الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مفتي الجمهورية لطلاب جامعة قناة السويس: العالم يحتاج إلى مصر في كل التخصصات.. وهناك هجمة شرسة من الأفكار المغلوطة وعلينا مقاومتها بالعلم

مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية

مفتي الجمهورية في ندوة مع طلاب جامعة قناة السويس:

- النبي صلى الله عليه وسلم أول من مكَّن الشباب  
- الشباب يحتاج إلى صبر في الحياة والتعلم والتأهيل 
- هناك هجمة شرسة من الأفكار المغلوطة وعلينا مقاومتها بالعلم
- الإسلام لا يريد الشكل إنما يريد الجوهر والمضمون 
- العالم يحتاج إلى مصر في كل التخصصات 
- تنبهنا إلى خطر الطلاق المبكر وأطلقنا مبادرات لعلاجه

 

شارك الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، اليوم في ندوة الشباب وبناء الأوطان، التي استضافتها جامعة السويس، حيث رحب الأستاذ الدكتور السيد الشرقاوي، رئيس الجامعة بفضيلة الدكتور شوقي علام، لحضوره في رحاب جامعة السويس وتلبية الدعوة للحديث حول "دَور الشباب في بناء الأوطان".

وفي بداية الندوة أكد مفتي الجمهورية، أن السويس بلد صامد أَبِيٌّ قدَّم تضحيات كثيرة في سبيل الوطن، مشيرًا إلى أن الشباب هم الثروة الحقيقية لأي وطن، وموضحًا أن النبي صلي الله عليه وسلم بُعث في سن الأربعين والشباب آمن به، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أول من مكَّن الشباب، وهناك أمثال كثيرة، منها: الصحابي أسامة بن زيد وغيره الكثيرون. 

وأضاف المفتي أن الشباب يحتاج إلى صبر في الحياة والتعلم والتأهيل، والقرآن علمنا قصة أصحاب الكهف، والهدف من القصة هو التحلي بالصبر والأمل، مؤكدًا أن هناك هجمة شرسة من الأفهام المغلوطة، وأننا نعيش في عصر سيولة المعلومات وثورة الاتصالات، لكن هناك أشخاص يحاولون بث الأفكار المغلوطة، ويفسرون النص بما يحقق أغراضهم. 

وأوضح المفتي أننا يجب أن نقاوم هذه الأفكار بالعلم، والهدف من تحصيل العلم ليس النجاح في الجامعة فقط، بل التفوق في كافة التخصصات، والارتقاء بالإنسان والعمران والأوطان، فإن "الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه". 

كما أوضح أن العلم هو الحصن الذي يحمي الإنسان من الوقوع في براثن الفكر المتطرف، ومن دون العلم لا يمكن أن نواجه التحديات الكثيرة التي نمر بها. 

وشدَّد المفتي في محاضرته على أن الإسلام لا يريد الشكل، إنما يريد الجوهر، ومضمون الإسلام يركز على القلب، كما أن القرآن يركز على القلب السليم المتحلي بكل الفضائل، والرسول أعطانا أوصاف الخوارج ونعتهم بأنهم "سفهاء الأحلام". 

وقال المفتي: "إن هناك فرقًا بين العلم والمعلومات، فالعلم منهج، ويحتاج إلى وقت وتدرج قويم، وبعد تحصيل العلم لا بد من التدريب والتأهيل"، مشيرًا إلى أن الإقبال على مصر والحاجة إليها شديدة جدًّا في العالم، فالعالم يحتاج إلى مصر في كل التخصصات حتى في مجال حفظ المخطوطات والتدريب والتأهيل، موضحًا أنه لمس تلك الأمور بنفسه خلال زيارته الأخيرة للبوسنة والهرسك.

وفي سياق متصل، تحدث المفتي عن تجديد الخطاب الديني استجابة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها"، مشيرًا إلى أن معنى التجديد ليس التبديد والتضييع، ولكن توصيل الدين في شكله الحضاري، وتصحيح المسار وتقديم الدين في ثوب العصر.

في الإطار ذاته قال مفتي الجمهورية: "إننا في أمسِّ الحاجةِ إلى كافة الجهودِ التي تَهدُفُ إلى النهوض بالأمة ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية في سبيل الوصول بأبنائها إلى دوام الأمن والاستقرار والرفاهية". 

وحول الأسرة المصرية وحمايتها قال فضيلة المفتي: "تنبهنا في دار الإفتاء إلى خطر الطلاق المبكر؛ لذلك أنجزنا جملةً من المبادرات لعلاج هذه الظاهرة، منها دورات المقبلين على الزواج، وهذه الدورات لا تغطي الجانب الشرعي فقط، ولكن يدخل فيها الجانب النفسي والاجتماعي، ونتعاون أيضًا مع الوزرات المعنية مثل مبادرة مودة في وزارة التضامن".

وأضاف أنه في إطار الطلاق نفسه وجدنا إشكالات في الأسرة، ففتحنا مركز الإرشاد الزواجي، وهناك لجنة مشتركة من الطب النفسي والمتخصص في الشريعة وغيرها من الجوانب، ونجحنا في دار الإفتاء في احتواء الكثير من المشكلات الأسرية. 

وأكد على أهمية دَور الشباب في بناء المجتمعات، وأن الأمم تُبنى بسواعد الشباب، مشددًا على أن الشباب هم عماد أي أمة من الأمم، وسر نهضتها وبناة حضارتها، وهم حماة الأوطان والمدافعون عن حياضها؛ ذلك لأن مرحلة الشباب هي مرحلة الطاقة والحيوية المتدفقة والعطاء.

