الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كريمة أبو العينين تكتب: ياليل ياعين.. معرفش أكذب

صدى البلد


لعل الواقع الذى نعيشه يأخذنا الى مقولة قديمة قالوا فيها اسمعنى اغنية شعب اصف لك حاله وماهو عليه . خلال حضورى لندوة حول تدهور الفن واسباب ذلك وطرق الحل ، استمعت بشغف للقائمين على الندوة وكلهم رموز واعلام . تحدث احدهم فقال ان مايجرى على الساحة من هبوط فنى وانحدار فى الداء ليس بجديد فقد عاشت البلاد هذه المرحلة من قبل وكانت هناك اغانى مسفة مثل ( ارخى الستاره اللى فى ريحنا احسن جارنا جارحنا ) واسهب المتحدث وقال ان هذه الفقرة لوحدها فى اغنية غناها جهبذ من جهابذة عصره ان دلت على شىء انما تدل على هشاشة المضمون وتفاهته اضافة الى فعل المنكر والدليل انه سيرخى الستارة حتى لايرى جيرانه ماسيفعله من منكر ، وهنا ضحك الحضور وجاءت بعض التعليقات التى تنضم الى مايصفه من تدهور فنى . وتحدث اخر وقال وبصوت جهورى : ياجماعة مفيش حاجه اسمها اغنية هابطة واخرى عالية او ذات قيمة فيه حاجه اسمها التذوق العام وعليه ففيه جمهور فضل يسمع ام كلثوم وعبد الخليم والاطرش وفوزى واسمهان وغيرهم من العملاقة رغم طوفان اصحاب الاغانى الشبابية او القصيرة السهلة كما سماها اصحابها ، واطال النظر الى الحضور وقال ببساطة كل عصر وليه ناسه . استقبل الحضور تصريحه بتحفظ وربما باستياء ، ثم جاء دور مطربة الندوة وهى من اولئك المسيطرين على ساحة مايعرف باغانى المهرجانات وقالت بصوت عذب : بصراحه انا مش شايفه ان فيه اى ازمة خالص واحنا اللى مصعبينها على نفسها كل جمهور من حقه يختار نجمه ويسمعه ويتابعه ، انت بتحب الشعبى خلاص غيرك بيحب الكلاسيكى هو حر ايه الازمة فى كده ، وانهال التصفيق والاعجاب على ماقالت حتى جاء دور عالم الاجتماع الذى بدأ كلامه بجملة البداية وهى ان اغنية الشعب هى مرآته ومن خلالها تعرف طبيعته وميوله واهواءه وربما مزاجه الشخصى ، وان استمرار تدنى المستوى الفنى سيزيد من مشاكل المجتمع كلها لانه يعلى من قيمة السيء على حساب الحسن والطيب ، واكد دكتورنا العزيز ان الدولة باجهزتها المعنية بالحفاظ على الذوق الفنى وحمايته من عوامل الانهيار يقع عليها عبء كبير فى هذه المرحلة بالذات التى اصبحت فيها وسائل التواصل الاجتماعى تتفشى وتنتشر كانتشار النار فى الهشيم ، واستشهد فى حديثه بتجارب وارقام ومشاهد لدول عدة سمحت بالسيء فأخذ فى وجهه الحسن بلا هوادة . فور انتهاء الندوة وجدت ان الواقع الذى نعيشه يدل على انعكاس للحاضرين فمعظمنا اصبح يساير العصر ويستمع للاغانى الخفيفة السريعة ويحفظ كلماتها بسهولة ويسر واصبح لايعيش الاغنية بل يتعايش مع وقعها وبالطبع يساير الجموع فى اتباعه لهم حتى لايقال عليه انه رجعى او قديم او متخلف . خرجت من الندوة وانا فى حالة من اليأس والقلق لاسمع سائق التاكسى وهو يرددمع اغنية فى الكاسيت لقطب من اقطاب التلحين والتاليف المرحوم سيد درويش ( انا وحبيبى روحين فى زكيبه يتعلموا منا الحبيبه كدنا العوازل جاتها رزيه )......