الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فيروسات نزلات البرد

 

تتراوح درجة حرارة الممرات الأنفية من 33 إلى 35 درجة مئوية،أي أقل من درجة حراة عموم الجسم التى تبلغ 37 درجة مئوية، وفيروسات البرد تنمو أفضل بكثير فى هذه الحرارة. هناك 200 نوع من الفيروسات تسبب نزلات البرد، وتنتقل فيروسات البرد عن طريق التلامس اليدوى أو السعال أو العطس. ينتشر الرذاذ فى الهواء بسرعة 300 متر فى الساعة و لحوالى 3 أمتار ويحتوى على حوالى 50 ألف قطيرة. 
بَعض فيروسات نزلات البرد ذات انتشار موسِمي، حيثُ تنتشر بشكلٍ أكبر في الطقس البارد أو الرَّطِب، والرطوبة المُنخفضة قد تؤدي إلى زيادة مُعدلات الانتقال الفيروسي نتيجةً لأنَّ الهواء الجاف يسمح بانتشار الرذاذ الفيروسي، ويُساعد على بقاءه لفتراتٍ طويلة في الهواء. 
قد تَحدث موسمية الانتشار نتيجةً لعوامل اجتماعية مِثل قضاء الأشخاص لفتراتٍ طويلة في الداخل بالقُرب من الأشخاص المُصابين، خاصةً لدى الأطفال .تعرّض الجسم للطقس البارد لفترات طويلة يقلل المناعة، مما يؤدي إلى ارتفاع احتمالية الإصابة بنزلات البرد. نقص فيتامين د يقلل مناعة الجسم؛ مما يرفع بالتالي احتمالية الارتباط بين الإصابة بالأمراض في الشتاء بسبب عدم التعرّض الكافي لأشعّة الشمس.
يستطيع الشخص المصاب نقل العدوى للآخرين قبل ظهور الأعراض بحوالي 48 ساعة ،و ينشر الفيروسات فى المجتمع إلى اليوم الثالث أو الرابع بعد ظهور الأعراض . يضاعف التوتر و قلة النوم معدلات الإصابة بالبرد. تتضاعف معدلات نزلات البرد ثلاث مرات عند النوم 7 ساعات يوميًا، مقارنة بمن ينامون 8 ساعات! تتضاعف أعراض نزلات البرد خمسة مرات ونصف عند انخفاض جودة النوم. 
تضاعف إصابة الأم الحامل بنزلات البرد الربو عند طفلها. تطول فترات نزلات البرد لدى الأطفال، والمسنين ،و المصابين بأمراض مزمنة ،و ناقصى المناعة، و مرضى حساسية الصدر، و المدخنين. تزداد الإصابة بنزلات البرد فى العطلات الأسبوعية وذلك  بسبب التوتر الناتج عن عناء العمل طوال الأسبوع السابق للأجازة. 
فيروسات البرد من الأسباب الشائعة  لتفاقم الربو. تلعب فيروسات البرد دورًا هامًا فى التمهيد للربو الشعبى و إعادة تشكيل المجارى الهوائية. أكدت الدراسات الحديثة أن أعراض نزلات البرد أكثر شدة فى مرضى الربو مقارنًة بالمرضى الغير مصابين بالربو فى الأشخاص العاديين. 
تقتصر عدوى فيروسات البرد على الجزء العلوى من الجهاز التنفسى. الأعراض بسيطة وربما تحدث العدوى بلا أعراض. تظهر أعراض نزلات البرد بعد يوم إلى ثلاثة أيام من التعرض لفيروس يسبب البرد. قد تشمل العلامات والأعراض التي قد تختلف من شخص لآخر ما يلي : انسداد أو احتقان الأنف، التهاب الحلق، السعال، الاحتقان، أوجاعًا خفيفة بالجسم أو صداعًا خفيفًا، العطاس، حمى خفيفة، شعور عام بالاعتلال.
كل عدوى بنزلات البرد تنحسر تماما، تاركًة الشعب الهوائية سليمة تمامًا ، و يشفى المصاب. فى الأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة بالربو ، تختلف الاستجابة المناعية لفيروسات نزلات البرد مما يجعل نزلات البرد أكثر شدًة ، و تمتد للجزء السفلى من الجهاز التنفسى، و تطول وتستغرق فترات زمنية أطول . بمرور الوقت تكرار العدوى الفيروسية الشديدة يسبب التهابات مزمنة تعيد تشكيل المجارى الهوائية. قد تسبب فيروسات البرد التهابات الجهاز التنفسى العلوى، و التهاب الأذن الوسطى، و التهاب الجيوب الأنفية، و تهيج حالات الربو الشعبى، وتسبب  التهاب الشعب الهوائية خاصة فى الرضع وناقصى المناعة والمسنين. ربما  تحدث العدوى بدون أعراض فى حوالى 20 % من الحالات.
تصيب حساسية الأنف 20% من البشر وتتشابه مع أعراض نزلات البرد لكنها تطول وتشمل حكة الأنف، و انسداد الأنف ،وسيلان الأنف ،وإفرازات تتسرسب إلى الحلق أو الصدر ،وصداع ،وتلون ما تحت الجفن السفلى باللون الداكن.

تعتبر الفيروسات التنفسية من الأسباب الرئيسية للأزمات الحادة التنفسية لمرضى الربو سواء عن طريق إحداث الأزمات الربوية أو تهييج الأزمات الربوية الناتجة عن أسباب أخرى، وبذلك تتسبب فى تكرار التردد على المؤسسات الصحية والإقامات بالمستشفيات فى 80% من حالات الأطفال و 60% من حالات الكبار. الفيروسات التنفسية تسبب تدمير الخلايا المبطنة للجهاز التنفسى،و الإقلال من أعداد المستقبلات الخاصة بتوسيع الشعب الهوائية، و زيادة إفراز المواد الكيمائية التي تؤدى إلى تفاقم الحساسيات مثل الهيستامين الذى يؤدى إلى توسع الأوعية الدموية، و زيادة إنسيابية الأوعية الدموية، و الكحة المتكررة و ضيق الشعب الهوائية( كوسيلة للدفاع عن الجسم بمحاولة منع دخول المادة الضارة للجسم )، و جفاف الحلق و سيلان الأنف والعين.
تشمل الوقايه من فيروسات البرد النظافة الشخصية،و غسل الأيدى جيدًا، و تجنب لمس الأنف أو العين ، واستخدام المناديل الورقية عند العطس أو البصق أو الكحة ،والتخلص منها بطريقة صحية، و تهوية الغرف وتجنب الأماكن المزدحمة سيئة التهوية . التنفس عن طريق الأنف يمنع الكثير من الميكروبات والأتربه من الوصول إلى الجهاز التنفسى. لا للمضادات الحيويه فهى  ضد البكتيريا وليس لها أى فائدة ضد الفيروسات. لاتقلق، فالقلق والتوتر يقلل من مناعة الجسم . شرب السوائل خاصة الدافئة يساعد على احتفاظ الأغشية المخاطية بحيويتها ،ويمنع جفاف الأنف،و يسهل خروج البلغم. الثوم منشط للجهاز المناعى ويكافح فيروسات البرد. الخضروات الطازجة والفواكه وعسل النحل أغذية مهمة لكفاءة الجهاز المناعى. 
 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط