الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لعبة الدومينو والأزمة العالمية

صدى البلد

لا حديث للعالم كله الآن إلا عن موجة من غلاء الأسعار والتضخم التي سيواجهها العالم كله بلا استثناء، وبدأت آثارها على معظم دول العالم.

هذا الأسبوع؛ نشرت جريدة “فيننشال تايمز” تقريرا مطولا حول ما يحدث في العالم من تضخم كبير وأنه سيكون مثل قطعة الدومينو يبدأ بارتفاع أسعار الطاقة ثم يتوالى انهيار باقي السلع، وهو التشبيه الذى أطلقه الرئيس الأمريكي جو بايدن لهذه الأزمة العالمية التى تبدأ بسقوط قطعة واحدة من لعبة الدومينو تسقط بعدها جميع القطع، بمعنى أن العالم كله سينهار بسبب هذه الأزمة، مما أدى إلى أن كثيرا من الدول اتخذت إجراءات، بدأتها الصين بتوجيه نداء إلى مواطنيها لتخزين السلع الأساسية ومصارحتها ـ وهذه المصارحة سابقة هي الأولى من نوعها في الصين ـ  أنها تواجه أزمة كبرى، وأن هذه الأزمة ستتزايد خلال الفترة القادمة، مما أدى إلى رعب عالمي وارتباك حول كيفية مواجهة الأزمة، التي أرغمت أمريكا على إعلان أقصى درجات الاستعداد للمواجهة وتضغط على الأوبك لزيادة الإنتاج لتقليل سعر برميل البترول، فقد قفزت أسعاره بيعه للمستهلك في الولايات المتحدة بصورة مخيفة، وهو ما انعكس على معدل التضخم الذى تؤكد “فيننشال تايمز” أنه ارتفع في أمريكا منذ أكتوبر الماضي  بأسرع وتيرة منذ ثلاثة عقود مع انتشار تداعياته وتصدعاته وضغوطه التضخمية في جميع صروح الاقتصاد، مما وضع إدارة بايدن في ركن حلبة المصارعة في موقف دفاعي وزادت احتمالات قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بدءا من العام المقبل!

لكن ماذا عن آثار هذا الإعصار العالمى على الاقتصاد المصرى، وكيف استعدت مصر؟

مصر أعلنت عن الأزمة وبدأت اتخاذ خطوات لمواجهتها مثل زيادة السلع الغذائية وإنشاء مصانع للأغذية وخطوط إنتاج جديدة ومزارع للأسماك وتأمين مخزون استراتيجي يكفي البلاد لمدة طويلة وتوفير منتجات اللحوم والألبان.

نثمن يقظة مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي لاتخاذ الإجراءات الاستباقية لكي نحمي الغذاء ونحمي الاقتصاد المصري. 

المعروف أن الطريق الوحيد للنجاة هو الاكتفاء الذاتي سواء على مستوى مصر أو على مستوى قارة أفريقيا التي تمتلك الكثير من الثروات الغذائية والحيوانية والمناجم وأراضيها الشاسعة التي لم تستغل حتى الآن، قد تكون هذه الخطط تأخرت ولكن لا شيء مستحيل.

الأزمة يستعد لها العالم كله، ونحن أيضا نستعد لها، ولكن لا بد من حملات توعية كبيرة لترشيد الاستهلاك والاكتفاء الذاتي والاستعداد بكل الوسائل، نحتاج إلى رفع درجة الوعي.