الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نظام آبي أحمد يلفظ أنفاسه الأخيرة |ضربة موجعة تعجل بالنهاية

أرشيفية
أرشيفية

دخل الصراع الدائر في إثيوبيا بين قوات نظام آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي،  وعدد من الجبهات الرافضة لحكمه في مقدمتها جبهة تحرير تيجراي مرحلة اللاعودة.

وشهدت الساعات القليلة الماضية في الصراع الدائر على الأراضي الإثيوبية تطورات خطيرة قد تكون بمثابة النهاية لنظام آبي أحمد، الذي يبدو أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد الأخبار المتداولة والصور المسربة من جبهات القتال التي تشير إلى انهيار قوات نظام آبي أحمد واقتراب قوات جبهة تحرير تيجراي من دخول العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

آبي أحمد يسلم مهام عمله

قالت وسائل إعلام إثيوبية، اليوم الأربعاء، إن آبي أحمد، توجه إلى الجبهة الأمامية للمشاركة بالحرب ضد قوات جبهة تحرير شعب تيجراي.

وذكرت "إذاعة فانا" الإثيوبية، في تقرير لها، إن آبي أحمد توجه إلى الجبهة الأمامية للمشاركة بالحرب ضد جبهة تيجراي، مؤكدة أنه سلم المهام الحكومية لنائبه ديميكي ميكونين.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أعلن يوم الاثنين الماضي، أنه سيتوجه إلى ساحة المعركة ليقود القتال ضد مقاتلي جبهة تحرير تيجراي، الذين باتوا قاب قوسين أو أدنى من العاصمة أديس أبابا.

وقال آبي أحمد في بيان على حسابه بموقع "فيسبوك": "لدينا تاريخ في الدفاع عن اسم إثيوبيا، الحرية والسيادة التي تمتعت بها البلاد لآلاف السنين ليست منحة، من المستحيل الحفاظ على الحرية بدون ثمن، ولقد دُفع هذا الثمن بالدم، ومات الأبطال من أجل ذلك".

وأضاف: "المعاناة مستمرة، نحن نمر بهذه المحنة وإثيوبيا ستفوز، نحن الآن في المراحل النهائية لإنقاذ بلادنا، أعداؤنا يهاجموننا من الخارج والداخل".

ودعا آبي أحمد الدول الأفريقية للوقوف إلى جانب إثيوبيا في محنتها بروح الوحدة الأفريقية، مؤكدا أن "إثيوبيا حافظت على استقلالها بشجاعة أبنائها وتضحياتهم".

انهيار قوات نظام آبي أحمد

​يأتي ذلك بعد ساعات من نشر قوات إقليم تيجراي، فيديو قالت إنه لـ"أسرى الجيش الإثيوبي"، الذين بلغ عددهم 11 ألفا.

وحسب الفيديو الذي نشره عضو مكتب تيجراي للشؤون الخارجية كيندييا جيبريهوت عبر حسابه على "تويتر"، يظهر "أسرى قوات الجيش الإثيوبي لدى قوات "جبهة تيجراي"، ويقول جيبريهوت إن عددهم 11 ألفا، دون أن يذكر مزيد من التفاصيل.

وأكدت جبهة تحرير تيجراي، الأسبوع الماضي، أنه لن يحدث "حمام دم" في حال دخل مقاتلوها العاصمة أديس أبابا، لإسقاط الحكومة المركزية، وشددت أنها تتقدم نحو العاصمة.

تطور خطير يعجل بالنهاية

وفي تطور جديد نشرت الولايات المتحدة قوات خاصة في جيبوتي ووضعت 3 سفن حربية في حالة تأهب في المنطقة في حالة تفاقم الوضع في إثيوبيا، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" CNN.
ويشير نشر القوات الخاصة إلى أن الولايات المتحدة تشعر بقلق متزايد بشأن تدهور الوضع الأمني مع تقدم الجماعات المسلحة المتحالفة ضد الحكومة الإثيوبية جنوبا نحو العاصمة أديس أبابا.

ولم يؤكد المتحدث باسم القيادة الأميركية في إفريقيا تيموثي بيتراك التحركات، لكنه قال إن الجيش مستعد "لدعم مجموعة من الطوارئ في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك تلك المتعلقة بسلامة دبلوماسيينا حيث سيتم توفير الأمن لهم إذا تدهورت البيئة".

قلق دولي من تطور الأحداث 

وفى هذا الصدد، قال السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الولايات المتحدة الأمريكية حذرت دبلوماسيها ورعاياها، دخل الأراضي الإثيوبية من تطورات الأوضاع خاصة مع احتدام الصراع وتقدم قوات تيجراي نحو العاصمة أديس أبابا، وأن يغادورا إثيوبيا في أسرع وقت.

وأضاف هريدي في تصريحات خاصة لـ«صدى البلد»، أن الجميع قلق جدا من تطور الأحداث داخل إثيوبيا، ومن عدم تجاوب أطراف النزاع للمناشدات والمطالبات الأممية والدولية بالتفاوض، وأن كل طرف من أطراف الصراع يعتقد انه يستطيع أن يحسم هذا الصراع عن طريق الوسائل العسكرية.

وأشار هريدي إلى أن المجتمع الدولى قلق للغاية من تطورات الأوضاع فى اثيبويا، وهناك شكل في الأسلوب العسكري يهدد وحدة إثيوبيا كدولة، ومن ناحية أخرى سوف يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأصدرت السفارة الأمريكية في أديس أبابا تحذيرا أمنيا، قالت فيه إنه "نظرا لعدم استقرار الأوضاع في إثيوبيا ننصح المواطنين الأمريكيين بمغادرة البلاد في أقرب وقت ممكن".

تداعيات الأزمة على الأرض 

والتزامن مع مرور عام على انطلاق المعارك بين الجيش الإثيوبي وجبهة تحرير تيجراي، تتسارع المتغيرات، لتدخل منعطفا جديدا، يعقد الأزمة.

ومنذ أن بدأت المواجهات بين جماعة اّبي أحمد وعناصر جبهة تحرير تيجراي قبل عام، لم تبرح الأزمة مكانها، بل زادت وتيرة المواجهات في الأشهر القليلة الماضية، فما إن تهدأ حتى تستعر من جديد إلى أن اتسعت رقعتها لتشمل مناطق جديدة في إقليمي أمهرة وعفار المتاخمين لإقليم تجراي شمال البلاد.

2.5 مليون جريح و500 ألف نازح

تسببت الحرب في تيجراي بخسائر تقدر بمئات من القتلى والجرحى، وتضرر نحو 2.5 مليون شخص في إقليم تيجراي، لتوقف وصول المساعدات الإنسانية، من منظمات الإغاثة.

كما تسبب الصراع في نزوح أكثر من نصف مليون شخص، في إقليمي أمهرة وعفار، التي تمدد إليها الصراع، فضلا عن انتهاكات لحقوق الإنسان للمئات من المدنيين في الأقاليم الثلاثة، بعد دخول جبهة تحرير تجراي للمدن هناك، ويجري تحقيق مشترك بين الحكومة الإثيوبية والأمم المتحدة، حول ما جرى.

ووفق مسؤولين إثيوبيين حكوميين فقد تسببت الهجمات التي شنتها الجبهة على مناطق بإقليمي أمهرة وعفار، إلى تضرر نحو 4.5 مليون شخص، وأسفرت عن نزوح 500 شخص من الإقليمين في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.