الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيمانويل ماكرون ودور الوصاية|تعهد بمساندة ميقاتي والكشف عن المتورطين في انفجار بيروت

ماكرون وميقاتي
ماكرون وميقاتي

استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة، رئيس الوزراء اللبناني الجديد نجيب ميقاتي في قصر الإليزيه بالعاصمة باريس حول مائدة غداء لبحث الأزمة الاقتصادية والاجتماعية غير المسبوقة التي يشهدها لبنان والإصلاحات الواجب تطبيقها للخروج منها.

وزار رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي باريس بعد 5 أيام على منح مجلس النواب اللبناني الثقة لحكومته، التي تشكلت في 10 سبتمبر الجاري بعد فراغ استمر 13 شهرا، وتفاقم الأزمة في البلد. 

وفي ختام الزيارة التي بدأها رئيس الوزراء اللبناني، الخميس، عقد الرئيس إيمانويل ماكرون ونجيب ميقاتي مؤتمرا صحفيا مشتركا.

وضع أنفسنا في خدمة اللبنانيين

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: «أرحب بك حضرة الرئيس، بعد انتظار، تمكنتم من تشكيل حكومة مع جدول أعمال يتضمن إصلاحات مُنتظرة منذ زمن طويل، وهنا أريد أن أعلن مجدداً علناً تمنياتي لكم بالنجاح ووضع أنفسنا في خدمة اللبنانيين».

وأضاف: «أؤكد للشعب اللبناني دعم فرنسا للبنان خلال هذه المرحلة الصعبة التي يمرّ بها، متابعا: «لقد تبادلنا مع الرئيس ميقاتي أحاديث صريحة للغاية والنظرة إلى المستقبل، منذ انفجار الرابع من أغسطس، توجهت مرتين إلى لبنان وعقدنا مؤتمراً دولياً لدعمه مثلما قمنا بذلك من قبل».

وتابع إيمانويل ماكرون: «قدمنا دعما خاصا للمدارس والجيش اللبناني، وباريس ستتابع هذا الدعم وستستمر بالعمل مع القوى الحية في لبنان ومن هم يضعون أنفسهم في خدمة اللبنانيين بكل إرادة لتجنب هذه النواقص التي لم تتمكّن الدولة اللبنانية من تقديمها، وسنستمر بتجنيد المجتمع الدولي للاستجابة لكل الطلبات والاحتياجات الملحة».

مسؤوليتكم كبيرة جدا وتاريخية

وقال إيمانويل ماكرون: «نعرف أن لبنان يستحق أكثر من ذلك خصوصاً من أجل مستقبل شبابه، ولذلك فإن مسؤوليتكم كبيرة جدا وتاريخية وأعرف أنكم تعلمون ذلك وسنساعدكم لتنجحون»، مضيفا أن «مفاوضات تشكيل الحكومة كانت طويلة جداً وخلال ذلك الوقت كان وضع لبنان يتدهور، أنا بالتأكيد وعدت بمُعاقبة أو إدانة المسؤولين عن ذلك التأخير في ولادة الحكومة».

وتابع: «اليوم من خلال حضرتكم والوزراء الذين معكم، هناك فرصة للمضي قدماً على طريق الإصلاحات، وهذا التعهد اتخذتموه أمام الشعب اللبناني وأمامي اليوم، وعلى هذا الأساس نتمنى ونريد أن نساعدكم في النجاح».

واعتبر أنه من الملح اتخاذ الإجراءات والخطوات الأولى المتمثلة بالإصلاحات الضرورية لكي يتمكن لبنان من استعادة الثقة بنفسه وأيضاً تأكيد ضمان دعم يومي للمواطنين، مؤكدا أن المجتمع الدولي لن يتمكن من مساعدة لبنان قبل إطلاق الإصلاحات على الأقل.

مكافحة الفساد وإصلاحات الإدارة

وقال: «أنا أفكر بالإصلاحات في قطاع الطاقة ومكافحة الفساد وإصلاحات الإدارة، وجميعها موجودة في ذهنكم وقد بحثناها معا، وبالتأكيد أولوياتكم ستكون حول موضوع البنى التحتية والطاقة والتغذية ودعم الشعب اللبناني والاستجابة الى الاحتياجات قصيرة الأمد».

وأضاف: «بالتأكيد على لبنان أن يجري المفاوضات الضرورية مع صندوق النقد الدولي، وهذه المباحثات يجب أن تنطلق سريعاً، كذلك، يجب أيضاً التفكير في مكافحة الفساد وأيضاً إضفاء شفافية أكثر للحوكمة لكي تصل المساعدة الدولية مباشرة إلى المواطنين والى نتائج حسية».

وتابع: «لقد تعهدتم أيضاً الالتزام وفق الجدول الموضوع بإجراء الانتخابات النيابية المقبلة في العام 2022، وينبغي عند ذلك أن يتمكن اللبنانيون من الإعراب عن إرادتهم من خلال انتخابات ديمقراطية. ونحنُ سنبقى واعيين للغاية خلال هذه العملية إلى جانب شركائنا الأوروبيين».

