EN 
مع اقتراب عيد الحب المصري، الذي يتم الاحتفال به في 14 فبراير من كل عام.. نجد أن الجوابات والمراسيل وما كان يعرف قديما بـ التليغراف، هي لغة الحوار بين المحبين، فكانوا بها يعبرون عن مشاعرهم، قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي والماسنجر والواتس اب أو حتى ظهور الموبايل الذي أتاح سهولة التواصل لكل العالم بضغطة زر.
الجوابات أو التلغراف وساعي البريد
كان البوسطجي أو ساعي البريد كما يعرف إذا ما طرقت دراجته الحارات والقرى والنجوع انخلعت قلوب المنتظرين، وترك كل مشتاق ما يشغله، وتوجهوا إلى الشرفات، منتظرين أن ينادى اسم أحدهم؛ حيث كانت الجوابات في يديه تحمل أخبارا سارة واحيانا أخرى أخبارا حزينة.
ونجد أن الأفلام القديمة، أوضحت أهمية الجوابات في هذا العصر، كجواب صلاح سليم (حسين ) ل (ليلي ) فاتن حمامة في فيلم "الباب المفتوح "الجواب قدر يوصل حبه ليها برسالة، ولا أحد يستمع إلى هذا الفيلم ويتمنى أن يحصل من حبيبه على جواب يعبر فيها عن مشاعره، والبعد عن السوشيال ميديا ولو قليلا.
وكانت الجوابات قديمة لها طابع تقليدي ورائحة مميزة، فكانت إما باللون الأبيض أو باللون البيج القاتم سادة، ويتم إلصاق بعض الطوابع عليها وكتابة العنوان والتاريخ والمرسل إليه الجواب على غلاف الجواب، ووضع ورقة بداخله مكتوب بداخلها المشاعر أو حتى مشاركة الشخص للأحداث مع الشخص الذي يحبه.
وبالرغم من أن الجوابات عفى عليها الزمن، ولم يعد المحبين يتهادون الجوابات، وأصبحوا يرسلون لبعضهم البعض المسجات والرسائل على الموبايل، إلا أن أغلبنا، ومن خلال ماورثناه عن أجدادنا وأبائنا، مازال يحتفظ بالجوابات التي جاءت من أحبائهم.
وغالبا ما سنجد الجوابات في أحد الأدراج الغير مستخدمة، وبالرغم من أنه قد عفى عليها الزمن، إلا أنك ستجدها بحالتها الطبيعية ومحتفظة بالحبر عليها كما لو كانت مرسلة منذ أمس، وعندما تقوم بشم رائحتها ستجد انها محتفظة براحة مميزة لا نشعر بها في الرسائل الهاتفية حاليا .
ويرتبط زمن الجوابات بأيام الخمسينات؛ حيث كان للورود والجوابات اقصى علامات الحب من الحبيب، ونجد أن هناك الكثير من المطربين قديما قد غنوا للجوابات والمراسيل كـ أم كلثوم، وفايزة أحمد، ونجاة، و فيروز.