كما تطرق إلى الحديث عن الإسلام والشباب، وكيف اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم بالشباب اهتمامًا كبيرًا؛ مشيرًا إلى أنهم كانوا الفئة التي وقفت بجانبه في بداية الدعوة، فأيدوه ونصروه ونشروا دعوة الإسلام وتحملوا في سبيل ذلك المشاق والأهوال، كما كان صلى الله عليه وآله وسلم يثق بالشباب ويعتمد عليهم في أداء المهمات الثقال، مثل (أسامة بن زيد- علي بن أبي طالب).

وأضاف المفتي أن الرسول صلى الله عليه وسلم، حث الشباب على أن يكونوا أقوياء في العقيدة، أقوياء في البنيان، أقوياء في العمل، حيث قال: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ". غير أنه عليه الصلاة والسلام نبَّه إلى أن القوة ليست بقوة البنيان فقط، ولكنها قوة السيطرة على النفس والتحكم في طبائعها، فقال: "لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِى يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ". وبهذا عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على إعداد الشباب وبناء شخصيتهم القوية؛ ليكون الشباب مهيئًا لحمل الرسالة، وأقدر على تحمل المسئولية، وأكثر التزامًا بمبادئ الإسلام.

هذا، وقد تطرقت كلمة فضيلة المفتي إلى أهمية بناء الوعي، حيث أوضح فضيلته أن أول الطريق للحفاظ على الشباب هو الالتفات إلى أهمية تنمية الوعي لديهم، وأن مفهوم الوعي في حقيقته يدور حولَ الإدراكِ الدقيق والحقيقي؛ إدراكِ الذات، وإدراكِ المتغيرات التي تُحيط بالإنسان، والوعي بهذا المفهوم هو صفةٌ إسلاميةٌ أصيلة وعامة؛ ذلك أن الشريعة الإسلامية قد أَسَّست للوعي بمفهومه الشامل، فبيَّنت حقيقة الذات البشرية، والكون المحيط، وعلاقة الإنسان بذلك الكون.

وتابع: "تزييف الوعي وتضليل العقل أخطر على الشباب من جميع مُغيِّبات العقل ومُذهِبَات الفهم كالمخدرات وغيرها، فغياب الوعي من أكبر الأخطار المهددة لهم؛ وهذا هو ما يعلمه أعداءُ الأمة وأعداء البشرية من حماة التطرف والإرهاب، فيستخدمونهم بابًا لتسريب أفكارهم ومِعوَلًا لهدم أساس الأمة وبنائها".

وأوضح أن الوعي نوعان: وعي صحيح ووعي زائف. ومن هنا وجب علينا أمران: أن نبين زيف الأفكار والمعتقدات الهدامة من جهة، ونقيم الوعي الصحيح البنَّاء في مقابلة الوعي غير البنَّاء من جهة أخرى. وشدد على أن تنمية الوعي لا تقف عند حدود الفكر فقط، وإنما تمتد إلى الأخطار التي تُهدد الشباب في صحتهم وفي انتمائهم، وأن علينا جميعًا العمل على زيادة الوعي ومراقبة الشباب وتحصينهم من تلك الأفكار؛ لكونهم صيدًا ثمينًا للجماعات المتطرفة.

ولفت فضيلة المفتي النظر إلى أن الأسرة المصرية أولًا ثم مؤسسات الدولة المعنية بأمور النشْء والشباب ثانيًا، يقع عليهما واجبُ الحفاظ على الشباب من كافة هذه المخاطر. ويبدأ ذلك بتنشئة الأجيال داخل الأسرة تنشئة سليمة، وقيام المدرسة بدورها، موضحًا أن لمؤسسات الدولة دورًا مهمًّا في الحفاظ على الشباب بأن تتكاتف لصد هجمة التطرف والإرهاب الشرسة التي تحاول استقطاب الشباب.

وأما من جانب تحصين الشباب، فعلى المؤسسات الدينية عبء كبير في احتواء الشباب ووضعهم على الطريق الصحيح، وترسيخ مفاهيم وسطية الإسلام واعتداله، ومراجعة ما يُنشَر ويُبَث من مواد دينية بشكل مباشر أو غير مباشر.

كما أن من أسباب الوقاية تنمية روح الانتماء في قلب الشباب، وتوعيتهم بأهمية الوطن وتفعيل دورهم في بنائه وتعميره، ولا ريب أن إقامة مشروعات طموحة تستوعب طاقات الشباب وتمكِّن لإبداعهم وتُعبِّر عن طموحهم، من أهم الخطوات الإجرائية التي تحمي الشباب.

مفتي الجمهورية في ندوة بجامعة قناة السويس
مفتي الجمهورية في ندوة بجامعة قناة السويس
مفتي الجمهورية في ندوة بجامعة قناة السويس
مفتي الجمهورية في ندوة بجامعة قناة السويس
مفتي الجمهورية في ندوة بجامعة قناة السويس
مفتي الجمهورية في ندوة بجامعة قناة السويس
مفتي الجمهورية في ندوة بجامعة قناة السويس
مفتي الجمهورية في ندوة بجامعة قناة السويس
مفتي الجمهورية في ندوة بجامعة قناة السويس
مفتي الجمهورية في ندوة بجامعة قناة السويس