الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل هناك محاذير شرعية عند زيارة الأضرحة ؟.. على جمعة يجيب

صدى البلد

"ما هى آداب زيارة الأضرحة ؟ وهل هناك محاذير شرعية عند الزيارة ؟" سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في حلقة سابقة من حلقات برنامجه "والله أعلم" المذاع على قناة إم بي سي مصر.

 

وأكد جمعة أن النبي صلى الله عليه وسلم سن للمسلمين زيارة القبور وقال: " كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكر بالآخرة"، مضيفا أن مهمة الإنسان في زيارة القبور هو أن يتذكر الآخرة والموت وأن الدنيا فانية وأن نعرف أنه ينبغي ألا نتكالب عليها أو نفعل فيها الشر والمعصية، فكل هذه المعاني تأتي للإنسان عندما يتذكر العبد الموت أو يزور القبور، ومن ضمن هذه القبور الأضرحة التي من الله على أصحابها بأن جعلهم في مكان يكثر الناس لهم الدعاء.


وأوضح جمعة أن آداب الزيارة الشرعية أن يذهب المسلم إلى المقابر ويقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنتم السابقون ونحن اللاحقون بكم إن شاء الله تعالى، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده وأغفر لنا وله، وقال جمعة أن الدعاء أيضًا يشمل وهبة الثواب، فيقول صلى الله عليه وسلم: " إذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، والولد يعني الخلف، فقد تكون بنت أو زوجة أو أب ابنه مات، وقد يكون أناسًا العلاقة بينهم علاقة العالم والمتعلم، فالعلم رحم بين أهله، ففي عالم الغيب والأرواح يحتاج المتوفى هذا الدعاء ويجده كهدية تدخل عليه.

 

"كل الأعمال تصل للميت" 

وتابع جمعة: قد يصلي العبد ركعتين ثم يدعو يارب هب ثواب ما صليت لأبي ولأمي ولسيدنا الحسين، ون من الجائز أيضًا أن يقرأ الزائر ما تيسر من القرآن، الفاتحة، أو قل هو الله أحد 12 مرة، لأن كل ثلاث مرات بختمة فهي تعدل ثلث القرآن، ثم يهب الثواب للمتوفي.

 

"كلام مضحك" 

ورد جمعة على من يقول أن زيارة الأضرحة والتمسح في المقابر محرمة وأنها قد تدفعهم للشرك بالله كما كان في الجاهلية اتخذوا هذه الأشياء وسيلة للقرب من الله ثم أصبحوا يعبدونها، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى أكد أن أمة الإسلام منع الشرك فيها، إذ قال رسول الله صلى عليه وسلم: " إنَّ الشَّيطانَ قَد يَئسَ أن يُعبَدَ بأرضِكُم"، وقال جمعة أن التمسح بالضريح هو محبة لصاحبه، كأنه يريد أن يحتضنه، واستشهد جمعة بقول الشاعر: أمر بالديار ديار ليلى..أقبل ذا الجدار وذا الجدارا..وما حب الديار شغفن قلبي..ولكن حب من سكن الديارا

 

وأشار إلى أن العرب كانوا يقبلون الرواحل، و لا علاقة لهذا بالشرك، فكان سيدنا عطاء بن أبي رباح حين يدخل المسجد يقبل منبر النبي صلى الله عليه وسلم، وحين رآه الإمام مالك لم يفهم ما فعله، ولكنه قال بعد ذلك: " مت على عطاء، فاتني رأيته يقبل الحادث ثم خرج أن ذلك له مذهب"، أي أن مذهبه هكذا.

الإفتاء تحسم الجدل حول التمسح بمقامات آل البيت والأولياء

قال الشيخ أحمد وسام، إن التمسح بمقامات وأضرحة آل بيت النبي-صلى الله عليه وسلم- والأولياء، ليس شركًا أو بدعة بل هو أمر جائز ولا مانع منه، مشيرًا إلى ان التمسح في الأصل هو تبرك بصاحب المقام وليس بالمقام ذاته.

وأضاف وسام خلال البث المباشر لدار الإفتاء، على صفحتها الرسمية على فيسبوك، فى إجابته على سؤال: "ما حكم التمسح بالمقامات ..هل يعد هذا من البدعة"؟: "قد وجدنا هذا التمسح حتى في أحوال الناس العادية، فنجد من يقول في شعره: أمر على الديار ديار ليلى* أقبل ذا الجدار وذا الجدار، وما حب الديار شغفن قلبي* ولكن حب من سكن الديار"، مضيفًا: "كل قريب من الحبيب حبيب ، هو مش طايله فيتبرك بما حوله، وبما هو في مكانه".

