الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مشاعر في المزاد

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

يقولون - والعهدة على الراوي- إنه فى زمن من الأزمان كانت تعقد فى يوم من كل عام سوق،  تباع فيها وتشترى كافة المشاعر والأحاسيس ؛ وكان الملك يشرف بنفسه على عملية البيع والشراء ، بل ويقال إنه من كان يتحمل نفقات التجار المشترين من المواطنين مشاعرهم وانفعالاتهم.. فى هذا اليوم الذى تنتظره البلدة من كل عام يتدافع البائعون لكى يعرضون بضاعتهم فمنهم من يبيع ضحكة سعيدة ومنهم من يبيع دمعه ؛ وبينهم من يبيع كلمات صادقة واخرى زائفة وهناك ايضا من يبيع نبضات قلبه سواء كانت زيفا ام حقيقة .. ظلت الاحوال على هذه الطريقة سنوات عدة واهل القرية ينتظرون يوم العرض ومعهم حاكم المدينة الذى استطاع من خلال هذه الاحتفالية ان يثبت أقدام حكمه وبقاءه فى الحكم لسنوات متواصلة لأنه استطاع بذكائه ان يشغل العامة طوال السنة بموعد السوق وما سيعرض فيه وكم البيع والشراء وايضا بعد انقضاء السوق لا يسكت الناس عن الحديث عن تبعات ماحدث فى السوق ونوادره وقفشات عن البائع والمشترى فمنهم عن يحكى عن ان فلاناً عندما جاء للبائع لكى يبيع له بكاء ابيه وهو رجل مسن رفض المشترى ذلك بدعوى ان كل الكبار يبكون وان بكاءهم عادي ولا يستحق ان يشترى ، والاجدى ان تحضر لنا بكاء شيخ على ما ضاع من عمره وهو لا ينشر علمه ولا حاكم يبكى على عدم قدرته على ارساء العدل فى مناحى مملكته وبدلا من ان يترك الحكم لمن يستطيع ذلك اثر ان يظل حاكما بلا اهداف ولا رؤى ، وصاروا يتحاكون ايضا عن ضحكات ردت الى اهلها بلاثمن ولا حتى تقديرا لان المشترين قالوا انها ضحكات من ممثلين اطلقوها فقط من اجل لفت الانتباه واثارة الغرائز وطرح التساؤلات ، تحدثوا ايضا عن مشاعر زائفة لاتباع ولاتشترى فهى من النوع الذى يقع تحت تصنيف مشاعر تحت الطلب والثمن ؛ تطلق لمن يدفع وتحجب عمن لايدفع .. 

وجرى الحديث ايضا عن الاهداف التى يسعى لها الافاقون والكاذبون فى عرضهم لبضاعتهم كل عام مع معرفتهم وتيقنهم بأنهم مغرضون بائعو وهم وكذب وغش . عام يأكل عام والسوق قائم والحاكم حاكما والدنيا تسير والكل يحاول ان يهذب بضاعته ويضفى عليهاالمزيد من عناصر الاقبال والقبول الى ان يأتى يموت يعلن فيه عن وفاة الحاكم والغاء السوق ومن يومها واصبحت هذه التجارة حقا مكتسب لكل من فى البلدة ولكنها بلاثمن مدفوع ولكن الثمن يدفع من صدق الصادقين وطيبة الطيبين وسذاجة الساذجين ، فعلا نجم المارقين والغشاشين واهل النفاق والكذب فأصبحت الدنيا غير ومعظم اهلها غير ايضا ....