الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر وكوريا الجنوبية | 78 عاما من العلاقات القوية والاحترام المتبادل

العلم المصري والعام
العلم المصري والعام الكوري الجنوبي

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأحد، بيونج سيوك بارك، رئيس الجمعية الوطنية بـ كوريا الجنوبية، وذلك بحضور المستشار حنفي الجبالي رئيس مجلس النواب، وجين ووك هونج، السفير الكوري بالقاهرة.

وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي طلب نقل تحياته إلى الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، مؤكداً «اعتزاز مصر بالروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين الصديقين».

وأشاد الرئيس السيسي بالإنجازات التي شهدتها العلاقات الثنائية المشتركة خلال الفترة الأخيرة، التي تعكس عمق وصدق تلك الروابط، والمعززة بتبادل الزيارات الرفيعة بين البلدين، والتي وفرت قوة الدفع لتطوير التعاون في كل المجالات، حيث كان آخرها زيارة وزير الدفاع الكوري إلى القاهرة في شهر أغسطس الماضي، الأمر الذي يساعد كذلك على استغلال واستكشاف الآفاق العريضة أمام تطوير العلاقات الثنائية.

مصر وكوريا الجنوبية

وتعد العلاقات بين مصر وكوريا الجنوبية نموذجا يحتذى به لـ علاقات قوية ووثيقة منذ القدم حيث ترتبط الدولتان بأواصر تاريخية ثقافية وعلاقات متميزة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي ساعدت على انتقال الأفراد والمبادلات الاقتصادية والحضارية بين البلدين، مما يؤكد المصير الواحد والمشترك لهما.‏كما إن العلاقات المصرية الكورية تمتد إلى العام 1948 حين اعترفت مصر رسميا باستقلال جمهورية كوريا الجنوبية.

وتتركز العلاقات بين البلدين في المجال الاقتصادي والتعليمي حيث حققت التجربة الكورية نجاحا كبيرا في مجال الصناعة بفضل نهضة تعليمية مميزة شهد لها العالم لأنها العامل الأول والأخير لتحقيق الاقتصاد الكوري الجنوبي طفرات كبيرة حيث وصل للمرتبة رقم 13 بين الاقتصاديات القوية في العالم ومصر بدورها تحاول الاستفادة من الخبرات الكورية في مجال التعليم واستيراد احتياجاتها من المركبات والأجهزة الكهربائية والتكنولوجية التي حققت منافسة قوية مع نظيرتها المتقدمة الأخرى مثل اليابان وألمانيا والولايات المتحدة .

العلاقات السياسية

وكان لمصر دورا فى تحديد مستقبل كوريا بعد الحرب العالمية الثانية في الفترة ما بين 22 إلى 26 نوفمبر 1943، حيث اجتمع قادة ثلاثة من دول الحلفاء وهم الرئيس الأمريكى فرانكلين روزفلت، ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، والقائد العام تشان كاي شيك من جمهورية الصين فى فندق مينا هاوس بالقرب من منطقة الأهرامات من أجل مناقشة جهود قوات الحلفاء فى حربها ضد دول المحور، وصدر عن هذه القمة «إعلان القاهرة».

ويمثل إعلان القاهرة أهمية خاصة بالنسبة لكوريا الجنوبية، لأنه أول وأحد أهم الإعلانات العامة التي تبناها المجتمع الدولي في ذلك الوقت والذى لفت الانتباه إلى أن كوريا يجب أن تصبح حرة ومستقلة، حيث نص البيان على عزم القوى الثلاثة على إنهاء الاحتلال الياباني لكوريا وأن تصبح حرة ومستقلة.

وبالفعل استسلمت اليابان بدون شروط فى 15 أغسطس 1945، وأصبحت كوريا حرة من جديد وفق ما جاء فى إعلان القاهرة وفي العرض التالي نستعرض أهم فعاليات العلاقات بين البلدين:

وفي عام 1961، اتفقت البلدان على إقامة علاقات قنصلية بينهما، حيث افتتحت جمهورية كوريا قنصليتها العامة في القاهرة في عام 1962، وافتتحت مصر كذلك قنصليتها العامة في العاصمة الكورية سول في عام 1991، ثم اتفق البلدان في عام 1995 على جدارة ترقية العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى مستوى سفارة.

