غموض واتهامات للجن.. من ذبح عروس الدقهلية بعد 72 ساعة من زفافها؟

لم تنته حالة الحزن على مأساة عروس قليوب، حتى عمت حالة حزن جديدة، بسبب جريمة بشعة تعرضت لها عروس اخرى بمحافظة الدقهلية، عُثر عليها مذبوحة وممزقة الجسد بعد 72 ساعة فقط من زفافها.

لغز كبير وغموض يحيط بالجريمة التي مازالت اجهزة البحث الجنائي والنيابة العامة تجمع خيوطها لكشف ملابساتها كاملة، وتأمل أجهزة البحث خلال التحريات وجمع المعلومات وفحص الكاميرات، أن تتحسن حالة العروس التي ترقد في غيبوبة بغرفة الرعاية المركزة كونها الوحيدة التي رأت الجاني وتعلم هويته.

عروس ممزقة الجسد

بداية الجريمة كانت بورد بلاغ لمأمور مركز شرطة الجمالية من المدعو «أحمد أ. أ.»، 25 عاما، صاحب مصنع ملابس، بعثوره على زوجته «أميرة ع. أ.» 19 عاما، غارقة في دمائها، ومصابة بـ 20 طعنة متفرقة بالجسد، اضافة الى جرح ذبحي بالرقبة. 
اسرع الزوج بالاستعانة بأسرته وأسرة زوجته وقاموا بنقلها الى مستشفى الجمالية، لكن لخطورة حالتها حولها الاطباء إلى مستشفى الطوارئ الجامعي بالمنصورة. 

وقال مصدر طبي، إن العروس المصابة وصلت إلى المستشفى في حالة خطرة ومصابة بطعنات مسددة لها في القصبة الهوائية، وأنحاء متفرقة بالجسم والصدر والبطن وقطع بشرايين اليد اليسرى، وتحتاج إلى تدخل جراحي.

فور اخطار ضباط الشرطة بالبلاغ انتقلوا الى المستشفى وبطبيعة الحال في تلك الجرائم تشير اصابع الاتهام الى من يقيم برفقة المجني عليها وهو الزوج، خاصة انهما حديثا الزواج لم يمر على زفافهما سوى 72 ساعة فقط.

استجواب الزوج

فريق البحث المشكل من قطاع الأمن العام ومباحث الدقهلية تحفظ على الزوج لاستجوابه وكانت اقواله مفاجأة لرجال الامن، حيث أكد أنهما متزوجان منذ 3 أيام فقط، واكتشف ان زوجته تشكي من "ضيق وخنقة" وأدعت أنها ممسوسة من الجن.. استكمل الزوج حديثه بانه عندما عرض حالة زوجته على الاهل والاقارب نصحه عدد منهم باللجوء الى شيخ لإخراج الجن منها، لانها تعاني من حالة فزع وخوف، واخبرته إنها تشعر بأنها مقيدة من أشخاص، وهناك أشخاص داخل الشقة يكلمونها، وتسمع صوتهم ولا تستطيع التحرك فخرج من منزله مسرعا، ليأتي بأحد الشيوخ ليقرأوا عليها القرآن ربما تكون" ملبوسة من الجن"، أو قام شخص بعمل سحر لها كما يعتقد البعض بأن هناك أعمالا للعريس أو العروس.

وفور ذهاب الزوج لأحد الشيوخ قام باصطحابه إلى المنزل وفوجئ بصراخ وعويل ليجد زوجته مذبوحة من الرقبة وشرايينها مقطوعة، والدماء تسيل منها، فقام على الفور بنقلها إلى مستشفى الجمالية في محاوله لإنقاذها.

والدة العروس نفت الجريمة عن زوج

نفت والدة زوجة العروس الجريمة عن زوج ابنتها، مؤكدة انه يستحيل أن يفعل ذلك لأنه يحبها وشخص طيب القلب وليس له علاقة بما حدث، وبالفعل قامت والدتها وأحد أفراد أسرتها بسؤال الزوجة داخل المستشفى عمن فعل بها ذلك، فأشارت إلى نفسها، وأنها من قامت بذلك وذبحت رقبتها.

وأوضح أحد الجيران، أنه كان يسمع بكاء الزوجة بصوت عال عقب زفافها بيومين، ورجح بأن ذلك بسبب بعدها عن أهلها لأنها من محافظة أخرى، وأنها صغيرة وعروس جديدة، وشاهد زوجها يهرول مسرعا يوم الواقعة ومعه أحد شيوخ المنطقة المعروف بأنه يقرأ القرآن على من تعرض لحسد أو عمل.

وأكد الجيران أن الزوج ذو سمعة طيبة والجميع يحبه ويقدره، وأنه كان سعيدا بزفافه من تلك الفتاة، حيث كان يحبها ويحلم باليوم الذي يتزوجها فيه.

رواية غير معقولة

مع تزايد حالات نفي الجريمة عن الزوج من قبل الأهل والأقارب ظهرت رواية مغايرة بأن العروس المجني عليها هي من احدثت اصاباتها بنفسها لمعاناتها من "المس" - حسب قولهم- ولكن التحقيقات الأولية وتصور النيابة العامة للواقعة تشير الى صعوبة قيام شخص بالاقدام على ذبح نفسه ثم تمزيق جسده بما يقرب من 20 طعنة، وهو ما تحاول النيابة التأكد منه في حالة استرداد العروس لوعيها، لكن لن يتم الاعتماد على تلك الرواية، وتواصل فرق البحث جمع معلوماتها حول مدى وجود خلافات للعروس او زوجها مع اخرين قد تدفعهم لارتكاب الجريمة.

النيابة تنتظر التقارير الطبية

استعجلت النيابة العامة التقرير النهائى للطبيب الشرعى، الخاص بالعروس لبيان ما بها من جروح واتجاه الطعنات والذبح بالرقبة، وكيفية حدوثها، كما استعجلت النيابة التقرير الطبى الخاص بحالة الزوجة.

وأكد أطباء مستشفى الطوارىء أن العروس مازالت في غيبوبة تامة ويصعب استجوابها وأنه لم تتحدث مطلقا منذ لحظة دخولها المستشفى وأن الإشارات التي صدرت منها مشوشة وليس لها معنى ولا تعني على الاطلاق انها هي من اقدمت على ذبح نفسها.

إخلاء سبيل الزوج بعد تحقيقات أولية 

قررت النيابة العامة، اخلاء سبيل الزوج بعد اجراء تحقيقات أولية معه ومع الشيخ الذي كان برفقته لحين صدور تقرير الطب الشرعي حول التصور لكيفية وقوع الاصابات وعن حالة المجني عليها ولحين ورود تحريات ادارة البحث الجنائي لحل لغز الجريمة.