EN 
تحضن مصر هذه الأيام حدثا فريدا يقام على أرضها للمرة الثانية، هو النسخة الثانية من معرض مصر للصناعات الدفاعية والعسكرية «إيديكس 2021».
يقام المعرض الذي انطلق الاثنين ويختتم فعالياته الخميس، بمشاركة 400 شركة عالمية ودولية ممثلة لنحو 42 دولة، بحضور أمني رفيع المستوى.
ويترأس الوفود الأجنبية المشاركة في «إيديكس 2021» شخصيات عسكرية رفيعة المستوى، سواء وزراء دفاع، إنتاج حربي، وقادة عسكريين.
وحول المعرض وأهميته وما يمثله من نقلة نوعية على صعيد الصناعات العسكرية وأهم ما يتضمنه مما توصلت إليه تكنولوجيا التسليح في كل دول العالم، أجرى «صدى البلد»، الحوار التالي مع اللواء أركان حرب محمد الشهاوي مستشار كلية القادة والأركان بالقوات المسلحة، وإلى نص الحوار:
ما الرسائل التي يحملها معرض «إيديكس 2021»؟
بنظرة فخر واعتزاز يجيب: المعرض الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية «إيديكس 2021»، يحمل رسالة إلى العالم بأن مصر آمنة ومستقرة والدليل على ذلك مشاركة 400 شركة من 45 دولة من كافة أنحاء العالم بالمعرض.
كما أن هناك أكثر من 30 ألف زائر يقومون بزيارة منتجات ومنظومات التسليح العالمية المعروضة بالمعرض، إضافة إلى وجود وفود عسكرية من 61 دولة منهم: وزراء دفاع وإنتاج حربي ورؤساء أركان حرب القوات المسلحة للدول المشاركة والدول التي أتت للإطلاع على أحدث المنظومات.
هل اختلفت النسخة الثانية عن الأولى من المعرض؟
النسخة الأولى من المعرض التي تم تنظيمها في 2018 ولدت عملاقة، ونجاحها كان مقدمة لنجاح النسخة الثانية، التي زاد بها عدد الشركات العالمية المشاركة والوفود العسكرية والزائرين، الذين تكون لديهم انطباعا كبيرا عن تميز وتفرد المعرض من خلال النسخة الأولى.
وما الذي تبحث عنه مصر من خلال المعرض؟
مصر تبحث من خلال «إيديكس 2021»، عن التميز والريادة في المنطقة والعالم، والدولة المصرية أصبح لها دور كبير في إدارة الملفات على المستويين الإقليمي والدولي، وهناك رسالة للشباب المصري الذي يجب أن يدرك مدى الجهود التي تبذلها الدولة في كل المجالات العسكرية والمدنية وتحقيق التنمية الشاملة على مستوى كافة القطاعات".
ما الصناعات المصرية التي تظهر لأول مرة في إيديكس؟
معرض «إيديكس 2021» يعرض لأول مرة أسلحة مصرية جديدة منها الطائرات بدون طيار «نوت»، التي سميت بهذا الاسم تيمنا بإله السماء عند المصريين القدماء ويدعي «نوت»، ولم تكتفي مصر بتصنيع الطائرات بدون طيار فقط، بل صنعت أيضا منظومات حرب إلكترونية قادرة على رصد مثل هذه الطائرات وتتعامل معها وتسقطها.
مصر تمتلك قدرة التصنيع الحربي في مجال الصلب المدرع الذي يستخدم في صناعة المدرعات المسلحة مثل المدرعة «سيناء 200»، التي صنعتها مصر على جنزير حتى تستطيع القيام بالسير على جميع أنواع الأراضي وتزيد من سرعتها وكفائتها.
كيف طورت مصر من صناعة الصلب المدرع؟
من الصناعات التي أنتجتها مصر أيضا باستخدام الصلب المدرع كانت المدرعة «أس تي – 500» (حولها للانجلش)، وتتميز المدرعة بـ المرونة وخفة الحركة والسرعة الكبيرة.
هذه الصناعات تأتي في مجال مجابهة الإرهاب، وتتميز بحماية طاقمها من العبوات الناسفة التي يزرعها الإرهابيون.
