الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرئيس الكوري بمصر قريبا.. كيف ساهمت القاهرة في منح الاستقلال لـ سول؟

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الكوري الجنوبي - أرشيفية

بعد انقطاع دام لـ 16 عاما، تستقبل القاهرة الرئيس الكوري الجنوبي "مون جيه إن"، حيث من المقرر أن يستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي لعقد قمة ثنائية بينهما سيتم خلالها نشر كافة التفاصيل التى تم مناقشتها خلال اجتماع الرئيسين بحضور الصحفيين ووكالات الأنباء العالمية.

 

وقال السفير الكوري بالقاهرة، هونج جين ووك، إن زيارة الرئيس الكوري "مون جيه إن" تعد الزيارة الأولى لرئيس لكوري خلال 16 عاما، مشيرا إلى أن الزيارة تأتي فى إطار اتفاق الشراكة التعاونية التى تمت خلال مارس 2016 علي هامش زيارة الرئيس السيسي لكوريا الجنوبية، لافتا إلى أن زيارة الرئيس الكوري لمصر هدفها متابعة المشروعات القائمة وأيضاً مناقشة المشروعات المستقبلية بين البلدين.

 

وتابع جين ووك خلال المؤتمر الصحفي الخاص بإعلان تفاصيل زيارة الرئيس الكوري إلى مصر: "تعد العلاقات المصرية الكورية مستمرة، حيث أن الشعبين بينهما تواصل مستمر لافتا إلي أن الإعلام له دور فى استمرار العلاقات المصرية الكورية".

 

وأوضح السفير الكوري بالقاهرة، أن 20 يناير سيكون هناك قمة بين الرئيسين المصري والكوري وسيتم نشر كافة التفاصيل التى تم مناقشتها خلال اجتماع الرئيسين بحضور الصحفيين ووكالات الأنباء العالمية.

وتأتي زيارة الرئيس الكوري إلى مصر ضمن جولة الرئيس في الدول العربية، حيث قال المكتب الرئاسي بسول، إن الرئيس مون جيه سيجري زيارة رسمية إلى الإمارات والسعودية ومصر في الفترة بين 15 و22 يناير، حيث يستغل زيارته المرتقبة إلى دول الشرق الأوسط لاستكشاف الفرص المتاحة أمام الشركات الكورية الجنوبية في مجالات الهيدروجين والدفاع والصناعات الأخرى.

 

وفيما يلي يستعرض "صدى البلد" أهم العلاقات التاريخية الوطيدة بين كوريا الجنوبية ومصر..

تاريخ العلاقات

تعد العلاقات بين مصر وكوريا الجنوبية نموذجا يحتذي به لـ علاقات قوية ووثيقة منذ القدم حيث ترتبط الدولتان بأواصر تاريخية ثقافية وعلاقات متميزة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي ساعدت على انتقال الأفراد والمبادلات الاقتصادية والحضارية بين البلدين، مما يؤكد المصير الواحد والمشترك لهما.

‏كما إن العلاقات المصرية الكورية تمتد إلى العام 1948 حين اعترفت مصر رسميا باستقلال جمهورية كوريا الجنوبية.

 

وعلى الرغم من بعد مصر الجغرافي عن كوريا الجنوبية، لكن ستظل مصر محفورة دائما في ذاكرة الكوريين، حيث أطلقت مصر إعلان القاهرة الذي منح الاستقلال لكوريا في 27 نوفمبر 1943، وأُذيع على مسامع العالم عبر الراديو في 1 ديسمبر 1943.

 

وارتبطت  مصر وكوريا الجنوبية بعلاقات قوية ووثيقة منذ القدم، إذ جمعت البلدين علاقات متميزة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي ساعدت على انتقال الافراد والمبادلات الاقتصادية والحضارية بين البلدين، وتمتد العلاقات المصرية الكورية إلى عام 1948 حين اعترفت مصر رسميا باستقلال جمهورية كوريا الجنوبية.

 

وتتركز العلاقات بين البلدين في المجال الاقتصادي والتعليمي حيث حققت التجربة الكورية نجاحا كبيرا في مجال الصناعة بفضل نهضة تعليمية مميزة شهد لها العالم لأنها العامل الأول والأخير لتحقيق الاقتصاد الكوري الجنوبي طفرات كبيرة حيث وصل للمرتبة رقم 13 بين الاقتصاديات القوية في العالم ومصر بدورها تحاول الاستفادة من الخبرات الكورية في مجال التعليم و استيراد احتياجاتها من المركبات والأجهزة الكهربائية والتكنولوجية التي حققت منافسة قوية مع نظيرتها المتقدمة الأخرى مثل اليابان وألمانيا والولايات المتحدة.

