الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قبل بدء العام الدراسي الجديد.. خبراء تعليم يكشفون سر استمرار أزمة الدروس الخصوصية.. ويؤكدون: الأهالي يتحملون المسئولية

الدروس الخصوصية
الدروس الخصوصية

أزمة الدروس الخصوصية مع بدء العام الدراسي الجديد

طارق شوقي: الدروس الخصوصية لا تضيف للطالب شيئا

خبير تربوي: المعلم يدرس خارج سور المدرسة أكثر من داخلها

استعدادا للعام الدراسى الجديد، 9 أكتوبر المقبل، أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، ضوابط وإجراءات التصدى لظاهرة الدروس الخصوصية، حيث طالبت الوزارة المدارس والمديريات بالعمل على مكافحة الدروس الخصوصية، وبذل كل جهد ممكن للقضاء عليها ومعاقبة المخالفين خاصة المتغيبين عن مدارسهم أو من لا يتواجدون بمدارسهم فى أوقات العمل الرسمية.

قال الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن ما يتم تدريسه في مراكز الدروس الخصوصية الخاصة (السناتر)، لا يضيف شيئا لتعلم الطلاب، ولا يساعدهم على اجتياز الامتحانات بشكلها الجديد، مشددًا على أن الوزارة ليست مسؤولة عنها بأي شكل من الأشكال.

وشددت وزارة التربية والتعليم على اتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة فى حق من يمارس المهنة دون وجه حق خاصة ممن هم فى إجازة بدون مرتب أو إجازات طويلة ويمارسون التدريس بشكل خاص في مراكز خاصة أو بمقراتهم الخاصة وتوقيع أقصى العقوبات على المخالفين.

قال الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج وطرق التدريس، إن الامتحانات اختلفت من حيث المضمون في الأسئلة التي اعتمدت على الفهم والتطبيق والتحليل، ومن حيث الشكل تم تطبيق نظام البابل شيت لأول مرة والتصحيح الإلكتروني وهو ما فضح أباطرة الدروس الخصوصية.

وأشار أستاذ المناهج وطرق التدريس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" إلى أنه ضد ظاهرة الدروس الخصوصية فى العموم، لأن دائرة الدروس الخصوصية تعمل على تحويل الطالب من إنسان يعتمد على نفسه ويبحث عن مصادر المعرفة وينمى تفكيره ومهاراته، إلى طالب يهمل جميع مهاراته ويعتمد على تلقين المعلم.

وأكد الخبير التربوي، أنه لم يستسلم كثير من الأسر إلى الوضع القائم، تحديداً فى المراحل التعليمية الأولى التى يكون فيها الطلاب بحاجة إلى تأسيس سليم يدعم تفوقهم فى المستقبل وهو ما حول كثيرا من البيوت إلى مدارس صيفية واستعانة البعض بالدروس الخصوصية فى محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهو ما يشجع الكثير من المعلمين بدء العمل فى مراكز الدروس الخصوصية مبكراً تحديداً مع نهاية امتحانات الثانوية العامة.

وأوضح الدكتور حسن شحاتة، أن تسابق أولياء الأمور على الدروس الخصوصية فى ظل تطبيق منظومة التعليم الجديدة على طلاب الصفوف الأولى لن يكون مفيدًا بشئ، بل إن اعتماد كثير من المعلمين على طرق شرح قديمة لا يتواكب مع النظام الجديد ستكون نتائجه عكسية على الطلاب.

تابع أستاذ المناهج وطرق التدريس، أن نظام الدراسة الجديد سيجعل العملية التعليمية تهتم بمهارات التطبيق والتقويم والتحليل، مؤكداً: وداعاً للدروس الخصوصية والسناتر وأسئلة المقررات الدراسية التقليدية.

وأعلن الخبير التربوي، أن سبب إصرار أولياء الأمور على اعطاء ابنائهم دروساً خصوصية، هو لأنه يعتقد أنه شئ لا مفر منه ومضطر إليه حتى يحصل ابنه على درجات التفوق، ليكون مقبولاً في النظام التعليمي الجامعي في بلده، مؤكدًا ان هذه هي النتيجة العكسية التي لا تعود بالفائدة على الطلاب مع تطبيق منظومة التعليم الجديدة، مطالبًا من الأسر الثقة بالنظام التعليمي الرسمي الجديد.

ومن جانبه أكد الدكتور حسن الخولي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس والخبير التربوي، أن اليوم أصبح المعلم بيدرس خارج سور المدرسة أكثر من داخلها، ولهذا السبب يلجأ أولياء الأمور الدفع بأبنائهم إلى الدروس الخصوصية، لتأسيسهم ودعم تفوقهم في المستقبل، مضيفًا أن للأسرة دور مهم فى التصدي للدروس الخصوصية بمنع أبنائهم من الذهاب للسنتر، أو مركز الدروس الخصوصية.

وأشار أستاذ علم الاجتماع، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" إلى أن الطالب لم يعد مثل الماضى فى حبه للمدرسة، وكان فى الماضي يعتبر الطالب المدرسة مكان له هيبه، ولكن الآن يعتبرها مكان للتنزه مع أصدقائه، دون تدريس أو استفادة، فتقل الاستفادة التى تعتبر الغرض الأساسي من وجود الطالب بالمدرسة.

وأوضح الخبير التربوي، أن غالبية أولياء الأمور يجدون أنفسهم مضطرين للموافقة على طلبات المعلمين لأن كلًا منهم يخشى عدم وجود أماكن لأبنائه مع معلمى الفصل أو المعلمين الأكفاء، وهو ما جعل ضغط الدراسة يستمر بشكل متواصل حتى وإن لم يكن هناك دراسة فعلية داخل المدارس، وهو ما ينعكس سلبًا على الأسر التي تجد نفسها مرغمة لدفع فاتورة دروس خصوصية لثلاثة أو أربعة أبناء فى مراحل مختلفة.

وأضاف الدكتور حسن الخولي، أن الأزمة الحالية سببها أن كثيرا من المعلمين لم يراعوا ضمائرهم خلال العام الدراسى المنقضى وارتكنوا على أنه لم يكن هناك دراسة منتظمة وبالتالى فإن نسب الحضور كانت منخفضة فى أغلب الأحيان، والبعض منهم طالب الطلاب بعدم الحضور بحجة أنه ليس هناك غياب وحضور، كما أن المنصات التعليمية التى أعلنت عنها الوزارة لم تقم بدورها ولم يستفد منها الطلاب بالشكل الأمثل.

وقال أستاذ علم الاجتماع، إن أولياء الأمور عليهم البحث عن كيفية تنمية مهارات طلابهم بعيداً عن النظرة الضيقة للدروس الخصوصية ولابد الخروج من دائرة المنهج الدراسى، وأن يكون هناك بيئة داخل المنزل تساعدهم على التفكير وتطوير لغتهم الأجنبية، مشيرة إلى أن تدريب الطلاب على الحفظ فى الإجازة الصيفية ثم تعرضهم لأنواع مختلفة من التعلم داخل المدرسة لن يؤدى إلى الهدف المنشود بالنسبة للأسر.

وطالب الخبير التربوي، أن يتم تدريب الطلاب على المهارات التكنولوجية التى تساعدهم على التعلم الإلكترونى قد تكون أفضل من الدروس الخصوصية، كما أن الوزارة عليها مسئولية تدريب المعلمين على طرق التعلم الحديثة حتى يثق الطلاب وأولياء أمورهم فى المدرسة للتعامل مع المخاوف الحالية.