الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أنشأ فرق الأوبرا والمسرح القومي والتليفزيون.. لماذا اهتم جمال عبدالناصر بالفن والفنانين

صدى البلد

عندما يذكر اسم جمال عبد الناصر، يثار في الأذهان هذا الزعيم البطل الذى قاد ثورة 23 يوليو لتحرير مصر من الاستعمار وإنهاء الملكية، وتأميم الشركات، وزعامة القارة الأفريقية، والمنطقة، وقيادة دول العالم الثالث للتحرير من الغرب، حيث تمتع بقوة الشخصية، وأيضا كان له ميول فنية وأدبية وثقافية، فكما  كان سياسى بارع وزعيم وطنى، لكن كان يخصص جزءا من أمواله عندما كان طالبا لشراء الكتب، وكذلك فهو عاشق للسينما، لدرجة جعلت خروجته الرئيسية مع زوجته الذهاب للسينما، إضافة إلى أنه متابع جيد للدراما، ولأن الفن والسياسة وجهان لعملة واحدة، فقد حمل التاريخ حكايات رؤساء مصر مع الفنانين، وفي مقدمتهم الزعيم جمال عبد الناصر، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله 28 سبتمبر 1970.

عبد الناصر عاشقا للسينما  

فيلم رد قلبي

كشف عبد الحكيم عبد الناصر، نجل الرئيس الراحل، عن عشق والدته للسينما، مشيرا إلى أن أحلى خروجة له عندما يذهب إلى السينما، حيث علم من والدته أنه عندما كانا مخطوبين كانت أفضل خروجة له معها الذهاب إلى السينما، حيث كان الذهاب للسينما شيء أساسى والخروجة الرئيسية للرئيس معها، وتحديدا سينما مترو وسينمات وسط القاهرة.

وبعد ثورة 23 يوليو أصبح الذهاب إلى السينما أمرا صعبا، فاضطر إلى الإستعانة بجهاز سينما في المنزل، وتم نصبها في مكان واسع في المنزل، وبعد أن نقل الرئيس إلى منزل أكبر، تم تخصيص غرفة للسينما.

الرئيس يشاهد السينما في منزله

كان الزعيم مولعا بالأفلام ذات الطابع التاريخي، وكذلك الأفلام الرومانسية، والأكشن، وخاصة بعد ظهور سلسلة جيمس بوند، التي حرص على متابعتها، حيث كانت السينما المتنفس للزعيم في الظل الضغوط والصراعات حوله، إلى جانب حبه لأفلام إسماعيل ياسين، وحضر العرض الخاص لفيلم إسماعيل ياسين في الأسطول.

الزعيم وتجديد المسرح القومي

المسرح في عهد ناصر
المسرح القومي قديما
تماثيل بعض رواد المسرح القومي

الرئيس الراحل كان يعشق المسرح منذ صغره، وأدى دور يوليوس قيصر في مسرحية شكسبير في المرحلة الثانوية، وكان مدركا أن الفن شيء مهم جدا، ويعبر عن ضمير المجتمع وما يدور بداخله، وكان يعلم أن الفن شيء مكلف، وبالتالي من سيسيطر على الفن وعلى الأفكار في الفن، من لديهم الأموال، وأن هؤلاء لن يعبروا عما يدور في المجتمع، بل سيعبرون عن رغباتهم ورؤيتهم، لذلك بدأ يدعم الفن بطريقته الخاصة، وأنشأ مؤسسة السينما، من أجل تقديم أفلام تاريخية، مثل فيلم الناصر صلاح الدين، ودعم المسرح القومي لتقديم عروض مهمة تساهم في ظهور فنانين مميزين، بعد تجديده.

وشهدت الحركة المسرحية المصرية نهضة حقيقية في تلك الفترة، إذ تأسست العديد من الفرق المسرحية، ولمعت عشرات الأسماء لكتاب ومخرجين وممثلين تركوا بصماتهم الواضحة في تاريخ فن المسرح في مصر، على رأسهم عبدالرحمن الشرقاوي، ونعمان عاشور، ويوسف إدريس، وصلاح عبد الصبور، وألفريد فرج، كما تأسست عدد من الفرق المسرحية، الذين تفاعلوا مع الثورة وعرضوها.

الرئيس وأهل الطرب والموسيقى

 

كان يحب أن يستمع لعمالقة الغناء والموسيقى، على رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، فريد الأطرش، محمد عبد الوهاب، وكان هو صاحب المبادرة في تعاون أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب في أغنية "أنت عمرى"، حيث كانت تربط أم كلثوم بأسرة الزعيم صداقة، ويناديها أبناء الزعيم بـ«طنط سوما»، وكانت متواجدة في كل المناسبات وأعياد الميلاد.

وكان عبد الناصر، يدندن صباحا بأغنيات أم كلثوم بعد أن يستيقظ مبكرا، وعندما يبدأ يومه وتحديدا يوم الجمعة كان يستمع لأم كلثوم في الراديو، وكان الأطفال مولعون بعبد الحليم حافظ، خاصة أغنياته الوطنية، التي كانوا ينتظرونها في أعياد الثورة كل عام، حيث كان عبد الحليم حافظ يمثل حينها جيل الشباب، وكانت أعياد الثورة مناسبة لمشاهدته، والجلوس معه.

لم تقتصر علاقة عبدالناصر بالغناء على عبدالحليم وأم كلثوم فقط، حيث كان لفريد الأطرش حضورا ضخما أيضا، في ذلك الوقت، ففي 20 أكتوبر 1954، أقيم حفل ضخم ميدان التحرير واستقبل "ناصر" الأطرش الذي غنى أغنية "نشيد البعث"، كما كان له رصيدا كبيرا من الأغنيات الوطنية.

ناصر وتطوير الأوبرا وإنشاء التليفزيون المصري

إنشاء أكاديمية الفنون، عام 1969، كان واحدا من أهم إنجازات "ناصر"، فهي أول جامعة لتعليم الفنون ذات طبيعة منفردة في الوطن العربي، حيث تضم المعاهد العليا للمسرح والسينما والنقد والبالية والموسيقى والفنون الشعبية.

كما تم تأسيس فرق دار الأوبرا المختلفة مثل أوركسترا القاهرة السيمفوني، وفرق الموسيقي العربية، والسيرك القومي ومسرح العرائس، والاهتمام بدور النشر، كإنشاء المكتبة الثقافية، التي كانت النبتة الأساسية لمشروع مكتبة الأسرة، فضلا عن رعاية الآثار والمتاحف ودعم المؤسسات الثقافية، والسماح بإنتاج أفلام من قصص الأدب المصري الأصيل بعد أن كانت تعتمد على الاقتباس من القصص والأفلام الأجنبية.

إحدى فرق الأوبرا

ويعد أحد أبرز إنجازات الثورة في مجال الإعلام، إنشاء التليفزيون المصري، حيث أصدر الرئيس قرارا به عام 1959، ليبدأ البث في 21 يوليو 1960 في الاحتفالات بالعام الثامن للثورة.