الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رغم تحنيط الفراعنة.. كيف توصل الألمان للوجه الحقيقي لـ 3 مومياوات مصرية؟

اكتشاف وجوه 3 مومياوات
اكتشاف وجوه 3 مومياوات فرعونية

كل ما يخص الفترة الفرعونية مثير للاستفهام وملفت للانتباه والفضول حول الحياة في تلك  الفترة التي حملت الكثير من الأسرار التى لا يعرفها العالم حتى الآن، حتى الشكل الحقيقي للمومياوات التي مازالت موجودة لا يعرف أحد كيف كان شكلها، وكيف كان شكل القدماء المصريين في الحقيقة، فكل ما نعرفه عنهم مجرد رسومات على الجدران، وصور المومياوات دون معرفة شكل الوجه الأًصلي والملامح والتفاصيل . 

ورغم كل ما أحيطت به الحياة الفرعونية من أسرار وحذر، إلا أن فريق من العلماء نجحوا في التوصل لشكل الوجه الحقيقي لـ 3 من المومياوات الفرعونية، عاشوا في مصر منذ أكثر من ألفي عام . 

ربما الأمر مثير للغرابة خاصة وأننا لم نسمع يوماً عن اكتشاف الوجه الحقيقي لرمسيس الثاني مثلاً أو الملكة حتشبسوت، وغيرهم من الملوك و الملكات الأشهر في تاريخ الحضارة الفرعونية، لكن الأمر بات حقيقي واستطاع العلماء للتوصل للشكل الحقيقي لـ 3 مومياوات فرعونية . 

عملية بناء أوجه الرجال الثلاثة العائدون للحياة الفرعونية، تمت بالاعتماد على بيانات الحمض النووي المستخرجة من بقايا المومياوات المحنطة، خاصة وأن العملية الرقمية قادت إلى تصور أوجه الرجال الثلاثة وهم في سن 25 عاما.

وعمل خبراء متخصصون في معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري في توبنغن بألمانيا، على إجراء تسلسل الحمض النووي للمومياوات في عام 2017، وفقا لتقرير نشره موقع "لايف ساينس" في ذلك الوقت، وذكر أنها أول عملية إعادة بناء ناجحة لجينوم مومياء مصرية قديمة.

الثلاثة مومياوات الذين تم اكتشاف شكل وجوههم الأصلية يشار إليهم بأسماء مختلفة وهي :

 الأول JK2134، الذي يرجع تاريخه إلى 776-569 قبل الميلاد، 

والثاني JK2888، والذي يقدر أنه عاش بين 97-2 قبل الميلاد، 

والثالث JK2911، ويعتقد أنه عاش بين 769-560 قبل الميلاد.

وجاءت مومياوات الثلاثة أشخاص من أبو صير الملق، وهي مدينة مصرية قديمة تقع على سهل فيضان جنوب القاهرة، ودُفنت تلك المومياوات بين عام 1380 قبل الميلاد و425 م.

كيف تم اكتشاف وجوه المومياوات ؟ 

استخدم فريق العلماء القائم على هذا البحث من شركة  Parabon NanoLabs، وهي شركة لتكنولوجيا الحمض النووي في ريستون بولاية فرجينيا، تلك البيانات الجينية لإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد لوجوه المومياوات من خلال عملية تسمى التنميط الظاهري للحمض النووي الشرعي، والتي تستخدم التحليل الجيني للتنبؤ بشكل ملامح الوجه، والجوانب الأخرى للمظهر الجسدي للشخص.

وقال ممثلو شركة Parabon NanoLabs في بيان: "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إجراء نمط ظاهري شامل للحمض النووي على الحمض النووي البشري في هذا العصر".

وكشف العلماء عن وجوه المومياوات يوم 15 سبتمبر في الندوة الدولية الثانية والثلاثين حول تحديد هوية الإنسان في أورلاندو بفلوريدا.

واعتمد العلماء طريقة تنميط ظاهري تسمى Snapshot للتنبؤ بنسب الرجال ولون بشرتهم وملامح وجوههم، ووجدوا أن الرجال ذوو بشرة بنية فاتحة وعيون وشعر بألوان داكنة.

وكشف البيان أن تركيبهم الجيني، بشكل عام، كان أقرب إلى تركيبة الأفراد المعاصرين في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​أو الشرق الأوسط مما كانت عليه بالنسبة للمصريين المعاصرين.

وأنشأ الفريق بعد ذلك شبكات ثلاثية الأبعاد تحدد ملامح وجوه المومياوات، وحساب خرائط الحرارة لتسليط الضوء على الاختلافات بين الأفراد الثلاثة وتحسين تفاصيل كل وجه.

ثم دمج فنان الطب الشرعي في Parabon NanoLabs هذه النتائج مع تنبؤات Snapshot حول الجلد والعين ولون الشعر.