الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتقال كورونا من الحيوانات للبشر.. العلماء يدقون ناقوس الخطر

انتقال كورونا من
انتقال كورونا من الحيوانات للبشر.. العلماء يدقون ناقوس الخطر

بعد نحو عامين على انتشار جائحة كورونا "كوفيد-19"، لا يزال العلماء يبحثون في أصل الفيروس الذي غير شكل العالم، حيث يخشى كثيرون من أن تكون الحيوانات بيئة حاضنة جيدة للفيروس تتسبب في ظهور أوبئة جديدة، ومتغيرات لكورونا آخرها متحور "أوميكرون" شديد العدوى.

وبينما يعتقد معظم العلماء أن الفيروس انتقل من الحيوان إلى البشر، يؤمن آخرون بأن الفيروس تسرب من مختبر صيني في مدينة ووهان، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.

ومع تجاوز عدد الوفيات بفيروس كورونا حوالي 5.2 مليون حالة، تحاول مجموعة من العلماء التركيز على النشأة الحيوانية لفيروس كورونا، وكيفية انتقاله للإنسان، على أمل أن تساعد الدراسات في صد الفيروسات والمتغيرات الجديدة.

يقول ستيفين جولدشتاين العالم بجامعة يوتا إن "سيناريو تسرب كورونا من مختبر صيني يحظى بكثير من الاهتمام في مواقع التواصل.. لكن لا يوجد دليل على خروج هذا الفيروس من المختبر"، بينما أكدت مجلة "سيل" العلمية أن الفيروس جاء في الأصل من الحيوان.

وأشارت الوكالة في تقريرها إلى دراسة حديثة تربط ظهور أول حالة إصابة بفيروس كورونا بسوق هوانان للمأكولات في مدينة ووهان الصينية، حيث يتم بيع الحيوانات الحية.

ويرى مايكل ووربي عالم الأحياء بجامعة أريزونا أن أبحاثه وأبحاث العلماء الآخرين جعلته أكثر ثقة بشأن فرضية نشأة كورونا في بيئة حيوانية، ومن ثم انتقاله للبشر.

وبينما يدفع العلماء نحو هذه الفرضية، يشكك آخرون في الأمر، حيث أظهرت مراجعة أمر بها الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الاستخبارات الأمريكية كانت تعتقد بثقة أن الفيروس انتقل في البداية من الحيوان للبشر، فيما تعتقد إحدى وكالات الاستخبارات أن انتقال العدوى كان مرتبطا بالمختبر الصيني.

ورغم ذلك، رفض مسؤولو الاستخبارات الأمريكية الشكوك حول تصنيع فيروس كورونا باعتباره سلاحا بيولوجيا، حسب الوكالة.

غموض حول أصل فيروس كورونا

أدى البحث الكبير في أصول فيروس كورونا، إلى تأجيج التوترات بين الولايات المتحدة والصين، حيث تتهم بكين واشنطن بجعلها كبش فداء لتحمل آثار الكارثة العالمية، في وقت يخشى بعض العلماء من أن أصل الوباء قد لا يتم اكتشافه نهائيا.

وقال علماء من مجلة "سيل" إن فيروس كورونا وهو تاسع فيروس من "سارس" يصيب البشر، جاءت جميعها من الحيوانات، بما في ذلك وباء السارس الذي انتشر عام 2003 وارتبط بالأسواق التي تبيع الحيوانات الحية في الصين.

كما يعتقد كثير من العلماء أن الحيوانات البرية كانت المضيف الوسيط لفيروس كورونا، ما يعني إصابتها بالوباء قبل تطوره بعد ذلك وانتقاله للبشر.

لكن يختلف العلماء بين الحيوان الذي كان حاملا لفيروس كورونا، بين الخفافيش وكلاب الراكون وأنواع أخرى من الثدييات التي يتم بيعها في سوق هوانان الصيني.

في وقت سابق من هذا العالم، أكد تقرير لمنظمة الصحة العالمية انتقال فيروس كورونا من الخفافيش إلى البشر أو حيوان آخر هو السيناريو الأكثر احتمالا، معتبرة أن تسرب الفيروس من المختبر غير مرجح للغاية.

وتدفع هذه النتائج العلماء لمزيد من القلق، حيث يخشى الباحثون من أن انتقال الفيروسات من الحيوانات للبشر يمكن أن يؤدي إلى ظهور أوبئة جديدة ويزيد من تفاقم هذا الفيروس، وفقا للوكالة الأمريكية.

وأصيب العديد من الحيوانات بعدوى كورونا، من القطط الأليفة إلى الكلاب والقوارض، وحيوانات أخرى مثل المينك وغيره، ومعظم هذه الحيوانات أصيبت بالفيروس عن طريق الاتصال الوثيق بالبشر.

ويثير الأمر مخاوف العلماء من أن الحيوانات يمكن أن تكون بيئة حاضنة لمتغيرات جديدة من فيروس كورونا، حيث يتسائل البعض عما إذا كان متحور "أوميكرون" الذي ظهر في جنوب أفريقيا قد بدأ بهذه الطريقة.

وفي هذا السياق، يشير العالم ووربي إلى أنه كان يبحث عن بصمات جينية تشير إلى ما إذا كان متحور أوميكرون قد انتقل من البشر للحيوانات ثم تحور وانتقل إلى البشر مرة أخرى.

ويرى الخبراء أن الوقاية من الأمراض حيوانية المنشأ لا تتطلب فقط اتخاذ إجراءات صارمة ضد المبيعات غير القانونية للحيوانات البرية، ولكن أيضا إحراز تقدم في كثير من المشكلات العالمية.

كما يؤكد العلماء أن الفشل في التحقق بشكل كامل من الأصل الحيواني لفيروس كورونا، من شأنه أن يترك العالم عرضة للأوبئة المستقبلية الناشئة عن نفس الأنشطة التي وضعت العالم مرارا وتكرارا في صدام مع فيروسات جديدة.