وبينما فى عام 1999، قام الرئيس الاسبق مبارك بزيارة هي الأولى من نوعها لرئيس مصري إلي كوريا الجنوبية، وقد وضعت تلك الزيارة أساسا متينا لـ علاقات متطورة بين البلدين.

وفى مارس 2006 قام الرئيس الكوري السابق رو موو هيون بزيارة إلي مصر، حيث شهدت تلك الزيارة توقيع ثماني مذكرات تفاهم وبروتوكولات تهدف إلى تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات.

وفى سبتمبر 2014، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بنيويورك، السيدة باك كون هيه رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية، على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحثا الجانبان القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.

وفي العام التالي قام وزير الخارجية سامح شكرى بزيارة لكوريا الجنوبية، التقى شكرى مع كيونج وون نا رئيسة لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الكوري، حيث بحثا الجانبان سبل تعزيز العلاقات المصرية الكورية والتي تشهد الذكرى العشرين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. 

كما بحثا طرق دفع وتطوير العلاقات الثنائية في مجالاتها المختلفة بما في ذلك تعزيز التعاون البرلماني بين البلدين بعد الانتخابات البرلمانية المصرية.

وفى 3 /3 /2016 قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة لكوريا، واستقبلته خلالها رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية بارك جوين هاي، وبحثا الجانبان تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وتشجيع الاستثمارات الكوريّة في مصر وخاصة في المشروعات القومية الجديدة وعلى رأسها مشروع محور تنمية قناة السويس، والقضايا الإقليمية في منطقتي الشرق الأوسط وشرق آسيا والتعاون المشترك في جهود مكافحة الاٍرهاب. 

وشهد الرئيسان مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات الطاقة والنقل والموانئ والتكنولوجيا تقدر بنحو 3 مليارات دولار، وإعلان الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الشاملة والتعاون بين البلدين.

وأخر هذه الزيارات كانت زيارة رئيس الجمعية الوطنية بجمهورية كوريا الجنوبية اليوم إلى القاهرة واستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تباحث حول سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي المشترك في عدة قطاعات، وكذلك سبل استفادة مصر من الخبرات الكورية العريقة في الصناعات التكنولوجية، إلى جانب توطين صناعة المركبات الكهربائية وما يتعلق بها من صناعات مغذية، بالإضافة إلى التعاون في مواجهة تداعيات جائحة كورونا.

العلاقات الاقتصادية

تمثل العلاقات الاقتصادية المصرية الكورية الجنوبية أهم ركائز التعاون المشترك بين البلدين، حيث يوجد في مصر 125 مشروعا كوريا باجمالي استثمارات 341.9 مليون دولار وذلك حتي مارس 2014.

وتندرج الاستثمارات الكورية في مصر في عدة قطاعات أهمها الإلكترونيات، والصناعات النسيجية، ومكونات السيارات، الكيماويات، مواد البناء، وتتمثل أهم الشركات الكورية المستثمرة بمصر هي شركة سامسونج للإلكترونيات، وشركة LG للإلكترونيات، والشركة الكورية للمنسوجات Dong-IL، وشركة Tex Chem مصر للمنتجات الكيماوية وشركة Mobis وهو مركز لوجيستي بالاسكندرية، وشركة GS E & C بناء مصنع لتكرير البترول، وشركة SK E & C بناء مجمع للبتروكيماويات، وشركة Doosan HI & C التي تقوم ببناء محطة لتوليد الطاقة.

التبادل التجارى بين البلدين

وفي عام 2010، ومع استعادة الاقتصاديين المصري والكوري تعافيهما بشكل ووتيرة أسرع من سائر الدول التي تأثرت بالأزمة العالمية، استعادت حركة التجارة بين البلدين زخمها، وسجلت الصادرات المصرية 938 مليون دولار، في حين تم استيراد سلع ومنتجات بقيمة 2.24 مليار دولار من كوريا، ليسجل إجمالي حجم التجارة بينهما ما يقرب من 3.18 مليارات خلال عام 2010، مع ملاحظة أن ما يقرب من 95% من الصادرات المصرية الي كوريا هي في مجالات الطاقة، وتحديدا النفط والغاز الطبيعي.

