الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أريانا.. مصير غامض بعد عودة طالبان إلى حكم أفغانستان

أريانا  التاريخية
أريانا التاريخية هى واحدة من أربع دور سينما فقط في كابول


تبرز الخطوط الرائعة على طراز الستينيات من سينما أريانا في وسط مدينة كابل والتي كانت على مدى عقود ترفه عن الأفغان وتشهد على حروب أفغانستان وآمالها وتحولاتها الثقافية.

ويتم الآن تجريد السينما من ملصقات أفلام بوليوود والأفلام الأمريكية التي كانت تزين البوابات المغلقة.

وبعد سيطرتها على السلطة قبل ثلاثة أشهر، أمرت حركة طالبان أريانا ودور السينما الأخرى بالتوقف عن العمل. ويقول المسلحون الإسلاميون الذين تحولوا إلى حكام إنهم لم يقرروا بعد ما إذا كانوا سيسمحون بعرض الأفلام في أفغانستان.

ولا يزال موظفو السينما، وجميعهم من الرجال، يحضرون إلى العمل على أمل أن يحصلوا على رواتبهم في نهاية المطاف.

وأريانا التاريخية هي واحدة من أربع دور سينما فقط في العاصمة، مملوكة لبلدية كابل، لذلك يتبع عمالها للحكومة.

ولا يسمح حتى لمديرة أريانا، أسيتا فردوس، وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب، بدخول السينما. وأمرت طالبان الموظفات الحكوميات بالابتعاد عن أماكن عملهن حتى لا يختلطن بالرجال، إلى أن يقرر ما إذا كان سيسمح لهن بالعمل.

وفردوس البالغة من العمر 26 عاما هي جزء من جيل ما بعد عام 2001 من الشباب الأفغان العازمين على تخصيص مساحة أكبر لحقوق المرأة، لكن استيلاء طالبان على السلطة بدد آمالهم.

وخلال فترة حكم طالبان السابقة من 1996 إلى 2001، فرضت تفسيرا متشددا للشريعة الإسلامية يمنع النساء من العمل أو الذهاب إلى المدرسة، أو حتى مغادرة المنزل في كثير من الحالات، ويجبر الرجال على إطلاق اللحى وحضور الصلاة. وحظروا الموسيقى وغيرها من الفنون، بما في ذلك الأفلام والسينما.

وتحت ضغط دولي، تقول طالبان الآن إنها تغيرت، لكنها مواقفها لا تزال غامضة.

وتم افتتاح أريانا في عام 1963. وعكست هندستها المعمارية الأنيقة الروح التحديثية التي كانت تحاول الملكية الحاكمة آنذاك جلبها إلى البلاد المحافظة.

وتذكر زيبا نيازاي المقيمة في كابل كيف كانت ترتاد رفقة زوجها أريانا في أواخر الثمانينيات، خلال حكم الرئيس نجيب الله المدعوم من الاتحاد السوفيتي، عندما كان هناك أكثر من 30 دار سينما في جميع أنحاء البلاد.

وقالت نيازاي، وهي الآن في أواخر الخمسينات من العمر: "لم يكن مفروضا علينا الحجاب في ذلك الوقت، وكان العديد من الأزواج يذهبون إلى السينما، و"لم يكن هناك حتى قسم منفصل للنساء، كان يمكنك الجلوس أينما تريد".

وتضررت أريانا في الحرب بين حكومة نجيب الله والمسلحين الإسلاميين الذين أطاحوا بالحكومة في 1992، قبل أن ينقلبوا على بعضهم في صراع على السلطة دمر كابل وقتل آلاف الناس.

وتركت السينما في حالة خراب لسنوات عندما استولت طالبان على السلطة في 1996، قبل أن يعاد ترميمها في 2001 بعد إسقاط الولايات المتحدة لحكم طالبان، وساعدت فرنسا في إعادة بناء السينما في 2004، وعادت أريانا إلى توهجها من جديد.

وكانت الأفلام الهندية وأفلام "الأكشن" تلقى رواجا، كما ساهمت السينما في التعريف بالأفلام الأفغانية.

وكان حضور النساء قليلا، لكن مع مجيء فردوس، مديرة للسينما، عملت على جعل أريانا أكثر ترحيبا بالنساء، وخصصت لهن مكانا في القاعة تحرسه نساء.

لكن مع عودة طالبان للسلطة توقفت السينما وتلقى بعض الموظفين الذكور جزءا من أجورهم، لكن فردوس لم تعد تتلقى راتبها.

وفي انتظار موقف طالبان من السينما، يقول إينان الله أماني، المدير العام للإدارة الثقافية ببلدية كابل إنه إذا حظرت طالبان الأفلام فإن موظفي أريانا يمكن نقلهم إلى وظائف بلدية أخرى، أو يمكن فصلهم.