الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام يحذر من كلمة تهوي بقائلها في النار

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور بندر بليلة، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن اللسانْ حَدُّهُ عظيم، وخطرُهُ جسيم؛ وأثرُهُ عميم، يَرقى به المَرءُ دَرَجاتِ العِزِّ والفَخار، أو يَهويِ في دَرَكاتِ العَطَبِ والبَوار.

يهوي بها في النار

واستشهد «بليلة» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، بما قال النبي –صلى الله عليه وسلم-  : «إن العبدَ ليتكلمُ بالكلمةِ ما يَتبيَّنُ ما فيها، يَهوي بها في النار أبْعَدَ ما بين المشرق والمغرب» أخرجه البخاري ومسلم.

وتابع: بما قال –صلى الله عليه وسلم- : «وهل يَكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم أو قال على مَناخِرِهم إلا حصائدُ ألسنتهم » وسُئل –صلى الله عليه وسلم- عن أكثرِ ما يُدخِلُ الناسَ النارَ فقال: «الفَمُ والفَرج» أخرجهما الترمذي، قال يحيى بنُ أبي كثيرٍ رحمه الله: «ما صَلَحَ مَنطِقُ رجلٍ إلا عُرِفَ ذلك في سائرِ عَملِه، ولا فَسَدَ مَنطِقُ رجلٍ إلا عُرِفَ ذلك في سائرِ عَملِه».

إن كانت خيرًا فما أحَظاهُ

وأوضح أن اللسانُ أمانةٌ عند الإنسان، ووديعةٌ مسؤولٌ عنها، وهو قابِلٌ لكلِّ ما يُعرَبُ به، ومائلٌ إلى ما يُمال إليه، وكلَّ كلمةٍ يَلْفِظُها الإنسانُ مُثبَتَةٌ عليه في كتابٍ لا يَضِلُّ ربي ولا ينسى ثم تُعرَضُ عليه يومَ العرضِ الأكبر؛ فإن كانت خيرًا فما أحَظاهُ وأهْناه، وإن كانت شرًّا فما أبْأسَه وأشْقاه!.

وأكد أنه قد أمر اللهُ سبحانه ورسولُه –صلى الله عليه وسلم- بأحسنِ القولِ وأطْيَبِه، وحَضَّا على أجملِ الكلام وأعْذَبِه، قال تعالى « وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً» وقال -صلى الله عليه وسلم : «مَن كان يؤمن بالله واليومِ الآخر فلْيقُل خيرًا أو ليصمُت» أخرجه البخاريُّ ومسلم .

حُلى اللسان

وأشار إلى أنها حُلَى اللسان، وتُحَفُ البيان، تنفُذُ إلى القلوبِ قبل الآذان، تعليمُ جاهل، وتنبيهُ غافل، وإرشادُ حائر، وبَذلُ نصيحة، وبثُّ خير، وإصلاحٌ بين الناس، وذكرٌ لله عزوجل.

ونبه إلى أنه على العبد أن يكون قَوَّامًا على لِسانِه، حارسًا له من آفاتِه بِسِنانِه، وأخطرُها وأشنعُها: القولُ على الله تعالى بغير علم، كالقولِ بلا علمٍ في أسمائِه وصفاتِه وأفعاله، ووصْفِه بضِدِّ ما وَصَفَ به نفسَه أو وصَفَهُ رسولُهُ –صلى الله عليه وسلم-، أو تحليلِ ما حرَّم، أو تحريمِ ما أحلّ، أو الخوضِ في شَرعِه بلا عِلم ولا هُدى.

آفاتِ اللسانِ

ولفت إلى أن من آفاتِ اللسانِ وحَصائدِه: السخريةُ والغيبة، والكذبُ والنميمةُ والبُهتان، واللَّعْنُ والسِّباب «لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ» ، « وقفات مع قوله تعالى: «وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا»، وقال –صلى الله عليه وسلم- :«إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار».

ودلل بما قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:  «لا يدخل الجنة نمام»، وقال –صلى الله عليه وسلم-: «كلُّ المسلمِ على المسلم حرام، دُمُهُ ومالُه وعِرضُه»، «ومَن لَعَن مؤمنًا فهو كقتْلِه»، «وسِبابُ المسلمِ فُسُوق»، «والمسلمُ مَن سَلِم المسلمون مِن لسانه ويده».