وخلال عام 2015، بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وكوريا الجنوبية 2.5 مليار دولار، إذ بلغت الصادرات المصرية إلى كوريا خلال عام 2013 حوالي مليار دولار، مقارنة بنحو 802 مليون دولار خلال عام 2012، وبنسبة زيادة بلغت 26%، وتتمثل الصادرات المصرية في صادرات بترولية (منتجات بترولية وغاز مسال)، وصادرات غير بترولية تتمثل في: القطن الخام، وتفل البنجر، والميثانول الكحولي إلى جانب صادرات أخرى مثل الرخام والأسمنت الأبيض والمركزات الملابس القطنية، بحسب تقرير للمكتب التجاري المصري في "سول".

وأما فيما يخص الواردات المصرية خلال عام 2013  فبلغت حوالي 1.5 مليار دولار، وتتمثل الواردات المصرية من كوريا بشكل عام في السـيارات ، قطع غيار سيارات، المحولات الكهربائية، الأجهزة الإلكترونية، البروبلين، وهناك العديد من السلع المصرية التي يسعى المسؤولين لفتح السوق الكورية لها، وتتضمن: السيراميك والبورسلين، الرخام والجرانيت، الأثاث الخشبي، البرتقال، الخضراوات والفواكه المجمدة، الصناعات البتروكيماوية.

التعاون السياحي

اما على الصعيد السياحي، فتدرك كوريا الجنوبية ومصر جيدا الدور المحوري الذي يلعبه المجال السياحي في العلاقات المتنامية بين البلدين، حيث تحسن الأداء السياحي للوافدين من كوريا الجنوبية إلى مصر، وشهد شهر أغسطس ارتفاعا بنسبة 56%، ليسجل 1363 سائحا، مقارنة بـ 876 سائح في نفس الفترة من العام الماضي.

العلاقات الثقافية والتعليمية

تشكل العلاقات الثقافية بين مصر وكوريا عنصراً هاماً وأساسياً في منظومة العلاقات بين البلدين، وهو ما يرجع إلى اهتمام مختلف الأوساط الكورية بالثقافة المصرية بمختلف أوجهها، وفي المقابل حظيت الدراما الكورية بشهرة واسعة في البلدان العربية وخصوصاً مصر، مما أدى إلى زيادة الوعي بالثقافة والعادات الكورية وفي العناصر التالية نوضح جوانب التعاون الثقافي والتعليمي بين كوريا ومصر.

حيث افتتحت كورونا الجنوبية المركز الثقافى الكوري فى في القاهرة في ٢٩ أكتوبر 2014، والذي يعد الأول من نوعه فى الشرق الأوسط والمنطقة العربي.

وأعلن السفير الكوري خلال مراسم الافتتاح أن بلاده منفتحة على مصر وترغب فى زيادة التعامل معها فى كافة المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية.

وأضاف ان افتتاح المركز يأتي فى إطار سياسة الرئيسة الكورية بارك كون هي والتي وضعت النهضة الثقافية فى قمة أولوياتها بهدف تعزيز التنوع الثقافي.

وقال إن المركز سيكون نافذة لتعزيز التبادل الثقافى بين مصر وكوريا من خلال تقديم الثقافة الكورية للشعب المصرى وتعريف الكوريين بالثقافة المصريةوينظم المركز دورات مجانية لتعليم اللغة الكورية ومعارض للفرق الفنية ومعارض للكتب والفنون وتعليم فنون المطبخ الكوري ورياضة التايكوندو.

التعاون في مجال التعليم

يحكم التعاون في مجالي التعليم والثقافة اتفاق التعاون الثقافي الموقع بين جمهورية مصر العربية وكوريا الجنوبية والذي يتم تجديد البروتوكول التنفيذي الخاص به كل ثلاثة أعوام .

