الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القمة العربية بالجزائر ..التأجيل يثير الشكوك بشأن انعقادها |وخلافات عودة سوريا قائمة

الرئيس الجزائرى
الرئيس الجزائرى

تواجه القمة العربية الدورية المقرر عقدها في الجزائر مصيرا مجهولا، حيث كثرت التساؤلات حول مستقبل القمة خلال الأسابيع الماضية، وهل تفشل الجزائر في عقدها خاصة بعد الحديث عن تأجيلها لنهاية العام؟.

تحديات عدة تواجه القمة العربية المقبلة وتهدد إقامتها، حيث لم يتم الاتفاق حتى الآن على موعد محدد لإقامة القمة، ويتم الآن العديد من الاجتماعات بين الجانب المصري بصفته رئيس القمة السابقة، والجانب الجزائري الذي سيتسلم رئاسة القمة المقبلة.

وتعتبر هذه القمة هي الرابعة من نوعها التي تستضيفها الجزائر، واحتضنتها لأول مرة في عام 1973، ثم عام 1988 وأخيرًا عام 2005.

وألقى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، كلمة أثناء افتتاح أول ندوة لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية فيقصر الأمم.

وقال الرئيس الجزائري إن القمة المقرر انعقادها في مارس المقبل سوف تبحث إصلاح الجامعة العربية مع الرؤية للعمل العربي المشترك.

جدل حول انعقاد القمة العربية

وفي هذا الصدد قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، إن تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لا تعني إلغاء القمة، ولكن هناك جدالاً في البداية حول انعقادها قبل وبعد زيارة الرئيس الجزائر إلى القاهرة، والاتصالات التي أجراها وزير الخارجية الجزائري في جولته للمنطقة.

وأضاف فهمي، خلاص تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الجزائر حرصت على بعض التحفظات، ومنها: إجراء الحوار مع الجانب الفلسطيني، وبتحديد جدول أو موعد أعمال، لأن الجزائريين يريدون تقديم قمة من خلال رؤية جديدة لإنجاحها، كما أن الجزائر لا تريدها قمة عربية عادية.

وأشار فهمي: "لا تزال الخلافات موجودة لعودة سوريا إلي الجامعة العربية، والقضايا الاخرى المتعلقة تجاه أزمة اليمن والخليج أيضا، والتي ترتبط بتصاعد التهديدات للمنشآت الحيثية".

وأكمل فهمي، إن القمة تأجلت من قبل إلى إبريل، ولكن المشكلة هنا أن لا توجد نوايا عربية جيدة، وهناك بعض التباينات في النطاق العربي، ولكن الرئيس الجزائري سعى لتهدئة هذه الخلافات، وأصبح موقف الجزائر من موضوع التطبيع جيدا مع الجانب الإسرائيلي وتم توقيع اتفاقيات السلام، ولكن هناك عددًا من الدول تنحاز لعدم عودة سوريا إلى مقعدها".

وأوضح: "هناك استمرار في العلاقات العربية البينية، مما سيؤدي إلى إفشال القمة قبل أن تبدأ، والجزائريون بذلوا مجهوداً كبيرًا لجمع الفصائل الفلسطينية خلال الاسابيع الاخيرة، ولكن لم يبلوروا رؤية".

واختتم فهمي: "سيكون أمام الجزائر اختاريين، إما تأجيل القمة لأجل غير مسمى، أو محاولة عقدها في مقر الجامعة العربية، ولكن المشكلة هنا أكبر من اختيار المكان والتوقيت، ولكن بطبيعة الحال الجزائر لن تسمح بفشل قمة قبل إقامتها إطلاقا، ورغبتها في إنجاح قمة محسوبة لها نظرا لموقع الجزائر الكبير في النطاقين العربي والإقليمي، وبالتالي لن تكون ساعية لقيام قمة تفشل قبل أن تبدأ".

السيطرة على الخلافات العربية

وعن موعد عقد القمة، قال الرئيس تبون "إنه سيتم خلال اجتماع رسمي لوزراء خارجية الدول العربية المقرر في مارس المقبل بالقاهرة، الترسيم النهائي لتاريخ انعقاد القمة الذي سيكون في الثلث الأول من السنة الجارية، والذي قد يرتبط بيوم تاريخي بالنسبة للجزائر".

وأكد أنه "لا يجب استباق الأحداث، لأن اجتماع الأشقاء في مارس هو من سيحدد تاريخ القمة"، وأضاف: "كل الأشقاء العرب ينتظرون القمة نظرا لسياسة الجزائر القائمة على البقاء على مسافة واحدة بين الفرقاء وعدم تسببها في سكب الزيت على النار لإثارة الفتن بين الدول، بل تحاول لم الشمل بين الدول قدر المستطاع".

وأعرب الرئيس الجزائري عن أمله في أن تخرج قمة الجزائر بنتائج "إيجابية جدا"، لاسيما أن "العالم العربي يحتاجها"،مضيفا: "كفانا من التفرقة"، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية.

وقد سبق أن تحدث وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في الأمر قائلا إن جلوس سوريا على مقعدها في الجامعة العربية سيكون خطوة متقدمة في عملية لم الشمل وتجاوز الصعوبات الداخلية.

وأكد السفير الجزائري الأسبق أمين خربي على أن مشروع الجزائر لإصلاح الجامعة يركز على المبادئ الكبرى، حيث تشتهرالجزائر بإخلاصها لتحالفاتها التاريخية.

وقال خربي لمصادر إعلامية: "الجزائر حريصة على منح العالم العربي عتبة جديدة لبناء أمن قومي عربي، وهي تتمتع بهالة خاصة على الساحة الدولية اليوم، بالنسبة لسياستها الخارجية التي تحاول الحفاظ على المصالح طويلة الأمد للعالم العربي".

وتصطدم هذه التطورات بموقف الرأي العام العربي الذي ينظر إلى الجامعة كمؤسسة عربية كبيرة فشلت في التعامل مع الأزمات الكبرى التي تشهدها المنطقة عام 1945، وهو الأمر الذي يحتاج إلى عمل إعلامي كبير لتحسين صورة الجامعة.

ويؤكد الخبراء ان الجامعة العربيه حملت علي مدار 70 عاما العديد من مشاريع الإصلاح التي كانت تصطدم بالعراقيل والصعوبات،  وتأسست في 22 مارس 1954.

قمة الجزائر والفرصة الأخيرة

ويجمع الخبراء على اعتبار قمة الجزائر الفرصة الأخيرة، لاستعادة زخم مبادرة السلام العربية، التي أطلقها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز عام 2002، بقمة بيروت التي تتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث وضعت المبادرة شروطا لا تختلف حولها الدول العربية من ناحية الشكل مقابل السلام مع إسرائيل.