EN 
هل الإجازة من العمل يوم الجمعة مخالفة لأمر إلهي؟ ..
بين الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أنواع الأمر في القرآن الكريم، من خلال بيان الأحكام المتعلقة بـ يوم الجمعة، مؤكداً أن الأمر على نوعين ملزم وغير ملزم.
السعي وطلب الرزق يوم الجمعة
ولفت “الجندي” خلال برنامجه "لعلهم يفقهون" المذاع على فضائية دي ام سي، إلى أن موقف الإمام علي بن أبي طالب في صلح الحديبية حينما قال له النبي "امحها يا علي" لم يكن رفضاً أو تمرداً على أوامر النبي، بل كان ذلك تصوراً أن الأمر على سبيل الندب والتخيير، وهو ما حدث من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حينما قال النبي في مرضه الذي اشتد به مروا أبا بكر فليصل بالناس، فأرادت أن تصرف الأمر عن أبيها، وتصورت أيضاً أنه أمر للندب فقالت: مروا عمر فليصل، لكن حينما استفاق النبي من غيبوبته قال: مروا أبا بكر ونظر إلى عائشة لكي يعلم الجميع أنه أمر على الإلزام.
وأشار إلى أن الأوامر على نوعين يفهمها السامع بالسياق والقرينة، إما ملزم أو غير ملزم، وذلك رغم مجيئه بصيغة الأمر، ومنها قوله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون"، ونوع غير ملزم:" فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِى ٱلْأَرْضِ وَٱبْتَغُواْ مِن فَضْلِ ٱللَّه"، فليس في الثانية ما يلزمك بالعمل يوم الجمعة، وهنا نرد على من يقول أن العمل يوم الجمعة يخالف الأمر الإلهي بالسعي إلى الرزق والبيع والانتشار عقب صلاة الجمعة.
التوقف عن الجدل
ودعا الشيخ خالد الجندي، رواد التواصل الاجتماعي بمختلف وسائله التوقف عن الجدل والسعي قدماً نحو العمل ودفع عجلة الإنتاج، مستنكرا تضخيم الأمور أكثر من حجمها.
وقال الجندي خلال برنامجه "لعلهم يفقهون"، المذاع عبر فضائية "دي إم سي": "إذا أراد الله بأمة سوءً رزقهم الجدل ومنعهم العمل"، لافتاً إلى أن حوالي 95% من الخلافات التي تقع بين الناس تعد من صغائر الأمور التي لا يجب الوقوف عندها كثيرًا، مطالبًا بتطبيق مقولة "امحها يا علي" الذي قالها الرسول، صلى الله عليه وسلم، لعلي ابن أبي طالب يوم كتابة اتفاقية الحديبية بين المسلمين والمشركين.
ونوه الجندي إلى أن "امحها يا علي" هي الاهتمام بالأهداف قبل الوسائل، وهي التي تصلح المجتمع إذا طبقناها على البيت والمسكن والمجتمع، منوهًا إلى أن صلح الحديبية ترتب عليه فتح مكة بسبب العقد الذي طالب فيه الرسول علي بمحو "رسول الله".
"امحها يا علي"
وتعود واقعة "امحها يا علي" إلى صلح الحديبية الذي كان بين كفار قريش وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ حتى يحج المسلمون البيت الحرام، اختار المشركون سفيراً لهم، وهو : سهيل بن عمرو لعقد الصلح ، وبعد الاتفاق على قواعد الصلح ، قال صلى الله عليه وسلم : ( هات اكتب بيننا وبينك كتاباً) فدعا الكاتب، وهو علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال : تكتب بعد باسمك اللهم : هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله وسهيل بن عمرو ، فاعترض سهيل بن عمرو وقال : والله لو نعلم أنك رسول الله ماصددناك عن البيت، ولكن اكتب محمد بن عبد الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا علي : امحها يا علي، واكتب محمد بن عبد الله ، فقال علي رضي الله عنه : والله لا أمحها أبداً يارسول الله ، فقال صلى الله عليه وسلم : هاتها يا علي، فمحاها بيده عليه الصلاة والسلام ؛ لأنه يعلم تماماً أن علي لن يمحو كلمة رسول الله.
