الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مبروك عطية: جثة المنتحر تغسل وتكفن ويصلى عليها ويدعى له بالرحمة

الدكتور مبروك عطية
الدكتور مبروك عطية

أكد الدكتور مبروك عطية، عميد كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر بسوهاج سابقاً، أن جثة المنتحر تغسل وتكفن ويصلى عليها ويدعى له بالرحمة.

الكلام عن الموتى ليس علماً

وقال عطية خلال حديثه ببرنامج "يحدث في مصر"، المذاع على قناة "ام بي سي مصر": "أنصح بالمودة والرحمة بين الناس حتى لا نرى وقائع الانتحار"، مشيراً إلى أن الكلام عن الموتى ليس علماً لأن أمره مفوض إلى الله.

وبين عميد كلية الدراسات الإسلامية سابقاً، أن التدين صمام أمان للمجتمع والفرد ضد الشيطان والانتحار، حيث يقول الله تعالى :"وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين"، موضحاً أن الدين القيم هو بناء الإنسان على عبادة ومعاملة.

وشدد على أن كل الأديان قوام البني آدم فيها هو كل ما يجعل الحياة أكثر تقدماً ورفاهية، مبيناً أن ليلة من الليالي التي فرح فيها النبي لم تكن صلاة عبدٍ أو صيامه بل كانت إضاءة مسجده الشريف فسماه النبي "سراج" وعاش عمره وهو ينادى بهذا الاسم، وسمى آخر "سفينة" لأنه كان يحمل أمتعة الصحابة ويعدي بيها المية.

حكم المنتحر

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن المنتحر قاتل، وإن الانتحار لا تعقبه راحة بل عذاب أليم، وهو جريمة في حق الإنسانية، مؤكدًا أن القرآن الكريم قد نهى عن قتل النفس أي نفس وكل نفس، فقال الحق سبحانه في كتابه العزيز: "أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا " ( المائدة : 32) ، ويقول سبحانه: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا" (النساء :29). 

وبين وزير الأوقاف، في بيان له، أن نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) بين عاقبة الانتحار، فقال: "مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا" (متفق عليه).

واستشهد بما روي عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ، فَاقْتَتَلُوا، فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَسْكَرِهِ، وَمَالَ الْآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ لَا يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً وَلَا فَاذَّةً إِلَّا اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ، فَقِيلَ : مَا أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلَانٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا صَاحِبُهُ. قَالَ : فَخَرَجَ مَعَهُ، كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ، وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ، قَالَ: فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ سَيْفَهُ بِالْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: "وَمَا ذَاكَ؟" قَالَ: الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: أَنَا لَكُمْ بِهِ فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ، ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الْأَرْضِ، وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ" (متفق عليه).

مؤامرة للتشجيع على الانتحار

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن هناك خطة خبيثة لتدمير مصر، محذرًا من مؤامرة للتشجيع على الانتحار.

وقال الجندي، خلال تقديمه برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع عبر فضائية "dmc"، إن المنتحر مجرم، مستشهدًا بقوله تعالى: "إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ (74)".

وأوضح الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أنه لا يمكننا أن نقول إن فلانا في النار، لكن يمكننا القول إن تارك الصلاة في النار والمنتحر في النار.

وقدم عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بلاغًا على الهواء، موضحًا أنه توجد مؤامرة وخطة لتدمير شباب مصر من خلال تبسيط شأن الانتحار، بطريقيتن الأولى الادعاء أن الدعاء والمغفرة ضامن بدخولك الجنة، والادعاء أن أي ألم نفسي مبرر للانتحار.