الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد الغنام يكتب: صراع السياسة والثقافة العربية

صدى البلد

لاشك في أن الثقافة لعبت دوراً هاماً في السياسة المعاصرة والتي بنيت علي مر العصور والتي سجلها التاريخ وهو الذي يفسر لنا تطور وتغير المجتمعات القديمة والصراع بين أهل الوبر واهل المدر، وقد يكون ذالك في مراحل طويله من التاريخ العربي في تبادل السلطه وبداية صعود الدول.

و بدأ تبادل السلطة في منطقتنا منذ قدوم الأستعمار الغربي في القرن التاسع عشر، ووصل الي قمتة بعد الحرب العالميه الأولي، واستمر التأثير والتغير إلي وقتنا هذا، وبدء تغير الدول ورسم الخرائط فرض من الخارج وليس من الداخل، وهنا بدات فتنه التدخل والقلق في المنطقه وذالك بسبب ذالك التدخل الذي اصبح اليوم من الثوابت  المفروضة بالقوة علي المنطقه العربيه.

وبهذا التدخل رسمت حدود وغيرت معالم وملمح وقطعت في بعضها اوصال اللحمه الأجتماعيه والترابط المجتمعي حيث انهم راو الشرق الاوسط يواكب التطور والحداثه وقد قام علي اجتياح التفوق الحضاري  علي التخلف الحضاري وترك في إثره دولا متعدده ومضطربة اقتصادين وثقافيا.

والامر الثاني الذي نلاحظة في الظاهرة السياسيه في الشرق الاوسط وهي العزله والتي كانت سبب في اسقاط حكام ودول وحدث ذالك بعد غزو صدام حسين لدولة الكويت اضطر إلي الاعتمام علي شخص واحد ليكي يكون وسيلة اتصال بينه وبين مساعديه وهوا في عزله حتي اصبح المساعد الشخصي هوا اقواي رجل في العراق وعاش صدام في عزله ولم يتمكن من ارتداء ساعة يد حتي لاتلتقطه الاقمار الصناعيه وتحدد مكانه.

ونأتي إلي مصر والعزلة والتي كان يحكمها اناذاك الرئيس حسني مبارك والذي عاش في عزلة بعيدا عن افراد الشعب لم يسمع منهم ولا يسمع لهم واصبح كل مايسار ويعترض عليه الشعب والشارع المصري هوا التوريث، كما فعل حافظ الاسد في سوريا ولاكن مصر تختلف عن اي دوله وبنية الجيش المصري لاتري الحكمه في التوريث لانها هي التي تدير وتقوم علي تدبير وادارة شئون البلاد منذ عام 1952وكانت الشكوك مطروحه لماذا لم يعيني الرئيس مبارك ناىئب له لثلاث عقود وهو نقص في الحس السياسي وهو نوع من العزله الغير مبرر ومن اسباب هذة العزله والتي اتت بثمارها في الشرق الاوسط والتي يميت بالربيع العربي الذي اطاح بحكام لن تعرف شيء عن مايدور بين افراد الشعب.

واخيرا نتطرق إلي مجموعة القيم والمعايير السلوكيه المتعلقه بالأفراد في علاقاتهم مع السلطه السياسيه وهي جزء من الثقافه العامه للمجتمع وهي تختلف من بلد لاخر حتي لو كان شعبها بنتهج نفس الاساليب وينتميان لنفس الحضارة ونقصد هنا بالثقافة السياسيه هي مجموعة المعارف والأراء والاتجاهات السائدة نحو شؤون السياسه والحكم، وهي الدولة والسلطه والولاء والانتماء والمشاركة المجتمعيه بنهوض المجتمع ماهو الدور المناسب للحكومه وضوابط هذا الدور؟ وما هي العلاقه المناسبه بين الحاكم والمحكوم؟.

ونجد هنا أن الثقافه السياسية تتمحور حول قيم وأتجاهات وقناعات طويلة الأمد بخصوص الظواهر السياسيه التي تنقل لكل مجتمع مجموعة رموز وقيم وأعراف اساسيه إلي أفراد المجتمع، وهنا يشكل الافراد مجموعة من القناعات بأدوار النظام السياسي بشتي مؤسسات الدولة الرسميه وغير الرسميه وما هيحقوقهم وواجباتهم نحو النظام السياسي،  والثقافه السياسيه جزء من ثقافتنا العامة وهي ثقافة الشباب والنخبة الحاكمه والعمال والفلاحين والمرأة فالثقافه السياسيه هي مجموعة الاتجاهات والمعتقدات التي تبني المجتمع وتبني المعتقدات التي تحكم تصرفات  الافراد داخل المجتمع فلا فرق بين الثقافه والسياسه فهم كيان واحد للنهوض بالدول ومن اهم اسباب قيام ثورات الربيع العربي هي العزلة وعدم قراءة المشهد بشكل ثقافي لفهم متطلبات افراد المجتمع فنحن شركاء في هذا المجتمع مختلفون في ثقافاتنا وأفكارنا ولكن ليس بيننا خلاف.