الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مشاهدة التاريخ عبر السماء.. البالون الطائر رحلة خيالية في الأقصر بدأت قبل 33 عام

صدى البلد

تتجه أنظار العالم خلال الساعات المقبلة، لمدينة الأقصر التاريخية، لانتظار الاحتفال المهيب بافتتاح طريق الكباش، الذي تهدف الدولة المصرية إلى إبهار العالم أجمع به، بعد النجاح الكبير الذي حققه موكب المومياوات منذ عدة أشهر. 
تتميز مدينة الأقصر بجمالها العتيق ومعالمها الأثرية، حيث تعتبر أكبر متحف مفتوح في العالم، فبداخلها معابد ومتاحف القدماء المصريين الراسخة منذ آلاف السنين على جانبي نهر النيل، وتظهر رحلات البالون للأجانب السحر الجمالي الطبيعي في تلك المدينة العظيمة، التي تقوم على الزراعة وتظهر الأراضي الزراعية بطبيعة ساحرة تؤكد سر اختيار الأقصر عاصمة السياحة العالمية، لجمال وروعة المشاهد الطبيعية التي يراها السائحون الذين يستقلون البالون الطائر بصورة يومية.

 

عناق السحاب

مع دخول فصل الشتاء، يستمتع السائحون من حول العالم بأهم الرحلات السياحية التي تجذب الجميع في البر الغربي بمحافظة الأقصر، ففي رحلات البالون يعانق الأحبة وجميلات أوروبا والعالم السماء والسحاب، ويستمتعون بمشاهدة سحر المعالم الأثرية والمعابد والمقابر الفرعونية من الأعلى، بجانب الطبيعة الخلابة للأقصر.
وفى هذا الصدد شهدت سماء الأقصر تحليق رحلات البالون لـ16 شركة تعمل بالمجال في سماء المحافظة، وأقلت على متنها أكثر من 650 سائحا من حول العالم، وذلك بعد إلغائه يوم السبت، بسبب شدة الرياح وسرعتها بصورة أعلى من الحد المخصص لانطلاق رحلات البالون الطائر.


وعادت الرحلات بصورة طبيعية يوم الأحد، وأقلعت رحلات كافة الركاب بصورة مميزة وسط أجواء مبهجة بين السائحين، عقب إلغائها السبت نتيجة شدة الرياح فى الصباح الباكر، حيث أدت سرعة الرياح لإصدار ملاح الشركة المصرية للطائرات قرار بعدم التحليق فى سماء المحافظة.

 

مغامرة حالمة

وتعد رحلات البالون الطائر من أهم رحلات المغامرة في العالم، والأقصر هي المحافظة السياحية الوحيدة التي تشتهر بهذه الرياضة للعديد من الأسباب، منها الطقس المعتدل، وجود مطار خاص بالبالون الطائر، مما حدا لتحويل الأقصر لواحدة من أهم المناطق التي تحتضن هذه الرياضة، وتقدم 16 شركة سياحية خدمة البالون الطائر، وتتراوح مدة الرحلة من 40 دقيقة إلى 60 دقيقة بارتفاع 2000 قدم عن أرض مدينة الأقصر، ويحمل البالون من 12 حتى 34 شخصا، وتبدأ الرحلة بالتحرك فى سماء الأقصر باتجاه الضفة الغربية من النيل، وتبدأ المشاهد تتغير وتتبدل أسفلك من حقول ومناظر طبيعية على ضفة نهر النيل، ثم الجزر المنتشرة فى مياه النهر الخالد، الذى استمد منه الفراعنة عظمتهم، لتمر بمعبد الملكة حتشبسوت الكامن فى قلب الجبل، مرورا بمعابد الرامسيوم وهابو وأمنحتب الثانى ومقابر وادى الملوك والملكات والنبلاء.

 

مصر الثانية عالميا

وتعد مصر – بحسب اتحاد شركات البالون فى الأقصر - من الدول الرائدة فى مجال البالون الطائر، واحتلت قبل جائحة كورونا المركز الثاني عالميا بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لما تتمتع به من طقس مستقر، ومناظر طبيعية مبهرة.

 

البداية قبل 33 عام

انطلقت هذه الرحلات في الأقصر قبل 33 عام منذ 1988، وتم تشييد مطار خاص بها في غرب المدينة، ويحرص أكثر من 80 % من السياح الوافدين للمدينة، على القيام بهذه الرحلة، التي تتم بالتنسيق مع سلطات الطيران المدني، والتي وفرت العديد من الإجراءات في الفترة الأخيرة لزيادة درجات الأمن والسلامة لرحلات البالون. 
كانت الأقصر تحقق في نهاية الموسم السياحي الماضي، أكثر من 11 ألف رحلة، تقل قرابة 216 ألف سائح وسائحة و يرتفع البالون ليعانق السحاب على ارتفاع 500 متر، تلامس فيها أشعة الشمس الدافئة وقت الشروق، وشهد هذا الموسم ارتفاع أعداد الرحلات لتصل إلى 35 رحلة يومياً، تقل مئات السياح، والتي تستغرق طيرانها فى الجو نحو 45 دقيقة.


وبات بمقدور شركات البالون أن تقوم بمزيد من الرحلات اليومية، بعد السماح بطيران البالون فى أوقات مختلفة من النهار، وذلك بعد أن كانت رحلاته قاصرة على ساعات الصباح الأولى فقط، فالسائح المتواجد فى البالون يستمتع بمشاهدة معبد حتشبسوت، الذي شيدته أقوى امرأة في تاريخ مصر، ثم يجوب البالون فى بانوراما ساحرة لمشاهدة وادى الملوك والملكات، والرامسيوم وهابو، وتمثالي ممنون، لمشاهدة المعابد الفرعونية القابعة على ضفتى النيل، وخلفه معبدى الاقصر والكرنك، ومعانقة الجبال للزراعات الخضراء والآثار فى مشهد ابداعى قلما تجده فى بلدان العالم.


الإحساس الذي ينبعث من المشاركين في هذه الرحلات من فوق السحاب، يجعلك في خيال أشبه ببلورة الساحر في الأفلام الأجنبية، لا تنقطع فيها الإثارة وتزداد ذروتها أثناء الهبوط وخاصة عند ملامسة البالون للأرض والتي تتعالى فيها الصيحات والتهليل من المشاركين، وما يزيد من فرحتهم مشاركتهم للعمال في جمع البالون بعد هبوطهم وقبل توجههم للباصات السياحية للعودة لمقار إقامتهم.


واكتسبت رحلات البالون، فى غرب الأقصر، شهرة واسعة، وكانت أول رحلة للبالون الطائر، فوق سماء المدينة، قد أقلعت فى عام 1988، وقادها طيارون بريطانيون، كانوا يعملون لصالح شركة، فيرجن البريطانية، التي قامت بتأسيس أول شركة بالون فى مصر، وفى عام 1994 بدأ تأسيس أولى شركات بالون بتمويل وخبرات مصرية.