ثروت عاشور يكتب: أبو تريكة بين أمجاد الماضى وتطلعات الحاضر
كانت الدقيقة ال 93من المباراة توقفت القلوب وتصبب العرق من الجباه وتلعثمت الألسنة وتساقطت الدموع حزناً على خروج الاهلى من البطولة الافريقية المفضلة وما هى إلا طرفة عين والشباك تهتز بقدم امير القلوب " أبوتريكة " الفنان ، هدف قاتل فى مرمى الصفاقصى التونسى ، حقاً إنها لحظة لا تتكرر كثير فى حياة كل محب لكرة القادم ، عاد الأهلى من تونس بكأس البطولة فى بق السبع بعدما ظن الجميع أن الكاس باتت فى يد التوانسة ..
نعود لمباراة نهائى كأس مصر الشهيرة بين الأهلى والزمالك والتى إنتهت لصالح الاهلى برباعية مقابل ثلاثة أهداف فى واحدة من أجمل المباريات على وجه الاطلاق فى تاريخ الكرة المصرية ، بينما إستعدت دكة بدلاء الفريق الأبيض للإحتفال بالفوز بالكأس اذ بالفنان محمد أبو تريكة يحرز هدف التعادل فى الثوانى الاخيرة من نهاية الشوط الثانى فى مرمى عبدالمنصف، ليحتكم الفريقان للوقت الإضافى الذى كان بعنوان النجم أسامة حسنى صاحب الهدفين الثالث والرابع بتمريرة قاتلة من أبوتريكة وأحمد صديق فى الشوط الرابع ..
بينما كانت عقارب الساعة تشير الى الدقيقية ال 95 من المباراة أستعد الجميع لجولة أخرى من المباراة من خلال الوقت الإضافى ، لكن الساحر أبوتريكة كان له رأى مخالف إستلم الكرة داخل منطقة جزاء " نجران " السعودى وراوغ المدافع أكثر من مرمى وسدد الكرة فى الزاوية الارضية اليسرى للحارس السعودى معلناً وصول " بنى ياس " الإماراتى إلى المباراة النهائية ، ليس هذا وحسب بل كان النجم المصرى هو صاحب اليد العليا فى المباراة النهائية أمام " الخور" القطرى عندما سجل الهدف الأول وصنع الهدف الثانى ليتوج فريقه الإماراتى بالكأس الخليجية لاول مرة فى تاريخة ويرشح لجائزة أفضل لاعب ..
المباراة كانت صعبة وجميع الإحتمالات واردة فالفوز أو الهزيمة أمام الاسد الكاميرونى ، وفى الدقيقة ال 77 يخطأ " سونج " الكبير فينقض عليه زيدان " المصرى " ويستخلص الكرة منه بعد عراك كروى قوى بين الأسد والأرنب !!! فيمرر زيزو الكرة للقادم من الخلف ابوتريكة الذى يضع الكرة بكل إقتدار فى الشباك الكاميرونية معلناً فوز مصر ببطولة أفريقيا 2008 بغانا ، لنعود بالكأس الغالية للمرة السادسة ونسعد المصريين بأقدام المايسترو تريكة ..
بعد هذه المرواغة فى مشوار أبوتريكة المليئ بالأمجاد والأفراح للاهلى والمنتخب المصرى .. هل أحسن أبوتريكة قرار العودة للاهلى ؟ وهل سيعود أبوتريكة لتحقيق البطولات مع الاهلى ؟؟!!
قرار أبوتريكة بالعودة لمصر بعد إنتهاء فترة إعارته لبنى ياس قرار صائب فالنجم المصرى وصل لقمة عطائه مع النادى الإماراتى وتكرار هذا الإنجاز يعد من المستحيل وفق ما تشهده كرة القدم من تغيرات ، فرغم الإغراء المادى إلا أن أمير القلوب " حسبها " جيداً وفضل العودة وقد أصاب !!!
اما عن عودته للتألق مع الأهلى والمنتخب فهذا يرجع إلى مدى قدرة النجم أبوتريكة على تهيئة نفسه لتحمل الضغوط ، فالأهلى يمر بمرحلة إنتقال قد تهز أركان البيت الاحمر ، فالإنتخابات على الابواب والفريق بدون مدير فنى كبير مع إحترامنا للكابتن محمد يوسف والبطولة الافريقية الصعبة فى دور الثمانية على الأبواب والغريم الزملكاوى يقف بالمرصاد فى أحسن حالاته ، بالإضافة إلى ضغوط الجماهير التى تنتظر من نجمها الكثير من خلال تحقيق الإنتصارات وحمل الألقاب ولن تقبل منه دون ذلك !!!! فتريكه عائد من قمة مستواه مع الفريق الإماراتى سجل أهداف مؤثرة وساهم فى تحقيق بطولة هى الأولى لبنى ياس فى تاريخه ..
فهل أبوتريكة مهيأ ليعود بالاهلى للإنتصارات وحمل الكؤوس ؟؟
نترك الإجابة للساحر ثم للأيام ..