الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطأ صحفي أدى إلى هدمه وتوحيد ألمانيا| كيف سقط جدار برلين؟

أرشيفية - جدار برلين
أرشيفية - جدار برلين

تمر علينا اليوم، ذكرى هدم جدار برلين، والذي وقف حائلا بين شعب واحد على مدار 28 عاما، عانت فيها ألمانيا الانقسام الصوري فقط، وذلك بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945، حيث قسمت ألمانيا في هذا التوقيت إلى 4 مناطق محتلة طبقا لاتفاقية يالطا، وكانت الدول المحتلة هي الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفيتي، والمملكة المتحدة وفرنسا، وكانت هذه الدول هي المتحكمة في المناطق الألمانية، وبالتالي قسمت العاصمة برلين أيضا إلى 4 مناطق، في حقبة الحرب الباردة بين المعسكر الشرقي الاشتراكي، والغربي الرأسمالي.

وفي هذا الصدد، يستعرض "صدى البلد"، أبرز المعلومات والتفاصيل حول جدار برلين وتاريخ سقوط، وكيف وقف حاجزا بين شعب، وأيضا كيف أصبحت برلين من عاصمة الرايخ، إلى مسرحا للمعارك الاستخباراتية بين الكتلة الشرقية بقيادة الاتحاد السوفيتي، و الغربية بقيادة الولايات المتحدة، وذلك خلال السطور التالية:

بداية تقسيم ألمانيا

كانت البداية في عام 1949، بعد 4 سنوات من انتهاء الحرب العالمية الثانية، وفي هذا التاريخ أقيمت جمهورية ألمانيا الاتحادية – ألمانيا الغربية – في المناطق المحتلة من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وفرنسا، وأيضا قيام جمهورية ألمانيا الديمقراطية – ألمانيا الشرقية – المحتلة من الاتحاد السوفيتي، وبدأ العمل وقتها على الحدود بين البلدين.

كانت الحدود في البداية عن طريق وضع قوات من الشرطة وحرس الحدود، وبعد ذلك بدأ الجانب الشرقي بوضع السياج الشائك، ومع زيادة حدة الحرب الباردة، أدى ذلك لتقييد الحركة التجارية بين المعسكرين الشرقي والغربي، وبدأ تعزيز الحدود بشكل أكبر، وكانت تلك حدود ألمانيا الديمقراطية عبارة عن حدود بين المعسكر الشرقي والغربي وليس بين أقسام ألمانيا، أي بين أكبر قوتين سياسيتين و اقتصاديتين، عسكريتين في العالم ويمثلهما حلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفيتي، وحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة.

مغادرة الجانب الشرقي

نتيجة السياسات السوفيتية المتشددة، ومع بداية تأسيس ألمانيا الشرقية، بدأت أعداد كبيرة من الدولة الجديدة، الهجرة في أسرع وقت إلى ألمانيا الغربية، عبر برلين، خاصة لاستحالة مراقبة الحدود فيها، لأنها كانت تمر في وسط العاصمة واحيائها، وبين عامي 1949 و 1961، هاجر حوالي 3 ملايين ألمانية من الجانب الشرقي، إلى الغربي، وكانوا معظمهم من الفئات المتعلمة، وهو ما هدد قدرة الدولة الاقتصادية.

رأت السلطات الشرقية، أن الحل الوحيد، أمام تدفقات الهروب والهجرة، هي بناء جدار عازل يمكن السيطرة عليه، وبالفعل بني السور في 13 أغسطس عام 1961، بأمر من حكومة ألمانيا الشرقية، ليكون رادعا لمحاولات الهروب والتسلل إلى ألمانيا الغربية، وبالتزامن مع بناء السور قدرت محاولات الهروب بـ 100 ألف حالة.

بناء جدار برلين

وتم بناء الجدار العازل بطول 155 كم، منها 43 قطعت برلين من الشمال إلى الجنوب، بينما عزلت 122 كم برلين الغربية عن باقي أراضي ألمانيا الشرقية، وبنيت معظم أجزاء الجدا من الأسمنت المسلح بارتفاع يفوق 3 أمتار، مع تحصينات ومراكز مراقبة وأسلاك شائكة وإضاءات قوية، لمنع محاولات التسلل.

هدم الجدار بسبب خطأ

في 9 نوفمبر عام 1989، أي بعد 28 عاما من بناء جدار برلين، كانت البداية لانهيار الجدار وذلك عن طريق الخطأ، عندما أعلن جونتر شابوفسكي، الناطق الرسمي وسكرتير اللجنة المركزية لخلية وسائل الإعلام وعضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الألماني، أن قيود التنقل بين الألمانيتين قد رفعت، وذلك خلال حوار إعلامي عن طريق الخطأ، حيث لم يكن تم تأكيد التاريخ وقت الإعلان.

تسبب هذا الإعلان الخاطئ في فوضى عارمة أمام نقاط العبور في الجدار، وتوجهت أعداد كبيرة من ألمانيا الشرقية عبر الحدود المفتوحة إلى برلين الغربية، مطالبين بالمرور عبر الجدار إلى برلين الغربية، وفي ظل المظاهرات المتزايدة اضطرت قوات حرس الحدود لفتح الحدود وصعد المتظاهرون أعلى الجدار، وفي اليوم التالي بدأت قوات ألمانيا الشرقية في تفكيك الجدار، ونتهي من هدمه بشكل كامل في نوفمبر 1991.