه المأساة السابقة في ظل حكم طالبان خلال التسعينيات.

وكانت عناصر طالبان، تمارس القسوة والوحشية ضد سكان أفغانستان، كما تقدم التفسير الخاطئ للإسلام وذلك من خلا وزارة نشر الفضيلة ومنع الرذيلة التي تم إنشاؤها، فتقوم بجلد الرجال في المساجد للصلاة، ومراقبة طول اللحية وتحطيم أجهزة الراديو والتليفزيون والاعتداء على النساء اللائي حاولن العمل أو الخروج دون ولي أمر أو إظهار وجوههن في الأماكن العامة.

وها قد عادت الآن هذه الوزارة من جديد، فشرح شيباني هيكلها وكيف ستعمل على ضبط السلوك الأفغاني، كما كشف عن كتيب مخصص لتوجيه عمل رجاله.

وقال شيباني "الاختلاف هو أنه لم يكن لدينا كتاب مبادئ محدد في التسعينيات، حيث كان هناك مجاهدون فقط بدون رمز مكتوب".

وتعهد شيباني بأن يركز عناصره على الإقناع وليس العنف، لكن المبادئ التوجيهية التي تم وضعها في كتيب وافقت على استخدام القوة ضد المتمردين.

وقال إن هناك عملية متعددة الخطوات للتعامل مع المتمردين، أولاً تثقيفهم، ثم الضغط عليهم لتغيير سلوكهم إذا كانوا لا يزالون يتجاهلون الانصياع للكلام، موضحا أن القوة ستكون خيارًا وفقًا للكتيب الذي نُشر العام الماضي عندما كانت طالبان تبني الشبكة داخل محيطهم، وفي جيوب أفغانستان الريفية التي كانوا يسيطرون عليها في ذلك الوقت.

ولفت إلى أن الخطوة الأخرى إذا استمر الشخص في (السلوك المخالف) ضد سلوكيات طالبان، هو الإيقاف باليد أي "العنف".

كما تضمن الكتيب قواعد أخرى خاصة بجوانب حكم طالبان في التسعينيات، بما في ذلك اشتراط أن تغادر المرأة المنزل فقط إذا كان برفقة ولي أمر، والصلاة الإجبارية وشروط بشأن طول اللحية للرجال.

وأشار شيباني إلى أن القيادة تدرك كيف يُنظر إلى المنظمة على المستوى الدولي، موضحا أن النظام الذي تم تطويره أثناء عمل طالبان كمتمردين، حيث سشهد دمج عناصر وزارة الرذيلة في مراكز الشرطة بجميع أنحاء المحافظة.

يوجد في ريف قندهار 18 منطقة، وفي كل منها خمسة أعضاء من وزارة الفضيلة والرذيلة، حيث تتواجد 5 نقاط تفتيش رئيسية في كل منطقة، ويتمركز ضابط (من الوزارة) في كل منها.

وأضاف شيباني "هم يراقبون ما يفعله الناس، وإذا رأوا أشخاصًا يفعلون أشياء غير قانونية، فإننا نكتشف ذلك بهذه الطريقة".

ولفت: "سيتم تشجيع السكان المحليين على الاتصال والإبلاغ عن أي شيء خاطئ".

في الوقت الحالي، تتغاضى حركة طالبان عن ما تراه من "انحرافات صغيرة"، لكنه وضع الباب مفتوحًا أمام احتمال فرض ضوابط وقوانين أكثر صرامة، قائلا: "نريد إبلاغ الجميع أولاً بالمبادئ.. وهناك بعض الأشياء الصغيرة التي لا نتعامل معها، لأننا لا نريد أن يشعر الناس بالذعر أو بالسلبية."

واستبعد في الوقت الحالي، مرور الدوريات التي كان يخشى منها الأفغان كثيرًا في عهد طالبان، موضحا: "لن تكون هناك دوريات.. نريد التأكيد على أننا لن ندخل منازل الناس، أو الأماكن التي يقيمون فيها تجمعاتهم ولن نستخدم العنف".