الشعب اللبناني يستحق الحقيقة

وأوضح أنه «تم التطرق إلى التحقيقات بانفجار 4 أغسطس، وفرنسا ستستمر في مساندة العمل القضائي لأن الشعب اللبناني يستحق الحقيقة وله الحق في الوصول إلى أجوبة عمّا حصل».

وقال: «لنبقى واعين أيضاً، فالطريق ستكون صعبة، ولكن أبعد من هذه المواضيع، نعرف أن الإصلاحات الكبيرة ضرورية في القطاع المصرفي والمالي وأيضاً في قطاع الحوكمة، ونعرف أننا سوياً ندرك صعوبة هذه الأمور وصعوبة هذه الاصلاحات، وكما قلتم الآن، فإنّ هذه الطريق ليست مستحيلة أولا؛ لأنها منتظرة ويريدها الشعب اللبناني وأيضاً لأنكم تعهدتم والتزمتم بإصرار كبير للوصول إلى ذلك».

وأردف: «وأخيراً، فإننا سنفعل ما بوسعنا لكي يقف المجتمع الدولي إلى جانبكم في هذه الطريق، طريق الطموح والإصرار، إنه طموح تتشاركونه مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وكل القادة السياسيين اللبنانيين».

واختتم: «قلت ذلك في بيروت وأكررها اليوم، لن أترك لبنان ولن أخذل لبنان، وفرنسا لم تترك ولم تخذل لبنان، ولكن الطريق طويل وصعب والمهمة صعبة، وسنكون هنا إلى جانبكم وإلى جانب الشعب اللبناني واحتياجاته وطموحاته وكل من يدافع عن حياته اليومية ومستقبله، وأريد أن يعرف لبنان أنه يستطيع الاعتماد على فرنسا».

الحليف الدائم والثابت للبنان

من جانبه قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي: «لي الشرف والسرور بلقاء الرئيس ماكرون على غداء عمل عرضنا خلاله العديد من القضايا ذات الأهمية الكبرى لبلدينا»، مضيفا: «في الواقع، كانت فرنسا ولا تزال الحليف الدائم والثابت للبنان».

وأضاف: «في الفترة الأخيرة، تعرض لبنان لسلسلة من الكوارث التي أغرقته في واحدة من أخطر الأزمات في تاريخه، وفي هذه المحنة حضرة الرئيس كنت دائما إلى جانبنا، ففي فترة انفجار مرفأ بيروت قمت بزيارتنا وعبرت عن تضامنك مع معاناة الشعب اللبناني».

وتابع: «كما كنت الى جانبنا عندما تم تنظيم ثلاثة مؤتمرات دولية لمساعدة لبنان برعاية فرنسا، وهذا الدعم له أهمية خاصة لأن فرنسا تمثل قلب المجتمع الدولي المكون من أشقائنا العرب وأصدقائنا في العالم، وفي هذا المجال أود أن أعبر عن امتناني وامتنان الشعب اللبناني لكم».

ولفت: «خلال لقائنا أكدت للرئيس ماكرون عزمي على تنفيذ الإصلاحات الضرورية والأساسية في أسرع وقت، بالتعاون مع حكومتي وبدعم من الرئيس ميشال عون والبرلمان، لاستعادة الثقة وبث نفحة أمل جديدة وتخفيف معاناة الشعب اللبناني».

الاعتماد على دعم فرنسا 

وأكد: «ستكون هذه الإجراءات حاسمة في إنعاش الاقتصاد وفي متابعة المفاوضات الواعدة مع صندوق النقد الدولي والبدء بإنهاء الأزمة، وأنني واثق أنه يمكننا الاعتماد على دعم فرنسا في هذه المفاوضات».

وتابع: «أكدت للرئيس ماكرون تصميم الحكومة على إجراء الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، والتي ستسمح بتجديد الحياة السياسية التي يتوق إليها الشعب اللبناني الذي يعاني على الصعد كافة».

واختتم: «حضرة الرئيس كل ما تقومون به هو جزء من استمرارية العمل بهذا الوعد، وأنا على يقين أنك لن تسمح من صميم قلبك بأن يتعرض لبنان للأذى، بل ستكون إلى جانبه لاستعادة نموه وازدهاره، ومن هذا المنطلق كانت زيارتي اليوم الى باريس، أشكرك حضرة الرئيس على استقبالك والتزامك تجاه بلدي، عاشت الصداقة الفرنسية اللبنانية!».

مهمات صعبة على عاتق الحكومة 

ويقع على عاتق الحكومة اللبنانية الجديدة مهمّات صعبة، أبرزها محاولة وقف الانهيار الاقتصادي، وسيتعين عليها كذلك استئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي والإشراف على الانتخابات النيابية المقبلة المقررة في مايو من العام المقبل.

وزار ماكرون لبنان مرتين منذ الانفجار الهائل في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020، ويبذل جهودا كبرى حيال الأزمة اللبنانية.