الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حول الزيارة المرتقبة لفضيلة شيخ الأزهر للعراق

يتناقل خبر عبر وسائل الإعلام عن نية فضيلة شيخ الأزهر زيارة العراق بداية شهر نوفمبر المقبل تلبية لدعوة تلقاها منهم.. وأنا أدعو الله أن يتريث فضيلته ويفكر قليلا ويقرأ كلماتي قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة، ومع علمي أن السيد الرئيس والسيد رئيس الوزراء زارا العراق ومعهما العشرات من الوزراء في الشهور الماضية لكن لم أوجه لهم مثل هذا النداء لأني كنت أرى في زياراتهم تلك بصيص أمل في حلحلة موضوع مستحقات المصريين لدى العراق من حوالات صفراء ومعاشات من الثمانينيات والتسعينيات وحتى عام 2000! ولكن خاب ظني ولم يدفع العراق مليما واحدا مما عليه للمصريين رغم كل هذه الزيارات! وحتى لو زاروها كل يوم ربما لا يحق لي كمواطن بسيط وضعيف أن أتدخل في أمور تعتبر سيادية.
لكن أن يزور شيخ الأزهر هذا البلد فهذا أمر محزن، لأن الإمام الأكبر قامة إسلامية وعالمية كبيرة زيارتها لبلد كهذا ستكون بمثابة شهادة حسن سير وسلوك وموافقة ضمنية على ما يفعله هذا البلد من تعذيب وتنكيل وإهانة لشريحة كبيرة من المصريين تعمد ظلمهم وقهرهم على مدى أكثر من ثلاثين عاما دون رحمة لمجرد الانتقام من كل من خدم في عهد صدام.
العراق يا فضيلة شيخ الأزهر وبكل بساطة يأكل أموال المصريين بالباطل، ولا يعرف شيئا اسمه حقوق الإنسان، ولا يحترم العهود والمواثيق الدولية ويحلو له تعذيب فئة قدمت لشعبه خدمات جليلة وهي في عنفوان شبابها ليتخلى عنها بكل خسة ونذالة وهي تئن في شيخوختها ومرضها في أيامها الأخيرة، ولتسأل فضيلتكم البنك المركزي ووزارة القوى العاملة ماذا يفعل العراق بالمصريين، وهو ليس بالبلد الفقير الذي نلتمس له العذر.
ثلاثون عاما من الشكاوي والتظاهرات والوقفات الاحتجاجية منذ أيام الرئيس مبارك ومرورا بالرؤساء مرسي وعدلي منصور والسيسي.. لم يتمكن أي منهم من إرغام العراق على دفع ما عليه للمصريينّ من حوالات صفراء ومعاشات عن الفترة المذكورة أعلاه وهي حقوق ثابتة!
لا مجال للعواطف والمجاملات مع هذا البلد يا فضيلة شيخ الأزهر.. زيارتكم للعراق هي إقرار بظلمه والتوقيع له على بياض بالإمعان وبالمزيد من إذلال شريحة كبيرة من المصريين وإهانتهم وموتهم قهرا، ولو كنت في موقعكم السامي، لن أزور هذا البلد حتي يبريء ذمته من كل مصري مظلوم.. 
بالنسبة لي، فقدت كل شئ وليس عندي ما أخاف عليه ولم أعد قادرا على السكوت أكثر من ذلك.. شبابي ضيعته في هذا البلد المنحوس وثروتي استولوا عليها وآمالي تبخرت، ولم يتبق لي غير كلمة حق وبلاغ لكم قبل أن ألقى الله أنا وآلاف المصريين أمثالي.. وإن لم يكن عندكم علم مسبق بهذا الموضوع، فها أنا قد أبلغتكم، والله على ما أقول شهيد، وحسبي الله ونعم الوكيل.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط