الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السوشيال ميديا وثيقة طلاق الفنانين

مجدي ابو زيد
مجدي ابو زيد

باتت منصات السوشيال ميديا وثيقة لإعلان حالات طلاق العاملين بالوسط الفني، وما بين عشية وضحاها إلا ويتناول مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي قصة من قصص طلاق مشاهير الفن بكافة تفاصيلها التي تكون مخجلة في أغلب الأحيان.

ورغم التغيرات التي طرأت على المجتمع المصري، إلا أن الأصول والتقاليد لا خلاف عليهما لا سيما في الأمور المتعلقة بالحياة الشخصية، وخاصة عند الطلاق حيث يتبادر إلى الذهن مقولة “محصلش نصيب”، دون توضيح أو الخوض في الأسباب، ودون تعرض أي طرف للطرف الأخر.

إلا أنه في حالات طلاق الفنانين والفنانات، تتناول مواقع التواصل الاجتماعي الأسباب دون خجل أو حياء، حيث يعلن فيها أصحابها عن مواقف خاصة جداً أدت إلى الانفصال، واتهامات وتلقيح على الطرف الآخر، وتصريحات أغلبها يدور حول قلة الأصل والإدمان والخيانة وأحياناً يتم الطلاق شفوياً عبر السوشيال ميديا كأن يعلن الفنانة أو الفنانة انفصالهم عن شريك الحياة دون علم الطرف الأخر والأمثلة كثيرة.

تناول السوشيال ميديا للحياة الشخصية لبعض العاملين بالوسط الفني يكون عن طريق الفنانين أنفسهم وبرغبتهم، وسببه في أغلب الأحوال ابتعادهم عن الأضواء، وعدم تناول الإعلام لهم، ثم يقوم أحدهم بنشر خبر طلاقه لتسليط الضوء عليه وخاصة إذا كان مقبل على عرض عمل فنى جديد يلفت له الأنظار.

وهدفه من ذلك أن يصبح تريند ويتناول سيرته كل لسان، ليعود سريعاً للأضواء التي غابت عنه وهو أسلوب رخيص بصراحة أن يسمح أحد بخوض الملايين فى حياته الشخصية، وتناول سيرته ليلاً نهاراً كما حدث في تناول خبر طلاق الفنانة منه عرفه من زوجها، حيث انتهت الأزمة خلال 48 ساعة بعد أن تحدث عنهما الملايين من مستخدمي السوشيال ميديا.

والآن نقرأ يوميا عشرات الأخبار عن الفنانة شيرين التي قامت "بحلق" شعرها بعد طلاقها من زوجها، والمخجل أن يصل بها الحال لنشر تفاصيل خاصة جداً عن حياتها الشخصية مكانها الغرف المغلقة، وباتت حديث البرامج والمواقع الإخبارية بشكل مستفز للغاية.

الجانب المزعج أن عدد كبير من فئات المجتمع، باتوا يقلدون العاملين في الوسط الفني، بحثاً عن شهرة زائفة، وأصبحت حياتهم الشخصية تتصدر السوشيال ميديا، وكل يحكى عن خصوصياته وهو ما دفع بعض المواقع الإخبارية إلى نشر فيديوهات لهم وإجراء حوارات معهم ويشاهدها الملايين، وأغلبها يكون مناف لأخلاقيات المجتمع.

والمثير للدهشة التهافت الإعلامي بكافة أشكاله على أخبار طلاق وزواج الفنانين والمشاهير و بعض فئات المجتمع، وكأن أزمات ومشاكل مصر تتلخص في سرد حكايات الطلاق، فى الوقت الذى يتم فيه تجاهل تناول مشاكل حقيقية يعانى منها المجتمع، من منطلق الإلهاء و"بص العصفورة".