EN
يصدر اليوم كتاب "اللاهوت العثماني" للكاتب والمؤرخ سامح الزهار، بالتزامن مع افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب عن دار بتانة بغلاف لـ عبد الرحمن الصواف.
ويقول المؤلف: كان المغزى والهدف من الفكرة اللاهوتية هو أنها لا تنحصر في دين ما وإنما كانت متعلقة بجميع الأديان والمذاهب، فبالإشارة إلى الفلاسفة الإغريق حُسم النقاش حول الورع الديني مقابل تحقيق المكاسب، ذلك الرأي ابتكره فلاسفة الغرب، وللأسف انجر له كثيرون بدون أن يفكروا بجدية أنهم يهدمون الخصوصية الدينية بذلك، فكان فاستعمال مصطلحات اللاهوتية قد فرض نفسه في المنطقة التركية، هذا ويرتبط قيام الدولة العثمانية بتلك الفكرة اللاهوتية حيث التوظيف الديني السلطوي، وتسعى هذه الفكرة إلى احتكار التراث الديني، من خلال النظرة الأحادية في التعامل معه، لتوظفه في المشروع السياسي، عبر خلق هوية انعزالية منكفئة على نفسها تجعل من الآخر عدوًا تارة وكافرًا تارة أخرى.
ويضيف، ولا تنصب مساعي النموذج العثماني على صبغ الحكم بصبغة دينية وإحاطته بهالة من القداسة فحسب، بل سعت أيضًا لصبغ المجتمع كليًا بتلك الصبغة من خلال أساليب القهر التقليدية في مجتمعها، وقد تزامن المشروعان من خلال استغلال الهوية الدينية ببعدها الوجداني أكثر من كونها هوية دينية بغلاف سياسي، وفي هذا الكتاب نرصد مشاهد من تسييس الدين وتديين السياسة العثمانية لمن يفكر ويحلل ويتدبر، وهذا من خلال الاعتماد على المصادر المُعاصرة، والمراجع المُعتبرة، والوثائق التاريخية المنشورة وغير المنشورة، بانحياز كامل وفقط للتاريخ.