 

العلاقات السياسية

مصر كان لها دور فى تحديد مستقبل كوريا بعد الحرب العالمية الثانية ففي الفترة ما بين 22 إلى 26 نوفمبر 1943، وبينما كانت المعارك العنيفة تدور فى كل انحاء العالم، اجتمع قادة ثلاثة من دول الحلفاء وهم الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، والقائد العام تشان كاي شيك من جمهورية الصين فى فندق مينا هاوس بالقرب من منطقة الأهرامات من أجل مناقشة جهود قوات الحلفاء فى حربها ضد دول المحور، وصدر عن هذه القمة إعلان القاهرة.

 

وبالنسبة للكوريين يمثل إعلان القاهرة أهمية خاصة لأنه أول وأحد أهم الإعلانات العامة التي تبناها المجتمع الدولى فى ذلك الوقت والذى لفت الانتباه إلى أن كوريا يجب أن تصبح حرة ومستقلة. وفى هذا الصدد يشير البيان إلى عزم القوى الثلاثة على إنهاء الاحتلال الياباني لكوريا وأن تصبح حرة ومستقلة. وبالفعل استسلمت اليابان بدون شروط فى 15 أغسطس 1945، وأصبحت كوريا حرة من جديد وفق ما جاء فى إعلان القاهرة وفي العرض التالي نستعرض أهم فعاليات العلاقات بين البلدين.

 

وفي عام 1961، اتفقت البلدان على إقامة علاقات قنصلية بينهما، حيث افتتحت جمهورية كوريا قنصليتها العامة في القاهرة في عام 1962. 

وافتتحت مصر أيضا قنصليتها العامة في العاصمة الكورية سول في عام 1991، ثم اتفق البلدان في عام 1995 على جدارة ترقية العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى مستوى سفارة.

 

الزيارات الهامة بين الجانبين

في يونيو 2014، تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي برقية تهنئة بمناسبة توليه منصبه من بارك كون هيه رئيسة جمهورية كوريا.

 

وبعد عدة أشهر وتحديدا في سبتمبر 2014، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بنيويورك، السيدة باك كون هيه رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية، على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وبحثا الجانبان خلال اللقاء القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.

 

بينما في نوفمبر من نفس العام، قام يونج هونج وون رئيس وزراء جمهورية كوريا الجنوبية، بزيارة لمصر، استقبله الدكتور إبراهيم محلب رئيس الوزراء الأسبق، وعقدا خلال الجلسة مباحثات بين الطرفي.

وخلال الجلسة، أكد محلب على احترامنا وتقديرنا للتجربة الكورية، وأن هناك العديد من قصص النجاح الكورية في مصر، كـ شركات تصنيع السيارات والإلكترونيات وغيرها، التي تقوم بالتصنيع والتصدير من مصر، معربا عن أمله في أن تتوسع في استثماراتها خلال المرحلة المقبلة.

 

وفى 3/3/2016 قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة لكوريا الجنوبية، استقبله خلالها "بارك جوين-هاي" رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية. 

وبحثا الجانبان خلال الزيارة تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وتشجيع الاستثمارات الكوريّة في مصر، وخاصة في المشروعات القومية الجديدة وعلى رأسها مشروع محور تنمية قناة السويس، والقضايا الإقليمية في منطقتي الشرق الأوسط وشرق آسيا والتعاون المشترك في جهود مكافحة الإرهاب. 

وشهد الرئيسان مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات الطاقة والنقل والموانئ والتكنولوجيا تقدر بنحو 3 مليارات دولار، وإعلان الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الشاملة والتعاون بين البلدين.

 

العلاقات الاقتصادية بين البلدين

يوجد في مصر 125 مشروعا كوريا بإجمالي استثمارات 341.9 مليون دولار، وذلك حتى مارس 2014، ويندرج الاستثمارات الكورية في مصر في عدة قطاعات أهمها الإلكترونيات، والصناعات النسيجية، ومكونات السيارات، الكيماويات، مواد البناء.

 

وتتمثل أهم الشركات الكورية المستثمرة بمصر،  سامسونج للإلكترونيات، وال جي للإلكترونيات، والشركة الكورية Dong-IL للمنسوجات، وشركة Tex Chem مصر منتجات كيماوية، وشركة  Mobis مركز لوجيستي بالاسكندرية، وشركة GS E & C بناء مصنع لتكرير البترول، وشركة SK E & C بناء مجمع للبتروكيماويات، وشركة Doosan HI & C التي تقوم ببناء محطة لتوليد الطاقة في عام 2010. 

