الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

والله زمان ياولادي

كريمة أبوالعينين
كريمة أبوالعينين

تخيل معى كما تخيلت أنا مؤخرا أن مصر دولتنا تمثلت لنا فى جسد سويّ وروح ناطقة.. تخيلها ماذا ستقول لنا فى هذه المرحلة الغريبة على مجتمعنا وأخلاقنا وحياتنا كلها.. تخيل مصر وهى تتحدث عن حادثة الإسماعيلية وردة فعلها من أبنائها وهم فاقدي النخوة كل ما يفعلوه التقاط الصور وبث الفيديوهات لواقعة قذرة من مجموعة أقذر؟ تخيلها وهي ترى الشباب فى تنمره وتحرشه وإسفافه وعدم وعيه بمشاكل وطنه وتعامله مع عظام الأمور بمهانة وعدم مبالاة؟

 

تخيلها وهي ترى الفتيات متخبطات بين قيم قديمة وواقع مخزٍ يجعلهن إما يتنازلن وإما يرفضن فيعدن إلى المربع صفر؟ تخيلها وهي ترى ارتفاع حالات الطلاق بنسب مخيفة مما يهدد استقرار المجتمع برمته؟

 

تخيلها وهى ترى بعين رأسها ما وصل إليه حال التعامل فى الجهات الحكومية من تسيب ورشى ومحسوبيات؟ تخيلها وهي ترى مهرجانات مقامة رصيدها المزيد من التعري والتفاخر بالحرية على الطريقة الباتنجانية؟ تخيلها وهى تسمع الأغانى الهابطة المقززة بعدما كانت تسمع وتُسمِع القمم والآهات والشجن؟

 

تخيل مصر وهى ترى كل هذه الآفات التي تحجب أو ربما تجعل من ظهور الطيبات أمرا صعب الرؤى ، فالسيئ المتزايد جعل من أعمال الرجال من بناء وتشييد وعمران وحب ومحبة يبدون فى وسط هذه الآفات تبدو ضئيلة مهما عظمت لأن السيئ كالطوفان يكتسح معه كل ما هو طيب وحسن.

 

تخيلوا مصر وهى تتمنى أن تسمع صوت محبيها وهم يعملون من أجل رفعتها وبناء حضارة جديدة أن لم تماثل القديمة فهى مكملة لما فعله القدماء؟ مصر فى تمنيها سماع أصوات مريديها ومحبيها كان العائق هو ذلك الزبد الذي يعلو المشهد ويذبذب عما فيه وبمن فيه.

 

مصر إن  تمثلت شخصا ورأت وسمعت فمن المؤكد أنها ستخرس الفاسدين وتفسح المجال والمكان للصالحين، مصر أن أصبحت روحا جلية فستأخذ بيد الوطنيين وتضرب بشدة على يد المارقين الأفاقين! مصر إن كان مقدرا لها أن تتمثل فى خيال كل منا بشرا سويا فستكون ملكا يقرب إليه المتوكلين الراضين وستبعد المتواكلين الأفاقين المحبطين.

 

فيا مصرنا إعطنا فرصة تصليح أوضاعنا قبل أن نخجل مما أصبحنا عليه فبعضنا أصبح لا يليق بكونه ابنا لأم الدنيا والمصريين.