الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حفتر أم القذافي .. من الأقرب لرئاسة ليبيا؟

حفتر أم القذافي..
حفتر أم القذافي.. من الأقرب لرئاسة ليبيا؟

بات المشهد السياسي في ليبيا معقدًا بعض الشيء، بعدما أعلن المشير خليفة حفتر خوضه سباق الترشح لرئاسة ليبيا، بعد يومين فقط على تقديم سيف الإسلام القذافي أوراق ترشحه.

ومع ترشح رجلان يتمتعان بالقوة والشعبية في الشارع الليبي، ولديهما رصيد وحظوظ في تلك الانتخابات المقرر لها في 24 ديسمبر المقبل، يبدو المشهد الانتخابي أكثر غموضًا، والسؤال هنا، من الأقرب للوصول إلى كرسي الرئاسة؟

 

حظوظ حفتر

أعلن المشير خليفة حفتر ترشحه لانتخابات الرئاسة في ليبيا، مطالبا الشعب الليبي لاختيار الصحيح في الانتخابات الرئاسية المقبلة "كي لا يندموا مرة ثانية".

ولدى تقديم أوراق ترشحه في مدينة بنغازي، أكد حفتر أن الانتخابات البرلمانية والرئاسية هي "المخرج الوحيد" من الأزمة الحادة التي انغمست فيها ليبيا، والطريق الأمثل لعودتها إلى مكانها الطبيعي بين الأمم.

وتمهيدا لتلك الخطوة، علق حفتر في سبتمبر الماضي، مهامه العسكرية رسميا، من أجل الترشح للانتخابات الرئاسية، تنفيذا لما ينص عليه القانون الانتخابي الذي أقره البرلمان الليبي.

في هذا السياق، يقول المحلل السياسي، أحمد بوعرقوب في تصريحات لموقع "الحرة" إن "ترشح حفتر كان خطوة مرتقبة ومنتظرة لأنه قدم دلالات على ذلك عندما ترك منصبه وكلف عبد الرزاق الناظوري بتسيير مهام القائد العام للقوات المسلحة".

وأضاف أن "حفتر هو، الرقم الأصعب في المعادلة الليبية ولديه قوة على الأرض، بالتالي محاولة إقصائه من الانتخابات أمر صعب الحدوث، وقد تؤدي لتعطيل الاستحقاق برمته".

فيما اعتبر المحلل السياسي، فيصل الشريف، أن "حفتر لم يفاجئ أحد بإعلان ترشحه"، مشيرا إلى أن "القانون الحالي يضمن له حق الترشح والعودة إلى مهامه في حال لم يفز بالانتخابات، فليس لديه شيء يخسره".

وفي كلمة موجهة للشعب الليبي، قال حفتر إن "ليبيا تقف على مفترق طريقين لا ثالث لهما هما: طريق الحرية والاستقرار والسلام والتقدم، وطريق التوتر والصراعات والعبث".

 

سيف الإسلام القذافي

تمثل عودة سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، للمشهد السياسي في ليبيا علامة استفهام لدى كثيرين، وتثير انقساما بين مؤيد ومعارض.

وظهر سيف الإسلام، الأحد، في مدينة سبها جنوب غربي ليبيا لتقديم أوراق ترشحه لمكتب المفوضية العليا للانتخابات، مرتديا العباء والعمامة اللتين طالما اشتهر والده الراحل بارتدائهما.

ويرى مراقبون أن ترشح سيف الإسلام القذافي أشعل أجواء منافسة في العالم كما في ليبيا، إذ أن احتمال فوزه في الانتخابات يمكن أن ينعكس على علاقات البلاد الدولية.

وفي ذات السياق، يقول المحلل السياسي الليبي إبراهيم الفيتوري لموقع سكاي نيوز "بالتأكيد ترشح سيف الإسلام سيبعثر ويربك كثير من الملفات، والملف الخارجي قد يواجه المعضلة الكبرى، حيث سيعيد قائمة التحالفات الدولية".

وأشار إلى أن المستفيدين من وصول القذافي الابن لحكم ليبيا هما روسيا والصين، والأكثر تضررا أمريكا وأوروبا، وبالتالي ربما تلعبا دورا ضد ابنه في الانتخابات.

