الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأب شمس والأم قمر.. خطيب المسجد الحرام يبكي خلال خطبة الجمعة

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

بكى الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام، خلال خطبة الجمعة اليوم، والتي تناول خلالها الحديث عن الوالدين.

قلب الأم سبب بكاء خطيب الحرم

وتقطع صوت «الشريم» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، عند قوله: إن الأبوين في الحقيقة كتلك الشمعة التي تحترق حتى تذوب ليستضيء الأولاد باحتراقها، إنه قلب الأم، غاية المشاعر الجياشة، والعواطف النابضة أن يفرغ قلب الأم وأن تبيض عين الأب لأجل أولادهما. 

 

واستشهد بما قال الله جل وعلا: «وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا» الآية 10 من سورة القصص، وقوله تعالى: «فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّۢ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)» من سورة الإسراء.

 

الأبوين هما من شقيا لتسعد

وأوضح أن الأبوين هما من شقيا لنسعد، ومن نصبا كي يستريح ابنهما، إنهما ليسهران لأجل أن يرقد، ويخافان ليطمئن، وترتعد فرائصهما، ويحتبس دمعهما حين يخرج فلا يرتد إليهما الأمن إلا حين عودته.

 

وأضاف أنهما من يبكيان ليبتسم أولادهما، وهما من يحزنان ليفرح أولادهما، وهما من يشقيان ليسعد أولادهما، إنهما اللذان يجوعان ليشبعوا، ويعطشان ليرتووا، 

 

وأكد  أنه بر الوالدين هو من أبواب الجنة مشرع للإحسان إليهما ومصاحبتهما في الدنيا بالمعروف والبذل وخفض جناح الذل لهما بالرحمة ، فلا براءة من اللؤم والسوء لمن تهاون فيه، وإنه لا أقبح فيه بين الناس من حور بعد كور، ولا من نقض بعد غزل، ولا أشد مضاضة فيه من نكران تجاه جميل، ولا غدر تجاه وفاء، ولا غلظة تجاه رحمة، ولا عقوق تجاه بر.

 

لا أخسر منه في الدنيا

وأضاف أنه لا أخسر من امرئ يفتح له باب من أبواب الجنة فيأبى ولوجه بمحض إرادته، بل يقف دونه مستنكفا ثم يستدير ليجعله وراءه ظهريا، نائيا بنفسه عن ولوج ما فيه سر فلاحه وسعادته في دنياه وأخراه.

 

وأشار إلى أن الأبوان هما للأولاد في مهامة دنياهم: كالشمس والقمر، بهما يستضيؤون دروبهم، ويؤونسون وحشتهم، ويستلهمون سلوتهم، لما قال يوسف لأبيه عن رؤياه : « إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ» الآية 4 من سورة يوسف، فكأن الأب شمس؛ لما يبذله من الكدح والكسب لولده في النهار، و كأن الأم قمر لما توليه من سهر له وشفقة عليه في الليل.