EN 
تعد الملابس السوداء الزى الرئيسي للنساء فى مصر والدول العربية للحداد على الأموات وعند تأدية واجب العزاء مما جعله رمزًا للموت والحزن الشديد .
ويعتقد عدد كبير من الأشخاص أن السر فى ارتداء النساء الملابس السوداء عند وفاة أحد الأقارب يرجع إلى تعاليم الدين الإسلامى كحداد من المرأة على من توفى من أهلها خاصة عندما يكن الزوج ويلقون باللوم على المرأة التي ترتديه فترة طويلة أو لا ترتديه من الأساس فى العزاء.. فهل هذا صحيح؟
فى الحقيقة إن ارتداء النساء لـ الملابس السوداء فى العزاء لا يمت للدين بصلة ولم يثبت فى أى حديث صحيح أو حتى آية قرآنية ولكن قام الدين الإسلامى بتحديد فترة تسمى الحداد على أقارب المتوفي يتم الامتناع خلالها عن كل أشكال الزينة من بينها الكحل والإكسسوارات والحلى وحتى الملابس المزينة ولكن لم تحدد الملابس السوداء بعينها زيا شرعيا للحداد على الأموات .
ترجع قصة ارتداء النساء لـ الملابس السوداء إلى أسباب عديدة فالبعض يرى أنها ترجع للعصر البدائي حيث كان الإنسان القديم يدهن جسمه باللون الأسود عند وفاة أى أحد خوفا من أن تراه الأرواح الشريرة وتصيبه بالضرر وبمرور الزمن وتطور الإنسان زالت هذه الفكرة ولكن مازال اللون الأسود مرتبطا بالحداد والوفاة.
بينما يرى بعض المهتمين بالتاريخ أن فكرة الملابس السوداء فى العزاء ترجع إلى أنه لايلفت الأنظار للنساء مما يدل على أنه لون حشمة ووقار وليس به أى شئ من ملامح الزينة المتعارف عليها بين النساء كما أنه يعبر عن الحزن وظلام الحياة بعد وفاة الإنسان.
ويعتقد فريق آخر من المؤرخين أن الملابس السوداء فى العزاء يرجع إلى عهد دقلديانوس حيث شهدت مصر حينها قتل مائة وثمانين ألف قبطي في يوم واحد وارتدى الناس الأسود حينها تعبيرا عن الحزن الشديد على هذه الأرواح ومن حينها يرتدي المصريون الأسود في العزاء.
ولكن بعض الأشخاص لا يرون أن الملابس السوداء هو المناسب للعزاء والحداد وإنما هناك ألوان أخرى أفضل لهذه المهمة ففي الهند يرون أن اللون الأفضل هو الأبيض للحداد وتشترك معهم فى هذه الفكرة السودان وبعض الدول الآسيوية الأخرى، وفى بعض دول إفريقيا يختارون اللون الأحمر أما فى ورومانيا يرتدون الأزرق الغامق أو الكحلي، في الفلبين وكمبوديا يتم ارتداء الزي الأصفر في الحداد، والبني الفاتح في إيران وغيرها الكثير.
