الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مأساة الفرار تتجدد.. التفاصيل الكاملة لأزمة المهاجرين تتفاقم بين بولندا وبيلاروسيا

أزمة الحدود بين بولندا
أزمة الحدود بين بولندا وبيلاروسيا

تشهد أوروبا أزمة هجرة جديدة، بعدما وصل مئات المهاجرين من بيلاروسيا إلى حدود بولندا، ما يهدد أمن الاتحاد الأوروبي بالكامل حسبما قالت وارسو.

وتعرضت كل من بولندا وليتوانيا ولاتفيا، الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والناتو، إلى زيادة في عدد المهاجرين الذين يحاولون دخول بلدانهم بشكل غير قانوني من بيلاروسيا في الأشهر الأخيرة، إذ يفد الكثير منهم من منطقتي الشرق الأوسط وآسيا.

وهذا ما أعلنته هيئة الحدود الحكومية البيلاروسية، أمس الاثنين، قائلة إن مجموعة كبيرة من اللاجئين القادمين من دول آسيا وإفريقيا توجهت نحو حدود البلاد مع بولندا.

وأكدت الهيئة أن الوضع على الحدود يبقى متوترا جدا بسبب إقامة نحو ألفي لاجئ بينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال هناك، ومحاولة بعض اللاجئين تجاوز السياج السلكي المقام على الحدود من قبل السلطات البولندية.

من جانبها، قالت وزيرة الداخلية الليتوانية أغني بيلوتايتي، إن بلادها ترسل قوات إلى الحدود مع بولندا وبيلاروس.

وأعلنت بولندا كذلك نشر قوات على حدودها مع بيلاروس، متهمة بتورط الجيش البيلاروسي بارتكاب انتهاكات على حدودها وضلوعه في أزمة الهجرة.

اتهامات لا أساس لها

وعلقت وزارة الدفاع البيلاروسية، على الاتهامات البولندية، قائلة في بيان إن الجانب البولندي، يقوم بتسييس الوضع عن عمد.

وأضاف البيان: "تعتبر وزارة الدفاع البيلاروسية، اتهامات الجانب البولندي لا أساس لها وعديمة الصحة".

وشدد البيان، على أن وزارة الدفاع البولندية لا ترغب في إيجاد حل بناء للقضية وتقوم عن عمد برفع حالة الصراع الحالية إلى المستوى السياسي، مؤكدة أن وارسو لم تقدم أي دليل مسجل عن صحة هذه المزاعم.

وعلى خلفية الأزمة، استدعت وزارة الدفاع البيلاروسية، اليوم الثلاثاء، الملحق العسكري البولندي بعد اتهامات بلاده بشأن تورط عسكريين بيلاروسيين في زيادة تدفق المهاجرين على حدودهم.

ردود أوروبية غاضبة

من جانبها، اتهمت المفوضية الأوروبية، رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، بإغراء المهاجرين بوعد كاذب بالدخول السهل إلى الاتحاد الأوروبي كجزء من "نهج غير إنساني على غرار العصابات".

ويوجد حوالي ما لا يقل 2000 مهاجر على حدود بيلاروسيا مع بولندا.

وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو "فور وصولهم يتم دفعهم إلى الحدود وإجبارهم على الدخول بشكل غير قانوني إلى الاتحاد الأوروبي".

فيما نفى رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو افتعال المشكلة، مؤكدا أن بلاده لن تخضع أمام أوروبا في قضية المهاجرين.

ووصف مهاجرون كيف صادرت السلطات البيلاروسية هواتفهم ودفعتهم نحو السياج الحدودي، وانخفضت درجات الحرارة خلال الليل على الحدود إلى ما دون الصفر، وتوفي عدد من المهاجرين بالفعل.

وقال شوان كرد، البالغ من العمر 33 عاما، ومن العراق لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "لا أحد يسمح لنا بالدخول إلى أي مكان ، بيلاروسيا أو بولندا".

وأضاف: "لا توجد طريقة للهروب"، مؤكدا أن "بولندا لن تسمح لهم بالدخول وكل ليلة يقودون طائرات هليكوبتر. لا يسمحون لنا بالنوم. نحن جوعى للغاية. لا يوجد ماء أو طعام هنا. هناك أطفال صغار، رجال ونساء وعائلات".

ونشرت بولندا قوات إضافية بعد أن حاولت الحشود قطع السياج الحدودي أمس الاثنين. وقال حرس الحدود إنه جرت أكثر من 300 محاولة للعبور بشكل غير قانوني.

وحذرت الحكومة من تصعيد "مسلح" محتمل على حدودها مع روسيا خشية أن تحاول جارتها إثارة مشكلة.

وقال رئيس إدارة الأمن القومي البولندي، ستانيسلاف زارين، إن المهاجرين كانوا تحت سيطرة الوحدات المسلحة البيلاروسية.

فيما ذكر نائب وزير الخارجية بيوتر وورزيك الاثنين إن "بيلاروسيا تريد أن تتسبب في حادث كبير وتفضل أن يكون ذلك بإطلاق أعيرة نارية وسقوط ضحايا".

وانتقد الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الأمر، قائلين إن بيلاروسيا هي من تتولى تنسيق المشكلة.

وتتهم بروكسل الرئيس البيلاروسي بإثارة التدفق انتقاما من عقوبات الاتحاد الأوروبي التي فُرضت بعد إعادة انتخابه التي فقدت مصداقيتها على نطاق واسع وما تلاها من قمع للاحتجاجات الجماهيرية.

فيما أعرب الكرملين عن أمل موسكو بألا يؤدي التوتر الناجم عن تراكم أعداد كبيرة من المهاجرين على حدود بيلاروس مع بولندا إلى ظهور تهديدات على أمن روسيا.

وفي تصريحات صحفية، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف اليوم الثلاثاء: "نرى أن الخبراء البيلاروسيين يعملون بمسؤولية، ونأمل ألا يتخذ هذا الوضع بأي حال من الأحوال شكلا يهدد أمننا".

وأضاف بيسكوف أن هناك تنسيقا مستمرا بين مينسك وموسكو حول هذا الموضوع، بما في ذلك بين الأجهزة الاستخباراتية الروسية والبيلاروسية.

ونقلت وكالة الأنباء البيلاروسية عن وزير الخارجية فلاديمير ماكي قوله إنه سيناقش الأزمة مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو غدا الأربعاء.

من جهتها، طالبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين بفرض عقوبات إضافية على بيلاروسيا بسبب الوضع القائم على الحدود البيلاروسية البولندية. وقالت مساء الاثنين إنه يجب على بيلاروسيا أن توقف "الاستغلال المتبلد للمهاجرين".

وأكدت إيلفا جوهانسون، مفوضة الشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد يجب أن يكون "حازمًا وموحدًا" ضد إدارة رئيس بيلاروسيا ومحاولاته المستمرة لزعزعة استقرار الكتلة.