عقد مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس ورشة عمل لعرض كتاب:الأمن القومي العربي "تحديات وحلول "للكاتب أحمد حمادي الباحث في العلوم السياسية.
وناقش الكتاب اللواء أركان حرب محمود خليفة مستشار الأمين العام لجامعة الدول العربية للشئون العسكرية، ود نجاح الريس أستاذ العلوم السياسية بكلية السياسة والاقتصاد بجامعة بني سويف، بحضور محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، ومجموعة كبيرة من القادة العسكريين والسياسيين والرموز الدينية ونيافة الأنبا أرميا رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوزكسي.
اقيمت ورشة العمل تحت رعاية د محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس ود هشام تمراز نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ورئيس مجلس إدارة مركز بحوث الشرق الأوسط ود أشرف مؤنس مدير المركز، وذلك في إطار فعاليات الموسم الثقافي للعام 2021 – 2022 لمركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية.
استهل فعاليات الورشة د أشرف مؤنس مدير المركز بالقاء كلمة افتتاحية رحب فيها بالحضور، وتحدث خلالها عن مفهوم الأمن القومي ومدى أهميته لتحقيق المصالح الاستراتيجية للدولة وضمان سيادتها وحماية حرياتها واستقلالها السياسي والاقتصادي.
واستعرض بعض التجارب التاريخية للاتحادات العربية والتي أنفرط عقدها على مر السنين ولم تنجح في الصمود أمام مختلف التحديات التي واجهتها؛ مثل الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا في عام 1958 واتحادات الجمهوريات العربية والذي ضم سوريا ومصر وليبيا عام 1971، هذا فضلاً عن مجلس التعاون العربي الذي ضم مصر والعراق واليمن الشمالي وانحل نتيجة لحرب الخليج الثانية عام 1991.
وأشار إلى وجود محاولتين ناجحتين فقط للاتحاد في العالم العربي وهما اتحاد الإمارات العربية المتحدة ومجلس التعاون الخليجي الذي يضم ست دول عربية، وفي مقابل ذلك، نجد هناك الكثير من النماذج الناجحة والمثمرة للاتحاد والدمج التي تجمع بين دول القارة الأوروبية على مختلف الأصعدة الثقافية والاقتصادية والاستراتيجية والسياسية؛ مثل السوق الأوروبية المشتركة والاتحاد الأوروبي.
وأوضح دكتور مؤنس أهم أسباب وعوامل النجاح والفشل التي تواجه أي محاولة للاتحاد بين الدول، مضيفا: ومن هنا تتبين أهمية كتاب (الأمن القومي العربي "التحديات والحلول") ، حيث يحاول الكاتب التوصل إلى حلول عملية لتحقيق الأمن القومي العربي والتغلب على كافة التحديات التي تحول دون ذلك.
وقام الكاتب أحمد حمادي باستعراض أهم فصول كتابه والغاية منه وأهميته نظراً للحاجة الملحة والضرورية إلى إحياء الأمن القومي العربي وصياغة مفهومة صياغة جديدة تعيد بناء أسسه وتجعله قابلاً للتطبيق والتكيف مع المتغيرات الدولية والإقليمية التي تتم حول الوطن العربي.
واستعرض الباحث السياسي مفهوم الأمن القومي والأمن القومي العربي وآليات تحقيقه والتحديات التي تواجهه، وكيفية الوقوف على الحلول المناسبة والعملية للتغلب على مثل هذه التحديات من خلال التعاون والعمل المشترك بين كافة الدول العربية على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاستراتيجية.
عقب الانتهاء من استعراض أهم العناصر التي ينطوي عليها كتابه، عقب اللواء أركان حرب محمود خليفة على الكتاب، مؤكدا أن المسؤولية الثقافية تقع على عاتق وزارات الثقافة والأزهر الشريف والكنيسة، ولابد من أن ينشروا مزيدا من الوعي والمعرفة بين صفوف الشعب لرفع مستوى الوعي بأهمية الأمن القومي المصري والعربي.
وقال: نحن في مرحلة وعصر الكلمة التي لها قوة أكبر من القوى النووية، فالذخيرة مهما اختلف نوعها تؤثر في مكان إطلاقها فقط أما الكلمة فتدمر أجيال وشعوب، وحروب الشائعات خير دليل على ذلك، لافتا إلى أن عدم الاستقرار والحروب ينتج عنه انقسامات وتفتت داخل الدولة الواحدة، وهو ما حدث أثناء الحرب العالمية الأولى ونتج عنه احتلال الدول العربية، إلى أن توحدت الشعوب العربية وقاومت من أجل الاستقلال حتى حصلوا عليه.
واثني د نجاح الريس على المجهود الكبير الذي بذله الكاتب ليخرج إلينا بهذا الكتاب القيم لما له من أهمية في ظل الأجواء السياسية والتحديات الراهنة التي تحيط بالوطن العربي، كما أبرز أهمية تحقيق الأمن القومي العربي وضرورة تضافر كافة الجهود، الحكومية والشعبية، على جميع الأصعدة والمستويات لتحقيق أمن قومي عربي راسخ الأركان يصلح ليكون أساسًا قويًا لتقدم الدول العربية وارتقائها.