وتابع:  الشيخ محمد متولي الشعراوي كان في زيارة للمدينة المنورة وكان يتمسح بمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنهره أحد أفراد الأمن وأغلظ له بالقول، فغضب الشعراوي وعاد إلى الفندق،لافتًا إلى احتمال حدوث أزمة سياسية بين البلدين (كان الشعراوي وزيرا للأوقاف بمصر حينها) ولكن الجهات المعنية أرسلت له الجندي لكي يعتذر له".

وأضاف: "ذهب له الشرطي وأراد أن يقبل رأسه فقبل الطاقية التي كان يرتديها، فقال له (الشعراوي) تعال هنا ، أنت عملت ايه؟ فأجاب قبلت رأسك لأعتذر لك، قال له لا أنت لم تقبل رأسي أنت قبلت الطاقية، فأجاب (الشرطي) طيب وماله الطاقية على رأسك يعني أي حاجة منك، فقال: شفت؟ أنا برضه عملت كده قصدي سيدنا النبي مش قصدي الحديد ففهم الرجل".

حكم الصلاة في المساجد التي بها أضرحة
قال الشيخ عبدالله العجمي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الصلاة في المساجد التي بها أضرحة الأولياء والصالحين صحيحةٌ ومشروعةٌ، بل إنها تصل إلى درجة الاستحباب، وذلك ثابت بالكتاب، والسُّنَّة، وفعل الصحابة، وإجماع الأمة الفعلي.

وأجاب العجمي، عن سؤال ورد اليه خلال البث المباشر لصفحة دار الإفتاء المذاع عبر موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، مضمونة (حكم الصلاة في الأضرحة؟)، قائلًا: أننا لا نصلي في الضريح لمن يوجد فيه، ولا نعبد من في الضريح، وإنما نصلي لعبادة الله سبحانه وتعالى، ويجوز الصلاة بهذه الأماكن ولا شيء في ذلك.

حكم الصلاة في مساجد الأضرحة
أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، أن الصلاة فى المساجد التى بها أضرحة جائزة شرعًا ولا حرمة فيها، لأن المصلى لا يصلى لصاحب القبر بل يصلى لله تعالى.

وأضاف «هاشم» خلال لقائه ببرنامج «المسلمون يتساءلون» المذاع على فضائية «المحور»، أن القبر أو الضريح إذا كان على يمين أو يسار أو خلف المصلى قال بعض الفقهاء إن صلاته صحيحة ولا كراهة فى ذلك، موضحًا أنه إذا كان الضريح أمام المصلى ولا يفصل بينهما حائط فهذا مكروه، أما إذا كان بينهما حائط فلا كراهة فى هذا الأمر.

رد مستشار المفتي على من يشدد بمنع الصلاة فى مساجد الأضرحة
قال الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إنه إذا ظهر تشدد فى الدين بين الناس فأعلم أن هناك غياب للمنهج الأصيل فإذا لم يتشبع الإنسان بالمعلومات الدينية الصحيحة سيتشبع بالمعلومات المتشددة المخطئة، لأفتًا الى أنه يجب على المؤسسات الدينية أن تقوم بتوعية وترشيد الناس الى الدين الصحيح الغير متشدد.

وأضاف "عاشور" خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس» المذاع عبر فضائية «الناس»، أن السبب الحقيقي لهذا التشدد هو غياب الفهم الصحيح للدين الإسلامي السمح فإذا غاب هذا فإنه قد يأتي التشدد من الخارج أو من الداخل خاصة أن هناك نفوسا تريد أن تمتلك الحقيقة وحدها.

وتابع قائلًا " أن أقل شئ يقوله المتشددون عن الصلاة فى المساجد التى بها أضرحة انها حرام وأشدها بدعة وأصعبها ان الصلاة باطلة والأصعب منها درجة أنه يكفر الصلاة فى المسجد كله، فأصبح المسلم يحرم على أخيه المسلم الصلاة فى المساجد التى بها أضرحة، فهؤلاء المتشددين لا يعرفون شئً فى الدين لأنهم إذا نظروا فيما قاله إبن تيمية فى حكم الصلاة فى المسجد الذي به ضريح لما قالوا هذا حيث قال الصلاة فى المسجد الذي به ضريح جائزة وتكون مكروهه إذا كانت الصلاة أمام القبر مباشرة، ولكنهم يقولون انه حتى إذا كان الضريح الذي فى المسجد بعيدًا عن مكان الصلاة فالصلاة فى المسجد كله حرام وكفر أو شرك، فهم يميلون الى تكفير الأخرين لأنهم لديهم علة مرضية هذه العلة هى حب التميز والشهرة فلو أنه يقوم بهذا العمل دينا لرجع الى المتخصصين فيعلمونه كيف يقرأ النصوص الشرعية من القراَن الكريم والسنة النبوية المطهرة".


-