الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما حكم معاشرة الزوجة كل 4 أشهر لظروف السفر؟ هل يجوز للخاطب تفتيش هاتف خطيبته وقراءة الرسائل؟ ما حكم تربية القطط في المنزل؟ أمي صعب إرضاؤها وتدعو علينا دائما فهل يستجيب الله لها؟

فتاوى وأحكام
فتاوى وأحكام
  • ما حكم معاشرة الزوجة كل 4 أشهر لظروف السفر؟
  • هل يجوز للخاطب تفتيش هاتف خطيبته وقراءة الرسائل؟
  • ما حكم تربية القطط في المنزل؟
  • أمي صعب إرضاؤها وتدعي علينا دائما فهل يستجيب الله لها؟

 

نشر موقع “صدى البلد” خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى والأحكام التى تشغل بال الكثير، نستعرض أبرزها في التقرير التالي.

وأجاب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى في دار الإفتاء، على حكم معاشرة الزوج لزوجته كل أربعة أشهر بسبب السفر، منوها إلى أن هذا السؤال من الأسئلة الغريبة والتي تضيق على المسلم نفسه، فهو مسافر وبالتالي فلو قدر على اصطحاب زوجته معه في السفر فليفعل، فإن لم يستطع فله أن يقطع السفر إن أراد.

وتابع: “الأمور الخاصة ليس لها مؤقت وكأنها موعد دواء يجب أن تتم في هذا الوقت”، منوها إلى أن هذا الأمر لا يتم بهذه الآلية ولكن مبني على التوافق والرغبة والإنسجام، فلو تضرر أحد فيتم محاولة رفع هذا الضرر، وإن لم يتضرر أحد فلا حرج.

وتحدث أمين الفتوى في دار الإفتاء، عن قصة سيدنا عمر وإرساله إحدى النساء تسأل مثيلاتها عن الوقت الذي تستحمله الزوجة بعيدة عن زوجها، وكم تصبر الزوجة على زوجها؟ فكانت الإجابة أقصى مدة هي أربعة أشهر، فأمر بعودة الجنود كل أربعة أشهر لزوجاتهم، لافتا إلى أن هذه القصة ليست مؤكدة وحتى لو كانت مؤكدة فهي ليست معيارا، فهو بحث عن أمر يضبط الإجازة الدورية للجنود.

وأوضح أن الإنسان ليس عنده موسم تزاوج يفعل العلاقة في وقت ويتركها في آخر، فالأمر متعلق بالحالة المزاجية والرغبة فيها من عدمها.

 

حكم هجر الزوج لزوجته

كما ورد سؤال لدار الإفتاء تسأل صاحبته عن حكم هجر الزوج لزوجته الأولى لزواجه  بأخرى، فتقول “ما حكم هجرالزوج لزوجته الأولى لزواجه بأمرأة اخرى؟”.

وقال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن هجر الزوج لزوجته أمر لا يجوز شرعا وسيحاسب عليه وذلك لقول الله تعالى « وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا » (19) سورة النساء .

وأضاف خلال رده على سؤال “ما حكم هجر الزوج لزوجته الأولى لزواجه بأخرى إرضاءً لها؟”، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال «اتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ، وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ» رواه مسلم، مشيرا إلى أنه من رضي بشىء رضي بما يتولد عن الشيء، فمن رضي بالزواج فعليه أن يلتزم بكل الالتزامات المطلوبة منه في الزواج.

 

هل يجوز للخاطب تفتيش هاتف خطيبته وقراءة الرسائل؟

تلقى الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤالا يقول صاحبه: “عندي غيرة على من أخطبها، فأقوم بتفتيش التليفون وأقرأ الرسائل والمحادثات وهكذا، وفي غالب الحالات تتم فسخ الخطبة بسبب ذلك ، فهل يجوز فعلي هذا؟”.

وأجاب الدكتور مجدي عاشور عن السؤال قائلا إن الخطوبة تبنى على الثقة وحسن ظن كل طرف بصاحبه؛ لأنه لا تتم الموافقة إلا بعد غلبة ظن كلٍّ منهما صلاح الآخر وأنه شريك المستقبل.

وأضاف مستشار المفتي عبر صفحته على موقع التواصل “فيس بوك” أن الشرع الشريف قرر وجوب صيانة شئون الناس وأحوالهم وأسرارهم ، ونهى عن الأمور التي من شأنها إحداث اختلال الثقة وفقدان حسن الظن واستبداله بسوء الظن وتتبع العورات والاعتداء على الحقوق والخصوصيات، فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا﴾ [الحجرات: 12]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّكَ إِنِ اتَّبَعْتَ عَوْرَاتِ النَّاسِ أَفْسَدْتَهُمْ، أَوْ كِدْتَ أَنْ تُفْسِدَهُمْ» رواه أبو داود.

وأكد أمين الفتوى أنه بناءً على ذلك لا يجوز للخاطب التفتيش في مراسلات ومحادثات مخطوبته، ولا أنْ يتتبَّع ذلك، بل ينبغي على كل طرف منهما إحسان الظن في صاحبه، ومَن ثارت في نفسه شكوكٌ تجاه الآخر فما المانع من مصارحته بالحكمة من أجل التفهم والإصلاح والنصح ليكون ذلك أحرى أن يؤدم بينهما إذا يَسَّرَ اللهُ لهما إتمامَ الزواج .

