الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وعود طالبان تذهب مع الريح.. الحركة تقييد حرية المرأة وتسلبها حقوقها

المرأة الأفغانية
المرأة الأفغانية

تسعى حركة طالبان التي عادت إلى حكم أفغانستان بعد 20 عاما لمحو وتغيير الصورة المرسومة في مخيلة الجميع عنها وعن كونها جماعة إرهابية، كي تتمكن من الانخراط دوليا وتحصل على اعتراف دولي بحكمها.

وأعلنت الحركة على لسان المتحدثين باسمها، أنها تطمئن المجتمع الدولي بشأن الشكوك حول وضع المرأة وحقوق الإنسان واحترام الآخر، ولكن سرعان ما ذهب كل هذا مع الريح وسقطت الحركة في أول اختبار لها خاصة فيما يتعلق بوضع المرأة.

لا دراسة للفتيات الأفغانيات

وفي قرار متوقع مسبقا، أعلنت وزارة التعليم الأفغانية، أن جميع المدرّسين والتلاميذ الذكور في المرحلة الثانوية سيعودون إلى المدارس، بدون ذكر أي مدرسات أو تلميذات، وذلك بعد عشرة أيام من إعادة فتح الجامعات الخاصة في البلاد، مما يعيد شبح عودة حكم طالبان لما قبل 20 عاما، الذي منعت خلاله النساء من التعليم والعمل.

موقف طالبان قوبل بموجة من الغضب الدولي، حيث حذرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» من عواقب كارثية على نصف سكان البلاد إذا استمر حظر تعليم الفتيات.

طالبان تثير غضب العالم

ودعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، إلى إعادة فتح أبواب المؤسسات التعليمية في أفغانستان للفتيات أيضا، محذرة من عواقب كارثية على نصف سكان البلاد وفقا لقناة «العربية».

وقالت المنظمة الدولية: «إذا استمر هذا الحظر للفتيات، سيشكل انتهاكا جسيما للحق الأساسي في التعليم للفتيات والنساء»، داعية المسؤولين عن هذا الإعلان، في إشارة لحكومة حركة طالبان إلى توضيح الوضع وإعادة فتح المدارس لكل التلاميذ الأفغان ذكورا وإناثا.

وشددت مديرة اليونسكو، أودري أزولاي، على أن مستقبل أفغانستان يعتمد على تعليم الفتيات والفتيان، على حد سواء، مضيفة أن ذلك لا يقل أهمية عن السماح لجميع المدرّسات بالعودة إلى التدريس، وبالتالي توفير بيئة تعليمية آمنة وشاملة، بحسب ما أفادت وكالة «فرانس برس».

واعتبرت اليونسكو، أن تأخر عودة الفتيات إلى المدارس الثانوية يهدد بتهميشهن على صعيد العلم، ولاحقا في الحياة، منوهة إلى أن هذا يزيد من خطر تركهن التعليم بشكل كامل، ويعرضهن لآليات التأقلم السلبية مثل الزواج المبكر.

طالبان تتراجع وضع شرطا

من جهته وفي أول رد فعل له على موجة الغضب التي صاحبت قرار تأجيل عودة الفتيات إلى المدارس، أعلن نائب وزير الإعلام والثقافة في الحكومة الأفغانية المؤقتة، ذبيح الله مجاهد، أن حركة طالبان تخطط أن تعود البنات إلى المدارس في القريب العاجل.

وقال مجاهد: «يعمل المسؤولون في إمارة أفغانستان الإسلامية على كيفية فصل الذكور عن الإناث وتوزيع المعلمين في المدارس للبنات».

تصرفات الغير مقبولة 

الباحثة بمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، نهلة عبد المنعم، قالت إن حركة طالبان قامت بمجموعة من التصرفات الغير مقبولة من وجهة نظر المجتمع الدولي مثل: وضع حاجز داخل الفصول المدرسية للفصل بين الفتيات والفتيان، ثم تلى هذا التصرف قرار تأجيل الدراسة للفتيات واقتصارها على البنين فقط.

وأوضحت «عبد المنعم» في تصريحات لـ «صدى البلد»، أن اتجاه حركة طالبان هذه الفترة متشدد كثيرا خاصة فيما يتعلق بوضع المرأة داخل المجتمع الأفغاني، وهذا الفعل عكس ما رأيناه في الخطاب الإعلامي للحركة في بداية حكمهم للمرة الثانية في أفغانستان والذي يبدو أن كان الهدف منه تحسين صورة الحركة فقط.

العناصر الوسطى والدنيا بالحركة 

وتابعت: أن «التحدي الأكبر بالنسبة لحركة طالبان في ملف النساء يتمثل في العناصر الوسطى والدنيا داخل الحركة، والتي ترى المرأة في وضع معين وتحرم عليها باقي الأوضاع، لافتة: «يرونها مسؤولة عن الإنجاب فقط وليس من حقها العلم والعمل».

وأضافت الباحثة بمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، أن حركة طالبان تنظر للمرأة نظرة معينة يصعب تغييرها، وكشف عن هذه النظرة ما أعلنه المتحدث الحالي باسم طالبان في مكتب قطر، سهيل شاهين، من خلال حسابه على «تويتر»، حيث أوضح أن المرأة تلزم منزلها باعتبارهم طبقة أقل من الرجال.

إحراج المجتمع الدولي 

واختتمت: أن «الوضع الأفغاني الآن يسبب حرجا نسبيا بالنسبة للدول التي لها نيه الاعتراف بحركة طالبان، خاصة أن وجود تحفظات دولية من الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي من ناحية ملف النسائي تحديدا وملف حقوق الإنسان بشكل عام».