قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

سن السكاكين بالإسماعيلية.. مهنة قديمة تصارع من أجل البقاء

سنان الإسماعيلية
سنان الإسماعيلية

قبل ظهور الميكنة الكهربائية كانت بداية سن السكاكين مهنة متوارثة من أيام الفراعنة، حيث كان السكين يوضع على الحجر ويقوم العامل بادارته يدويا ويضع السكين عليه في الوقت الذى يدور فيه القرص أسفلها ويحدث احتكاك.


هكذا لكل سكين طريقة في السن تتناسب مع طبيعة الشيء الذي تستخدم في تقطيعه، نتعامل مع ربات بيوت، وجزارين، وشيفات، وخياطين، وبائعي الأقمشة، وفنانين يعملون بالورق المقوي، ويحتاجون إلى مقص مسنون".

محل محمد صابر "السنان"، في شارع مصر بالإسماعيلية، يمتلئ بالعدد الهائل من السكاكين، والسواطير التي تزين بأياديها الملونة، واجهة المحل للدرجة التي لا يمكن معها تمييز أي إنسان واقف داخل المحل، أو خارجه.

سكاكين عم "محمد"، ذات أياد ملونة، إما بيضاء أو سوداء أو أخرى حمراء، ليست مصنوعة من مادة واحدة متجانسة، منها المصنوع من الخشب، ومنها المصنوع من البلاستيك، وكذلك فهي مختلفة الأحجام والأنصال بحسب الغرض منها، فهناك السواطير العريضة، والأخرى الرفيعة، ومنها المخصص للجزارين أو الحرفيين، ومنها ما هو مخصص للمطبخ أو للسفرة.

المشهد لا يخلو من الدراما، فالسكاكين المعلقة على واجهة المحل، تشبه الجنود قبل النزول لأرض المعركة، مستعدين بأنصال لامعة، ومصقولة حادة لن تخطأ هدفها، في يد ماهرة تعرف كيف تستخدمها.

يدافع محمد "السنان"، عن حرفته التي أوشكت على الانقراض، عقب ظهور حجر الجلخ الكهربائي، فهي مهنة الأباء والأجداد، التي تواجه تحديات كبيرة، تنذر بذهابها إلى دفتر التاريخ، بدون رجعة.

قال محمد صابر "السنان"، أن سن السكاكين وبيعها، صنعته التي تعلمها منذ 45 عامًا، عندما ورثها عن والده الذي ورثها عن أبيه، الذين عملوا في نفس المحل بشارع مصر بالإسماعيلية، والذي تأسس وحصل على ترخيص مزاولة المهنة عام 1972.

وتابع: "ابدأ العمل من الساعة الـ9 صباحًا وحتى 11 مساء، دون توقف، ويساعدني عاملان، في فترة المواسم والاعياد، تصل يومياتهم إلى 100 جنيه بحسب الإقبال".

وأضاف صابر، أن سوق سن وبيع آلات الجزارة أصابه الكساد منذ أعوام قليلة، بسبب ارتفاع الأسعار التي أجبرت المواطنين على التخلي عن سنة ذبح الأضحية، وأكثر التحديات، تتلخص في وقف استيراد الأدوات منذ عدة أعوام، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها، بالإضافة إلى إصابة العاملين في مجال السن، بإصابات خطيرة دون حصولهم على تأمين خاصة أنهم عمال "أرزقية".
وعن استعداداته لاستقبال عيد الأضحى باعتبار أن المهنة مرتبطة بالعيد المبارك، أوضح أنه يبدأ في استعدادات عيد الأضحى قبلها بشهرين، من خلال تجهيز المحل بجميع لوازم الجزارة من القرم والسكاكين والسواطير، بكل أنواعها وأشكالها."السن محتاج إلى تركيز شديد، وثبات في اليد، أثناء وضع السكين على القرص الحجري، والقيام بإدارته ووضع السكين عليه، وفي الوقت الذي يدور القرص أسفلها يحدث احتكاك بينهما (القرص والسكين) ما ينتج عنه شرارات من النار قد تصيب العامل في عينيه".

يشرح محمد الصعوبات التي يواجهها في المهنة، وكيفية عمل المسن.

وقال صابر: "تعلمت في مهنة السن أن كل سكينة وليها حدوتة، الموضوع مش سكينة مطبخ وخلاص، وكل واحدة وليها شكل واستخدام وماسكة أيد معينة، يعني الخنصر بيسلخ جلد، ساطور بيخلي اللحم عن العظم، وفي سكاكين مخصصة للتقطيع".

وأضاف: "ده غير أن السنان مش بيتعلم سن بس، الموضوع مختلف لازم يبقى معلم في مهنته، ويتعلم الذبح ويكتسب خبرة من احتكاكه بالجزارين والشيفات، ويفهم طلبات السوق ويبقى مركز علشان يحمي نفسه، ويطور نفسه وده اللي بيفرق سنان عن التاني".وعن أسعار السن هذا العام، قال صابر: "الأسعار بتختلف حسب نوع السكين، وطول الجزء المسنون، وهي بشكل عام تبدأ من 4 جنيهات إلى 15 جنيهًا".