 

هل يجوز للخاطب رؤية شعر خطيبته؟

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الأئمة الأربعة أجازوا للخاطب أن يرى من خطيبته الوجه والكفين، واستدلوا على جواز ذلك بما روي عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاقٌ فَأَعْرَضَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ : ( يَا أَسْمَاءُ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتْ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلا هَذَا وَهَذَا ) - وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ.

وأوضح الشيخ علي جمعة، في فيديو بثه على قناته الرسمية على “يوتيوب”، ردًا على سؤال: “هل يجوز للخاطب أن يرى شعر خطيبته؟”، أن هناك إجماعا على فرضية حجاب المرأة بين جميع علماء المسلمين من أصحاب القبلة سلفًا وخلفًا سنة وشيعة.

وهاجم الدكتور علي جمعة بعض الصحفيين والإعلاميين الذي يزعمون عدم فرضية الحجاب، وأن بعضهم يدعي أن هناك من حصل على درجة الدكتوراه من جامعة الأزهر في إثبات عدم فرضية الحجاب.
وسخر عضو هيئة كبار العلماء مما يصفه بالافتراءات وأن كلامهم عن عدم فرضية الحجاب مما تضحك له الثكلى وتشيب له رأس الأقرع، مؤكدًا أن فرضية الحجاب أجمعت عليها الأمة المسلمة وإجماع الأمة مصدر من مصادر التشريع، مؤكدًا أن حجاب المرأة المسلمة فرض على كل امرأة بلغت الحلم.
وأشار إلى أن خلع الحجاب أمر مخالف للقرآن والسنة ومخالف للعفاف لكل قواعد أصول الفقه الذي بني عليه هذا الدين، مضيفًا بأن المرأة التي لم تلتزم بالحجاب وهي تعلم أنها مخطئة وعلى ذنب وتدعو الله أن يهديها وييسر لها العفاف هي آثمة لتفريطها في الحجاب لكن المصيبة الأعظم فيمن تركت الحجاب وتدعي أنه ليس بفرض ليوافق ذلك أهواءها.
وأكد مفتي الجمهورية السابق، أن رؤية الخاطب لخطيبت بما يعرف في الفقه بملابس المَهنة التي تكون بها في المنزل ويظهر منها نصف ساعدها أو ظهور شعرها؛ اتفق الأئمة الأربعة على حرمة ذلك وعدم جوازه، لافتًا إلى أنه لا يجوز للخاطب أن يرى من خطيبته سوى الوجه والكفين.
ولفت إلى أن من العلماء من أجاز أن يرى الخاطب خطيبته بملابس المَهنة، لافتًا إلى أن الورع والتقوى تتعارض مع هذا الرأي.

 

ما حكم تربية القطط في المنزل

ورد إلى الأزهر الشريف، سؤال عن حكم تربية القطط في المنزل، ويقول صاحبه: “هل يجوز لي أن أشتري قطة وأقتنيها في المنزل؟”.

وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن جمهور العلماء ذهبوا إلى جواز بيع وشراء وتربية القطط؛ لأنها من الحيوانات الطاهرة التي يُنتفع بها، فعَنْ كَبْشَةَ بِنْتِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ -وَكَانَتْ تَحْتَ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ- أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ، دَخَلَ فَسَكَبَتْ لَهُ وَضُوءًا، فَجَاءَتْ هِرَّةٌ فَشَرِبَتْ مِنْهُ، فَأَصْغَى لَهَا الْإِنَاءَ حَتَّى شَرِبَتْ، قَالَتْ كَبْشَةُ: فَرَآنِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَتَعْجَبِينَ يَا ابْنَةَ أَخِي؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:« إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّهَا مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ وَالطَّوَّافَاتِ».[أخرجه أبو داود].

 

ضوابط تربية القطط في المنزل

وينبغي الالتزام بعدة ضوابط عند اقتناء القطط في المنزل منها:

أولًا: الرحمة بها، وعدم تجويعها أو إيذائها؛ فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أن رسول الله ﷺ قَالَ: «دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ». [أخرجه البخاري]

ثانيًا: عدم الإسراف في نفقتها، كما يفعل بعض الناس؛ فيخرجون عن حد التوسط والاعتدال في الإنفاق على طعامها وعلاجها.

ثالثًا: ألا يترتب على اقتنائها ضرر، كأن تكون مفترسة، أو تتسبب في نقل عدوى أو حساسية للإنسان؛ عملًا بقول سيدنا رسول الله ﷺ: «لا ضرر ولا ضرار». [أخرجه ابن ماجه]

 

حكم إنفاق الأموال في تربية القطط

قال الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الإنفاق على تربية القطط ليس سفها، ولكن لا بد أن يكون هناك توازن في الإنفاق حتى لا يدخل فى دائرة السفه.

