الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: السحر موجود في كل الكتب المقدسة.. حملات تنظيف القبور لاستخراج الأعمال السحرية إثارة لا إنارة.. ومن يطلب المال لعمل السحر لغيره "دجل"

الدكتور علي جمعة،
الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر

علي جمعة: 

السحر موجود في كل الكتب المقدسة

حملات تنظيف القبور لاستخراج الأعمال السحرية: إثارة لا إنارة

لا يصاب أحد بالسحر إلا إذا أراد الله.. فمشيئته فوق كل شيء

من يطلب المال لعمل السحر لغيره "دجل في دجل"

 

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن السحر موجود في كل الكتب المقدسة ، وكذلك الحسد والعين، وكل الأديان أقرت وجود هذه المصطلحات.

وأضاف جمعة، في لقائه على فضائية "سي بي سي"، أن علماء الكونيات لما اكتشفوا الطاقة الإيجابية، اكتشفوا معها الطاقة السلبية،  فالسحر والحسد من قبيل الطاقة السلبية، منوها بأن هناك كما هائلا من التصورات التي حصلت حول هذه الطاقة السلبية الموجودة فعلا والتي لها أثر سيئ وتم التهويل منها إلى درجة وصلت إلى الخرافة.

وأشار إلى أنه يمكن التعامل مع الطاقة السلبية من السحر والحسد، وفقا لما ورد في الشرع الحنيف، ففي قوله تعالى (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) الشيطان ضعيف وسلبي ومع ذلك مؤذٍ.

وأوضح أن الله أثبت لهذا الشيطان الشر والأذى الذي يحدثه مع ابن آدم، كما في قوله تعالى (من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس).

وذكر أنه لا ينبغي أن ننكر شيئا موجودا بالفعل، ولكن علينا أن نعرف كيفية التعامل مع هذا الشر الموجود الذي يؤذي الناس، فهذا الشيء السلبي يرى الناس ولا يرونه.

وأكد أن هذا الشيطان يمكن القضاء عليه بالأذكار وقراءة القرآن ، منوها بأن الشيطان يجري أول ما يرتفع الأذان للصلاة، فكيده ضعيف ويذهب بذكر الله.

وقال  إن السحر موجود ولكن أثره مثل أثر الانفلونزا فهو لا يدوم لأن كيد الشيطان ضعيف، ويذهب بأقل ما يكون. 

وأضاف أن السحر ينشئ طاقة سلبية تتسلط على بني البشر فيدخل الرجل على زوجته فيشعر كل واحد منهما بعدم ارتياح للآخر، ويزول السحر بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وقراءة المعوذتين، والفاتحة 7 مرات، وقراءة آية الكرسي 11 مرة، قائلاً: “ لكن من يشعر انه معمول له سحر يدخل نفسه فى دوامة لا تنتهى ويفكر هل انا معمولى سحر؟ وهذا السحر متجدد كأن فيه واحد مستنيهم ومستنى الشعب المصري بالذات عشان يعملهم سحر”. 

وتابع: أعطانا الله أسلحة قوية للسحر أولها قوة الشخصية حتى لا افزع واعلم ان هذا الأمر من فعل الشيطان ويمكن السيطرة عليها بقول “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” ذكر الله كثيرا.  

كما علق على حملات تنظيف القبور لاستخراج الأعمال السحرية، التي تفرق بين الرجل وزوجته أو تعطيل زواج الفتيات أو مرض شخص ما، قائلاً: هذه عملية إثارة لا إنارة. 

وأضاف أن الحاصل هو التجريب، والتجريب العلمى له شروط، أما حكاية حملات تنظيف القبور لاستخراج الأعمال السحرية فاقدة للشروط التى يعتمدها العلم، لذلك يجب علينا إذا أردنا أن ندرس ظاهرة من الظواهر أن نتعامل معها تعاملا علميا، ثم نبني على هذا العلم كيفية التعامل، فضلاً عن التشافي بالقرآن الكريم لأنه معجزة من الله لنا، ولأنه مازال لا تنتهى عجائبه فهو شفاء لما في الصدور. 

وتابع قائلاً: “إنما تقولي عروسة لعبة عملناها سحر لإحدى الفتيات ومنشورة فى كل الجرايد ميلزمنيش، فمن يشعر انه مسحور فعليه ان يذهب لطبيب نفسي ثم يذكر الله تعالى، فضلاً عن قوة الشخصية، ناصحاً الجميع: ”اياكم ان تمتنعوا عن الطب والالتزام بما يقوله الطبيب والجزء الإيماني لا يفطر لسانه عن ذكر الله، فالمؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف". 

وقال إن الله عز وجل هو الخالق للكون وهو الذي بيده مشيئة كل شيء، لقوله تعالى ((إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)). 

وأضاف أنه قد يكون هناك شخص مسحور له ولكن مشيئة الله ان هذا المسحور لا يصاب، أو إذا أراد الله فيصاب هذا الشخص بالسحر، لقوله تعالى  {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّه}. 

وتابع: صحيح ان الله تعالى فعال في كونه لما يشاء فإذا أراد الله تعالى أن يحدث خلقا معينا هذا الخلق فيه مشكلة بين الزوجين تتم ولكن هذا من عند الله، واذا أراد ان تنتهى المشكلة فهي من عند الله فلا احد يخلق سوى الله تعالى هو الخالق للخير والشر والضر والنفع واليسر والعسر، فلا احد يملك حاجة في الكون، المالك هو الله، ولكن الله أمرنا ولابد أن نلتزم بما أمرنا حتى نعمر هذا الكون ونزكي انفسنا لله رب العالمين. 

وأشار الى أن العمل فى السحر بمثابة الشرك بالله لأن مستخدميه يعبدون أصناماً يستمدون منها قوة كي يفعلوا أشياء مخالفة لأمر الله تعالى، فكأنهم يبيعون أنفسهم لهذا الإبليس وبعد كل هذا العناء الذي يصل إلى الشرك والكفر فإن أثره ضعيف جداً.

وأضاف أن من يطلب مالا كي يعمل سحرا لغيره يعتبر “دجل فى دجل”، والقضية كلها أن السحر موجود لكن بإمكان كل شخص أن يسيطر عليه بقراءة القرآن الكريم وذكر الله والذهاب للطبيب النفسي وقوة الشخصية.