الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة ثورة الملح التي قادها غاندي لتحرير الهند من الاستعمار البريطاني

من مسيرة ثورة الملح
من مسيرة ثورة الملح لغاندي

مع زيادة الظلم والكساد والفقر وتفشي البطالة في الهند، برزت بوادر انتفاضة شعبية  ضد الممارسات الاستعمارية البريطانية، ولم يكن هناك من هو أفضل من المهاتما غاندي الذي جدد جذوة المقاومة الهندية ضد الإمبراطورية العظمي، واتخذ من ثورة الملح بدايته في هذا الطريق المحمود قبل عقود طويلة تقترب من القرن.

 

 

كانت عودة المحامي الهندي "موهنداس غاندي" من جنوب أفريقيا، إيذانًا للتحرك بدون عنف، حيث شاهد المهاتما العنف المفرط الذي استخدمه الجيش البريطاني لإخماد ثورة "قبائل الزولو" ضد الحكم المتسلط.

غاندي.. أفكار لا تموت 

حمل غاندي هذا الوعي الإنساني معه بعد عودته إلى الهند، وبدأ في نشر مفهوم الـ"ساتياجراها"، أو حركة المقاومة السلمية ضد الوجود الاستعماري البريطاني، والتي حدد جوهر فلسفتها بـ"اللاعنف": أعظم قوة متوفرة للبشرية. 

مسيرة الملح

تعد "مسيرة الملح"، التي انطلقت في 12 مارس 1930، أبرز ملامح "ساتياجراها"، فقد قاد غاندي جموعاً حاشدة من مدينة "أحمد آباد" وسط الهند، متجهاً نحو مدينة "داندي" على ساحل بحر العرب، متحدياً ضريبة الملح التي فرضها البريطانيون، قاطعاً مسافة 400 كيلومتر خلال 24 يوما. 

وكان المهاتما خلال كل مراحل المسيرة، يغرس في ضمير أنصاره ضرورة التحلي بروح التعاون والزهد والتسامح والانخراط في طريق اللاعنف. 

ولدى وصوله داندي، وأمام الحشد الكبير الذي انضم إليه من مختلف المناطق، قبض غاندي حفنة من ملح البحر وقذفها في الهواء، قائلًا: "أيها الهنود اصنعوا الملح".

 

المكان في كرادي حيث كتب غاندي رسالته الشهيرة إلى نائب الملك

ومنذ تلك اللحظة، بدأ العد التنازلي لانحسار الاستعمار البريطاني عن الهند، إذ اندلعت موجات من العصيان المدني والتظاهرات في مدن شبه القارة كافة، ضمن مسيرة كفاح مدني طويل دامت 17 عاما، لتنتزع الهند استقلالها في عام 1947.

وقالت صحيفة “ذا هيندو” في تقريرٍ لها، إن الأمر استغرق  سنتين، وزيارة حوالي مائة قرية ليجمع المصور "أنوج أمبالال" أكثر من 250 صورة فوتوغرافية عن رحلة ثورة الملح لغاندي ولتتبع خطوات المهاتما غاندي في مسيرته إلى مدينة داندي الساحلية، بعد 90 عامًا.

سواء كان ذلك المكان الذي كتب فيه غاندي رسالته الشهيرة إلى نائب الملك اللورد إروين، حيث توجد الآن صورته المؤطرة في شاربوي ؛ أو القاعات المقدسة للغرفة التي أقام فيها غاندي ، عندما مر على بوريافي ، المهجورة الآن-، فكل ذلك تم تجميعه بالصور القصيرة في كتاب الصور  “23 جرامًا من الملح ” الذي نشرته دار نافاجيفان تراست.

وبحسب الصحيفة “في كتاب 23 جرامًا من الملح، يأخذنا أنوج عبر مواقع مسيرة غاندي لإنشاء سرد بصري مليء بالحكايات التاريخية، جنبًا إلى جنب مع تجاربه وملاحظاته الخاصة على رحلة الثورة".

بعض مقتنيات المهاتما غاندي

قال أنوج للصحيفة: "الهدف الأساسي من الكتاب هو أخذ المشاهد على درب هذه المسيرة، حيث يخبرنا النص أيضًا بما كان غاندي يحاول فعله. لم تكن المسيرة تتعلق بالضبط بالحصول على الاستقلال، بل كانت لها طبقات عديدة. كان الأمر يتعلق أيضًا بإحداث ثورة اجتماعية، وإظهار ما يمكن أن تكونه الهند الحرة التي يحلم بها".

أفكار ملهمة

وقالت الصحيفة: "من المهم للناس من جميع الأجيال أن يشرعوا في الحوارعما مضى. وهذا ما يفعله هذا الكتاب بشكل أساسي. يجب أن تكون هناك نقاشات حول ما يعنيه غاندي للهند والعالم اليوم، فلا يحتاج المرء إلى الموافقة على كل شيء. لكن هذه المناقشات يجب أن تحدث. وغاندي كفكرة بحد ذاته من القوة بمكان ليستمر وتناقش أفكاره من الجميع ومن الفنانين والأكاديميين والمفكرين بطرق مختلفة".

المهاتما غاندي في طليعة مسيرة الملح

في عام 1858 تمكنت أساطيل بريطانيا من إخضاع شبه القارة الهندية ووضعها تحت سلطة حكمها الاستعماري، لتبدأ بعد ذلك سنّ قوانين تسلطية، من ضمنها قانون احتكار استخراج الملح وبيعه، حيث فرضت على كل من يخرق هذا الاحتكار من الهنود عقوبة السجن، ومع قدوم غاندي تبلورت فكرة الثورة الحرة السلمية لتبدأ مسيرة الاستقلال الذي تحقق بالفعل بعدها.