وبجانب عرض الأسلحة والذخائر هناك أيضا عرض لمعدات مدنية لتحقيق التنمية المستدامة مثل كاميرات المراقبة التي تستطيع أن تراقب الوضع في كافة أنحاء البلاد باستمرار.
عرض أجهزة الري الحديثة ما المستهدف منها؟
هناك عرض لأجهزة الري الحديثة بـ «إيديكس 2021»، التي تستهدف مصر من خلالها تحقيق التنمية الاقتصادية وترشيد استهلاك المياه من خلال أجهزة الري المحورية والحديثة"، والقوات المسلحة تعمل على سد احتياجاتها في المجال العسكري وتصدير الفائض، وكذلك المساهمة في القطاع المدني لتحقيق التنمية المستدامة في مصر.
ولأول مرة يحدث أن تكون الولايات المتحدة وروسيا لديهما جناحان خاصان بهما تحت مظلة معرض عسكري واحد إلا في مصر، وهذا يدل على أن مصر لديها علاقات جيدة مع الجانبان ولا تنحاز إلى طرف على حساب الآخر.
كيف وصلت مصر بالمعرض ليصبح ضمن أفضل 10 معارض؟
مصر استعدت وعملت بقوة منذ نهاية النسخة الأولى في 2018 لتنظيم النسخة الحالية، لذلك رأينا عدد كبير جدا من الشركات حاضرة وتشارك وتقوم بعرض أسلحتها، إعداد إداري ولوجستي وإجراءات احترازية كبيرة للوقاية من فيروس كورونا.
نجاح مصر في تنظيم مثل هذه الفعاليات والمعارض الكبيرة والاستعداد الجيد لها، يعد تفوقا مصريا ورسالة للعالم بإمكانيات الدولة المصرية في تأمين وإقامة الفعاليات الكبيرة.
كيف ترى تنويع مصادر الأسلحة واستخدام التكنولوجيا بها؟
مصر حريصة دائما على تعزيز قدرتها العسكرية وتقوم بـ تنويع مصادر أسلحتها؛ لأن السلام يحتاج إلى قوة تحميه، لذلك تقوم الدولة المصرية بتعزيز قدراتها العسكرية لحماية أمنها وللحفاظ على أمنها القومي والعربي معا.
من الأسباب التي تجعل الدولة المصرية تعمل على تنويع مصادر أسلحتها أيضا، عدم الوقوع تحت أي طرف يتحكم في القرار المصري ويحجب قطع الغيار أو منظومات التسليح عن مصر.
لماذا التسليح وصناعة الأسلحة والمعدات؟
مصر تعلمت الدرس من التجارب السابقة لذلك حرصت على توطين صناعاتها العسكرية والصيانة لمختلف أسلحتها، ومنها الطائرات الهليكوبتر من خلال أكبر مركز صيانة والمصانع الحربية المختلفة.
كل مصانع الأسلحة المصرية التي منها مصانع وزارة الانتاج الحربي ومصانع الهيئة العربية للتصنيع ومصانع الشركة العربية العالمية لصناعة البصريات والمصانع الشركة العربية لصناعة المركبات، يقومون بعمل شراكات واتفاقات مع الشركات العالمية في عالم التسليح مع نقل الخبرات والتكنولوجيات للأسلحة الحديثة لتصنيعها محليا.
ما الذي يشكله معرض «إيديكس 2021»
ويشكل معرض «إيديكس 2021» نقلة نوعية على صعيد الصناعات العسكرية، ويعرض أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا التسليح في كل دول العالم، حيث حرصت العديد من الشركات العالمية على المشاركة في المعرض في نسخته الثانية، بعد النجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى.
ويأتي المعرض ليفتح آفاقا جديدة من التعاون بين مصر ومختلف دول العالم في مجال الصناعات العسكرية، حيث أصبح معرض «إيدكس» مظلة دولية فاعلة لاستعراض أحدث منظومات الصناعات العسكرية والدفاعية والتكنولوجية في العالم.
وشهدت الأيام الثلاثة الأولى من المعرض طرح سلاح مصري جديد بمشاركة وزارة الدفاع، وزارة الإنتاج الحربي، الهيئة العربية للتصنيع، الشركة العربية العالمية للبصريات، الترسانة البحرية المصرية، جهاز الصناعات والخدمات البحرية، جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، مجمع الصناعات الهندسية بإدارة المركبات.
