حكاية أول سيارة تم تجميعها فى مصر.. ماركتها مفاجأة | صور

يظن الكثير أن تاريخ صناعة أو تجميع أول سيارة بمصر يعود إلى الشركة الوطنية لصناعة المركبات النصر، و التي تم تأسيسها  بأمر من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حينما أراد النهوض بالصناعة الوطنية ضمن مشروع "من الإبرة للصاروخ" والذي يهدف إلى جعل مصر دولة صناعية كبرى تعتمد على الإكتفاء الذاتي بصناعاتها، ولكن المفاجأة هنا أن اول سيارة قد تم تجميعها في مصر كانت لإصدارات الشركة الامريكية الأشهر فورد في خمسينيات القرن الماضي من طرازيها أنجليا FORD ANGLIA و برفكت FORD PERFECT.

كالعادة مصر هي محط انظار العالم وأولى المحطات التي تتجه إليها أعين الغرب في محيط الشرق الأوسط لترسيخ تجارتها وصناعتها، وكان لمدينة الهوى السكندري الريادة في تجميع أولى السيارات في مصر، حيث إتجهت الشركة الامريكية فورد في ثلاثينيات القرن الماضي لفكرة إنشاء فرع لمصانعها في محيط الشرق الأوسط فوقع الإختيار على المحافظة المصرية السكندرية، وبدأت أولى إنتاجات هذا المصنع في الأربعينيات من القرن الماضي والذي تخصص في عمل إصلاح سيارات فورد FORD وتجميع طرازين فقط من إصداراتها.

" هل شاهدت أنجيليا وبرفكت .. تحسينات عظمة وتجديدات .. في الموديلات الحديثة التي وصلت أخيرًا تفضلوا بمشاهدتها وتجربتها لدى جميع متعهدي  سيارات فورد .. شركة سيارات فورد مصر" بهذه الكلمات كان أول إعلان لطرازي الشركة الامريكية الذان تم تجيمعهما هنا في مصانع فورد بمصر، لتصبح هنا اهم السيارات التي انتشرت بكثرة في الشوارع المصرية، ووصلت لقمة أزدهارها في فترة الأربعينيات وطرحت عدة نسخ من الطرازي ANGLIA  و PERFECT في العام 1959.

"قليلة الثمن عند شرائها.. وقليلة النفقات عند إقتنائها .. شديدة المتانة فسيحة رحبة الأمكنة"، في زمن كان أقصى ما توصلت له تكنولوجيا صناعة السيارات هو إصدار نسخ تحتوي داخلها على المذياع "الراديو" وكانت حينها طفرة كبيرة في تاريخ السيارات، وإصدار نسخ تتسم بالرحابة تتسع لإستيعاب خمسة أفراد، حينما كانت تنتج معظم الشركات العالمية لسيارات صغيرة الحجم وكان هذا الشائع حتى أصدرت الشركة الأمريكية طرازيها أنجليا ANGLIA و برفكت PERFRCT.

حينما أخذت إصدارات الشركة الأمريكية فورد FORD شهرة كبيرة في محيط دول الشرق الأوسط وذلك لطرازاتها التي تم تجميعها في مصر، ظن الكثير ان في وقت قريب سوف تحتل مصر صدارة العالم في صناعة المركبات ولكن هذه الاحلام لم تدم كثيرًا، فحينما حلت حقبة الستينيات بتغييراتها الجذرية وانتشار الفكر الإشتراكي، تعرض مقر شركة فورد مصر لضائقة مالية كبرى خاصة بعد أزمة إستيراد بعض القطع المستخدمة في تجميع سياراته، فأعلن حينها إغلاق أقدم و أول شركة تجميع وصناعة سيارات تواجدت في المحروسة، لتصبح حاليًا مقرًا لإحدى مدارس محافظة الإسكندرية.