وتشهد العلاقات التعليمية بين الدولتين العديد من المنح المتبادلة بينهما، حيث تمنح مصر كل عام 10 منح لتعليم اللغة العربية تابعة لوزارة التعليم العالي، ومنحة واحدة للعلوم الإسلامية من جامعة الأزهر لمسلمي كوريا، بالإضافة إلى 5 منح للمشاركة في البرامج التدريبية التي يقيمها المركز الدولي للزراعة التابع لوزارة الزراعة المصرية. 

ومن جانبها توفر الحكومة الكورية عددا من المنح لتعليم اللغة الكورية وعدد آخر للحصول على درجة الماجستير في الإدارة والعلاقات الدولية (من خلال الوكالة الكورية للتعاون الدولي – KOICA).

وتقوم الجامعات الكورية بتقديم منح خاصة لعدد ليس بالقليل من الدارسين المصريين للحصول على درجات الماجستير والدكتوراه من خلال التخاطب المباشر مع هؤلاء الطلاب (منح شخصية تقدر السفارة أعدادهم بما يناهز المئة باحث ماجستير ودكتوراه وبعد الدكتوراة Post-Doc)-   بفضل تزايد الطلبة المصريين الحاصلين على منح شخصية كورية في الآونة الأخيرة؛ بدأت وزارة التعليم العالي المصرية من العام 2011 وضع الجامعات الكورية على قائمة الايفاد والتمويل الجزئي ( مبادرة ParOwn ) بإيفاد الباحثين المصريين لمدة ثلاثة شهور مدفوعة الراتب لتجميع المادة العلمية، وهو ما يعني مرحلة وسطى ما بين الايفاد الكامل أو الاكتفاء بالمنح الخاصة أو الشخصية التي يتوصل اليها الطالب مع الجامعة الكورية.

كما تم إنشاء الكلية التكنولوجية المصرية الكورية بجامعة بني سويف، والتي تعد الأولي من نوعها في مصر والتي تعد نموذجا للتعاون المصري الكوري في مجال التعليم العالي.

العلاقات العسكرية 

فى 31  /8 /2021 قام سوه ووك وزير الدفاع الكوري الجنوبي بزيارة لمصر، استقبله خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسى بحضور الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وكذلك السيد كانج إيون هو وزير المشتريات الكوري، والسفير هونج جين ووك، سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة.

وبحثا الجانبان خلال الزيارة سبل تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين، خاصةً ما يتعلق بالتعاون في التصنيع المشترك ونقل وتوطين التكنولوجيا، في ضوء الدور المحوري الذي تقوم به مصر في المنطقة ومسئوليتها لتحقيق الاستقرار والأمن ومكافحة الإرهاب.

الاتفاقيات الثنائية

يوجد أكثر من أربعين اتفاقية بين البلدين منذ العام 1979، ومن أهم الاتفاقيات الموقعة بين البلدين:

- اتفاقية للتعاون في مجال الطيران المدني عام 1979.

- اتفاقية للتعاون في مجال الطاقة عام 1985.-   اتفاقية حول تطوير وحماية الاستثمارات 1996.

- مذكرة تفاهم حول إنشاء لجنة مشاورات سياسية 1999.

- مذكرة تفاهم حول التعاون العلمي والتقني 1999.

- مذكرة تفاهم حول الاستخدام السلمي للطاقة النووية 2001

- مذكرة تفاهم حول الطاقة الجديدة والمتجددة 2006.

- اتفاقية حول ضمان تأمين الصادرات 2006.

- مذكرة تفاهم بين الهيئة المصرية العامة للاستثمار والمناطق الحرة ووكالة تنمية التجارة والاستثمار الكورية 2006.

- مذكرة تفاهم بين الصندوق الاجتماعي للتنمية وجمعية المشاريع الصغيرة 2006.

- مذكرة تفاهم حول التعاون في قطاع البيئة 2006.

- مذكرة تفاهم في مجالات المعلوماتية وتكنولوجيا الاتصالات 2006.- مذكرة تفاهم بين مكتبة الإسكندرية والمكتبة الوطنية الكورية 2007.

- مذكرة تفاهم حول التعاون وتبادل الخبرات في مجال بناء قدرات الموظفين الحكوميين 2008.

- مذكرة تفاهم بين اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري وقناة اريرانج 2009.