وتساءل المحلل الليبي عن الدور الذي ستلعبه فرنسا وإيطاليا في حال وصول سيف الإسلام للحكم.

وقال تقرير نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية إن هناك "اعتراف فرنسي غير رسمي" بسيف القذافي كلاعب أساسي في المشهد السياسي الليبي مستقبلا.

وتوقع التقرير أن يعلن القذافي عن إنشاء حزب سياسي، مشيرة إلى أنه أصبح جزءا من العملية السياسية، ملمحة إلى وجود تقاربا بين سيف القذافي ورئيس الحكومة الليبية الحالي عبدالحميد الدبيبة.

بينما يرى المحلل السياسي  أحمد بوعرقوب، أن "ترشح نجل القذافي شكل صدمة للمراقبين والسياسيين، لاسيما أنه كان يعتقد بأنه لا يستطيع التحرك في ليبيا".

فيما قال المحلل السياسي الليبي فرج الفيتوري إن فرص "عدم إقامة الانتخابات في موعدها" ترتفع، خاصة مع إعلان ترشيح حفتر وسيف الإسلام القذافي، والجدل القائم حولهما.

وتوقع مراقبون ليبيون تأسيس تحالف بين الشرق والغرب لتوحيد الأصوات لضمان عدم فوز سيف الإسلام القذافي.

وتقدمت  أسماء عدة للترشح لانتخابات الرئاسة في ليبيا، منذ الإعلان عن فتح باب الترشح، وهم: عبد الحكيم بعيو، وسيف الإسلام معمر القذافي، وأسعد زهيو، وفيضان حمزة، والسنوسي الزوي، ومحمد المزوغي، وعبدالله ناكر، وفتحي بن شتوان، وعبدالحكيم ضو، وخليفة حفتر.

 

تهديدات بعرقلة الانتخابات

بينما ينتظر الليبيون بفارغ الصبر الانتخابات الحاسمة يوم 24 ديسمبر المقبل، تبرز توقعات بسيناريوهات مختلفة تهدد مسار تلك الانتخابات.

ويقول المحلل السياسي الليبي، فائز العريبي "إن "هناك إصراراً واضحاً من المجتمع الدولي على إنجاز خارطة الطريق وإجراء الانتخابات في موعدها".

وأضاف "نحن لا نُضخم تنظيم الإخوان وتهديدات الميلشيات.. الإخوان يحاولون عرقلة الاستحقاق الانتخابي، ويسعون بقدر الإمكان إعلامياً وسياسياً أن يؤكدوا أن العملية الانتخابية ستواجه العراقيل".

وأشار العريبي إلى أن ذلك "نوع من أنواع الإرهاب للشعب الليبي، بما يفضح تركيبتهم الفكرية والعقائدية المبنية على الإرهاب.. لكن أمام إصرار المجتمع الدولي على إجراء الانتخابات أعتقد بأن الإخوان لن يمضوا بعيداً وسوف تُصدر إليهم التعليمات بأن يكفوا عن هذا العبث".

بينما يعتقد السياسي والحقوقي الليبي سراج التاورغي، أن "الانتخابات الليبية في خطر" ما لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل واضح وحاسم.

وتابع "أجزم بأن الإخوان في ليبيا قد جن جنونهم بعد ترشح القذافي وحفتر، وقد رأيناهم يحاصرون مفوضية الانتخابات في المنطقة الغربية ويوجهون تهديدات واسعة لها".

وأوضح التاورغي "أعتقد أنه بعد إعلان حفتر ترشحه وهو صاحب حظوظ كبيرة في الفوز بالانتخابات، فإن الإخوان في ليبيا والمجموعات التابعة سوف يصعدون ضد المفوضية العليا للانتخابات، وهذا ما يجعل الانتخابات في خطر حقيقي ما لم يكن هناك تحرك جاد من المجتمع الدولي".

واعتبر المحلل السياسي أن هذه التهديدات الإخوانية تشكل تهديداً حقيقياً للاستقرار المجتمعي والسلام في هذا البلد، بينما يؤمن كثيرون بأن المشهد في ليبيا لا يزال يكتنفه كثير من الغموض، حتى لو تم إجراء الانتخابات في موعدها.