الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا تخاف أقوى دولة في العالم من روسيا بعد غزوها أوكرانيا؟محللون يجيبون

بوتين وزيلينسكي وبايدن
بوتين وزيلينسكي وبايدن

ناقشت صحف دولية مسألة عدم إرسال الولايات المتحدة الأمريكية، أقوى دولة في العالم، قواتها لدعم أوكرانيا من الهجوم الروسي الكبير على أوكرانيا، وهي المشهورة بتدخلاتها في مثل هذه المواقف، وحصدها من تدخلاتها مكاسب سياسية واقتصادية، فأمريكا لا تتدخل من أجل الإنسانية فقط، بل يصاحب ذلك أهداف أخرى.

وقال محللون إنه إذا كانت لأمريكا مواقف أشد من الهجوم الروسي، وتهديد روسيا باشتباكات عسكرية محدودة، فلربما تراجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن هجومه، أو تمهل قليلا وترك مساحة أكبر للدبلوماسية.

لكن ذلك أيضًا غير مضمون، فحدوث اشتباكات ولو محدودة بين قوات وأمريكية وروسية أمر مأمون العواقب، وربما تكون تبعاته حرب مفتوحة، وهذا أمر سيوصل العالم لحرب عالمية ثالثة، لم تعد في حقيقة الأمر مستبعدة، في ظل التوترات المتزايدة في العالم، خاصة بين المعكسر الغربي بقيادة أمريكا وبين روسيا والصين.

وقالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، إن الأمر الذي يمنع أمريكا من التدخل يدور حول ارتفاع مخاطر حرب كبرى إذا ما تدخلت أمريكا، فاحتمال خسارة أوكرانيا من المعسكر الغربي أهون من حرب عالمية.

أنهكت أمريكا نفسها خلال عشرين عامًا في غزو العراق وأفغانستان، دون أن تحصل من ذلك جدوى، ولم تعمل إلا على نشر الفوضى في هذين البلدين، ولم تنجح في اجتثاث طالبان من أفغانستان، التي باتت تحكم البلد المسلم فعليًا، وهي المعروفة بتشددها وتطرفها وابتعادها عن مقاصد وصحيح الدين، وانسحبت  من أمامها، فيما يشبه الهروب، من طالبان.

دعا ذلك محللون إلى الربط بين الأمرين والقول إن روسيا رأت ضعف أمريكا الواضح في أفغانستان، فاعتبرت ذلك فرصتها المناسبة لحماية ما تراه مصالح استراتيجية لها، في ظل تعامل أوكرانيا بتحدٍ لها من إصرارها على عضوية حلف الناتو والاتحاد الأوروبي.

أجهدت حربا العراق وأفغانستان أمريكا، فصار الرأي العام في أمريكا يرفض مشاركة الجنود الأمريكيين في أي معارك تخص أمريكا مباشرة.

وحول ذلك أيضًا، قالت شبكة “سي إن بي سي”، إنه في السابق في عام 1990، عندما غزا العراق الكويت، قامت أمريكا في العام التالي، وتدخلت عبر تحالف متحالف معها برعاية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لصد الغزو العراقي، واليوم، بينما تخوض روسيا حربًا عدوانية مماثلة ضد أوكرانيا، لا توجد جهود أمريكية مماثلة في المستقبل القريب، حتى عندما طالب القادة الأوكرانيون بمساعدة الغرب.

هناك العديد من الاختلافات بين الأوضاع في 1991 و2022، لكن أكبرها هو أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لم يكن لديه أسلحة نووية، أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فبلده هي القوة العسكرية الثانية عالميًا بعد أمريكا، ولديها ما يقرب من 6000 رأس نووي وأكثر، وهذا يجعل الفرق مذهلًا.

وبحسب مجلة “فورين بوليسي”، فإن أمريكا والغرب يخشون التصعيد مع روسيا، فبحسب ما ذكرت المجلة على لسان مصادر مسئولة لها، هدد بوتين صراحة الغرب بإمكانية استخدام السلاح النووي حال وقفوا مع أوكرانيا ضده، وهو الأمر الذي أخافهم ومنعهم من التدخل بأي شكل ما عدا فرض عقوبات قاسية على روسيا.