 

ومع استعادة الاقتصاديين المصري والكوري تعافيهما بشكل ووتيرة أسرع من سائر الدول التي تأثرت بالأزمة العالمية، استعادة حركة التجارة بين البلدين زخمها، وسجلت الصادرات المصرية 938 مليون دولار، في حين تم استيراد سلع ومنتجات بقيمة 2.24 مليار دولار من كوريا، ليسجل إجمالي حجم التجارة بينهما ما يقرب من 3.18 مليارات خلال عام 2010، مع ملاحظة أن ما يقرب من 95% من الصادرات المصرية إلى كوريا هي في مجالات الطاقة، وتحديدا النفط والغاز الطبيعي.

وخلال عام 2015، بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وكوريا الجنوبية 2.5 مليار دولار، اذ بلغت الصادرات المصرية إلى كوريا خلال عام 2013 حوالي مليار دولار، مقارنة بنحو 802 مليون دولار خلال عام 2012، وبنسبة زيادة بلغت 26%. 

 

وتتمثل الصادرات المصرية في صادرات بترولية (منتجات بترولية وغاز مسال)، وصادرات غير بترولية تتمثل في: القطن الخام، وتفل البنجر، والميثانول الكحولي، إلى جانب صادرات اخري مثل الرخام والأسمنت الأبيض والمركزات الملابس القطنية، بحسب تقرير للمكتب التجاري المصري في "سول".

أما فيما يخص الواردات المصرية خلال عام 2013، فبلغت حوالي 1.5 مليار دولار، وتتمثل الواردات المصرية من كوريا بشكل عام في السـيارات ، قطع غيار سيارات، المحولات الكهربائية، الأجهزة الإلكترونية، البروبلين، وهناك العديد من السلع المصرية التي يسعى المسؤولين لفتح السوق الكورية لها، وتتضمن: السيراميك والبورسلين، والرخام والجرانيت، والاثاث الخشبي، والبرتقال، والخضراوات والفواكه المجمدة، والصناعات البتروكيماوية.

 

العلاقات العسكرية 

فى 18/11/2021 التقى الدكتور حازم فهمي سفير مصر لدى سول مع وزير تدبير الاحتياجات العسكرية الكوري يون هو كانج، ونائبه الجنرال إيل سونج، وذلك في إطار التشاور القائم بشأن تطورات العلاقات المتنامية بين كل من مصر وكوريا.

تطرق اللقاء إلى مشاركة الشركات الكورية الجنوبية في معرض الدفاع المصري المقرر إقامته في آخر شهر نوفمبر 2021 على نطاق واسع لأول مرة.

وفى 31/8/2021 قام "سوه ووك" وزير الدفاع الكوري الجنوبي بزيارة لمصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى، بحضور الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وكذلك السيد كانج إيون هو وزير المشتريات الكوري، والسفير هونج جين ووك، سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة".

 

وبحثا الجانبان خلال الزيارة سبل تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين، خاصةً ما يتعلق بالتعاون في التصنيع المشترك ونقل وتوطين التكنولوجيا، في ضوء الدور المحوري الذي تقوم به مصر في المنطقة ومسئوليتها لتحقيق الاستقرار والأمن ومكافحة الإرهاب.

بينما فى 28/8/2021 التقي الدكتور حازم فهمي سفير مصر لدى كوريا الجنوبية، مع وزير الدفاع الكوري "سوه ووك"، وأشار وزير الدفاع إلى قرار الحكومة الكورية هذا العام بترفيع وضعية مصر لتصبح على قائمة الدول ذات الأولية في كافة مجالات التعاون لكوريا الجنوبية.

كما أعرب وزير الدفاع عن تطلع الجانب الكوري إلي إتمام زيارة الرئيس الكوري مون جاي-إن إلي القاهرة أوائل 2022.

 

كما استقبل السفير المصري في سول في 15/6/2021، وزير تدبير الاحتياجات الدفاعية الكوري "أون هو كانج" الذي أعرب عن تطلعه لتعميق التعاون بين مصر وكوريا الجنوبية في مجال الدفاع، ومشاركة الشركات الكورية في معرض الدفاع المصري EDEX 2021 المقرر إقامته في مصر مع نهاية شهر نوفمبر  2021.