وأضاف خلال رده على سؤال: “هل إنفاق الأموال في تربية القطط سفه؟”، عبر البث المباشر لصفحة دار الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه يجب على المرء ان ينفق في سبيل الله وعلى الفقراء ويخرج الصدقات ومن ثم ينفق على الحيوانات لأنه تربية الحيوانات ومراعاتها شيء محمود ولكن الأولى الإنسان.

 

حكم تربية القطط

تربية القطط ليست من الأمور المحرمة على المسلم، حيث أجاز علماء الفقه الإسلامي للإنسان المسلم أن يتملّك المباحات ما لم يسبقه إلى تملّكها أحدٌ، كأن يأخذ شيئًا من الحطب أو الأخشاب من الشجر ونحوها، أو أن يأخذ قطةً ويربيها لديه، ويدخل ذلك الشيء في ملكه بوضع يده عليه ما لم يكن ملكًا لأحدٍ، وبناءً على ذلك فلا بأس في أن يربي الإنسان قطةً.

كما يباح له الاحتفاظ بها بشرط أن يُحسن معاملتها فلا يؤذيها، ويشترط له أن يطعمها أو يتركها تأكل من خشاش الأرض إن كان غير قادرٍ على توفير الطعام لها، لكن إذا ثبت ضررها؛ كأن تكون مصابةً بمرضٍ يمكن أن ينتقل للإنسان فلا ينبغي له حينها الاحتفاظ بها؛ لأنّ القاعدة الشرعية تقضي بأنّه: لا ضرر ولا ضرار.

 

أمي صعب إرضاؤها وتدعي علينا دائما فهل يستجيب الله لها؟

تلقى الدكتور مبروك عطية، الداعية الإسلامي، والعميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر فرع سوهاج سابقاً، سؤالا تقول صاحبته “أمي من الصعب أن نرضيها وتظل تدعي علينا دائما ونخاف أن يستجيب الله لها.. فماذا نفعل؟”.

وأجاب الدكتور مبروك عطية أنه ينبغي علينا أن لا نلتفت إلى أحد يهددنا بالدعاء، حتى لو دعا علينا آناء الليل وأطراف النهار، لأنه يدعو السميع العليم البصير.

وأضاف مبروك عطية: "ينبغي على السائلة أن تفعل ما يخلصها من الله من ناحية أمها، وإن شالله تجيب 10 معاها تأجرهم يدعوا عليكم فلن يستجيب الله لهم".

وأوضح أن هناك فرقا بين الدعاء وتلفيق التهم، فهناك شخص لم تفعل له شيئا ويلفقلك تهمة، فالقاضى معذور والضابط معذور لأنهما يحكمان بالظاهر، أما الله فهو بكل شيء عليم.

ونوه الداعية الإسلامي إلى أن “الأم قدر، فهناك أم طبيعية تدعو لأولادها حتى وإن أهملوا، وهناك أم غير طبيعية لا يعجبها العجب ولا الصيام فى رمضان ورجب، فماذا نفعل معها؟”.

وتابع مبروك عطية: “علينا أن نعمل ما يخلصنا من الله وهو على كل شيء رقيب، وتدعي علينا زي ما هى عاوزة، وولا دعوة واحدة ستكون مستجابة”.

وأشار مبروك عطية إلى أن “الدعاء يكون مستجابا لو قصرنا أو أهملنا فى حقها، أما لو جلسنا تحت قدميها وخدمناها قدر طاقتنا فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وتدعي زي ما هي عاوزة”.

 

حكم الدعاء على الأبناء

نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أن يدعو الإنسان على نفسه أو ولده أو ماله أو خدمه، ناصحة الوالدين بأن يدعوان لأولادهما بالهداية والخير، وروي عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ؛ لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ» رواه مسلمٌ وأبو داود واللفظ له.

والأبناء من زينة الحياة الدنيا، كما قال الله تعالى: «الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا» ( الكهف: 46)، وهم قرة عين الوالدين، وفلذة كبدهما، فكيف يدعوان عليهم!، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على الأولاد والأموال والأنفس، خشية أن يوافق ساعة إجابة كما ورد في الحديث السابق.

ومن الخطأ الذي يقع فيه كثير من الأباء والأمهات أنهم يدعون على أولادهم إذا حصل منهم ما يغضبهم، والذي ينبغي هو الدعاء لهم بالهداية وأن يصلحهم الله ويلهمهم رشدهم.ودعاء الوالد لولده أو عليه مستجاب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثَلاثُ دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ لا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ» رواه ابن ماجه (3862)، ولفظ الإمام أحمد (7197): «وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ».

ومن رحمة الله تعالى أنه لا يستجيب دعاء الوالدين على أولادهما إذا كان في وقت الغضب والضجر، وذلك لقوله تعالى: «وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ» (يونس: 11).وذكر ابن كثير رحمه الله في " تفسيره " (2/554 ): «يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده، وأنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم، أو أموالهم، أو أولادهم، في حال ضجرهم، وغضبهم، وأنه يعلم منهم عدم القصد بالشر إلى إرادة ذلك، فلهذا لا يستجيب لهم - والحالة هذه - لطفًا ورحمة، كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم، أو لأموالهم، أو لأولادهم، بالخير والبركة والنماء».